الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أطباق الزينة··· فتنة تسيل على الجدران

2 فبراير 2006

وفـاء محمود العلي:
عالم ساحر يأخذك إلى عوالم ألف ليلة وليلة، بحكاياتها وطيورها وحدائقها وحيواناتها، جنّات من الجمال الطبيعي تتدفق منها···رسومات تقص عليك ما فعلت عرائس الماء أو حوريات البحار···نقوش تطير في افيائها الأطيار وتغرد العصافير ملآى بالمرح··· زخارف تعانق وروداً حمراء وبيضاء ومن كل ما تشتهي العين ويعشق القلب··· مشاهد ساحرة على مد بصرك تغرق معها العين في لوحات أخاذة، وطبيعة خضراء ذات حدائق غناء تشرق فيها الشمس، وتكاد تسمع وشوشات الريح للشجر، وهمس الماء للنهر، والخرير السلس العذب يدخلك في نشوة لا تفيق منها إلا على يد صاحب البيت يدعوك إلى الجلوس أو صوته يسألك: هل أعجبتك؟ فلا تملك إلا أن تهز برأسك معرباً عن حجم الفتنة التي رأيتها·
إنها الأطباق، تلك الجنية الجميلة التي تسحب الجمال من يديه طائعاً مختاراً وتحضره إلى منزلك، وتجلسك في حضرته مثل طفل عقدت لسانه الدهشة، أو هرب منه الكلام··· لكن أي أطباق هذه؟
مهلا··· ربما لا يخطر على بالك عندما تذكر الأطباق سوى أطباق الطعام الشهية، ومنظرها الذي يمتع العين ويشرح القلب، وأنت محق في هذا بلا شك، فقد باتت أطباق الطعام فناً يستعرض فيه هواة الطبخ ملكاتهم وقدراتهم على خلق تحفة فنية يخشى المرء أحياناً أن يمد يده إليها بغرض تناول ما فيها، مفضلاً أن يطيل النظر إليها، يتملى حسنها وأناقة ترتيبها، وما تحمله من تصاميم غريبة···لكن الأطباق ليست كلها للأكل، وهناك من الأطباق عالم ساحر من الجمال والإبداع يقف المرء أمامه مسمراً لا يريد لعينيه أن تغادره، ولا لبصره أن يشبع منه، تلك هي أطباق الزينة التي نتحدث عنها في هذه السطور:
ما من شك في أن المنزل، أي منزل، لا يكتمل جماله ولا يحلو بدون الإكسسوارات التي تضفي عليه تلك المسحة الرقيقة من الجمال، وما الأطباق سوى واحدة من هذه الإكسسوارات التي رافقت الإنسان منذ زمن طويل، منذ كانت وسيلة للطعام وحتى باتت لوحات جميلة تزين المجالس، وتوضع في المتاحف، وتحمل بعداً حضارياً وفنياً يعبر عن الشعوب والمجتمعات المختلفة، ويندر أن تكون على وجه الأرض حضارة لم تسهم في صناعة أطباق الزينة وزخرفتها، بدءاً من الطين والصلصال والخزف وانتهاء بالزجاج والخشب والكريستال وغيرها من المواد والخامات التي تصنع منها الأطباق·
حكاية الطين والماء
إنها حكاية الطين والماء، التي رافقت الإنسان في رحلته الطويلة من الفخار وحتى الكريستال، وهي رفقة لم تأت من فراغ، فقبل اكتشاف الرسم أو التصوير الفني لم يكن لدى الإنسان ما هو أجمل من طبق خشبي أو خزفي يتيه دلالاً بنقوشة ونجومه ليعلقه على جدار بيته، بل وكانت هذه النقوش تحكي روحه وتفاصيله، وربما حفر عليها تعاويذه وأشجاره ووروده وأسماء أولاده وغزواته، فكانت له الرفيق المخلص، ثم طلع على باله أن ينوع في هذه الأطباق فترك لنا الكثير منها لنزين به بيوتنا وغرفنا ومجالسنا·
وإذا كانت الأطباق وغيرها من الإكسسوارات قادرة على أن تمنح البيت كل هذا الجمال، فلا شك أن أسوأ منظر يمكن أن تقع عليه العين عند الدخول إلى أي منزل هو منظر حائط عار، أو جدار بلا زينة··· وعليه، ننصحك بأن لا تترك جدرانك عارية أبداً، فالجدران لم توجد لتؤمن لنا السكينة التي نبحث عنها بعيداً عن صخب الخارج وحسب، بل لتكون أيضاً وسيلة من وسائل الراحة لعيوننا المتعبة من غياب الجمال، وقلوبنا التواقة إلى تذوقه والاستمتاع بتجلياته المختلفة، وليس هناك ما هو أجمل من جدار يشع ببريق الإبداع او عبق الأنامل التي تسهر على الأناقة، وتعمل من أجل إضفاء الحيوية والتناغم عليه·
ولأن الأطباق تتميز بأسعارها المناسبة لذوي الدخل المحدود ـ إلا في استثناءات نادرة كأن تكون قطعة تاريخية أو من الأنتيك فتعامل على أنها تحفة غالية الثمن ـ فإنها أقرب الإكسسوارات الى الحضور، بل وأكثرها تداولاً سواء تلك التي تعلق على الجدران أو توضع على الطاولات أو في الخزائن والأرفف الخاصة بها، وتوجد في الأسواق نماذج وأشكال لا حصر لها من هذه الأطباق، وأسعارها تناسب جميع الناس، ولكل منهم أن يختار ما يوافق هواه ورغبته·
كيف نحقق الجمال؟
لكن كيف نعلق الأطباق، وهل ثمة قواعد نتبعها لنحصل على ما تهبه لنا من الجمال؟
تجيب مهندسة الديكور حسناء عبد العزيز على هذا السؤال: هناك أنواع مختلفة من أطباق الزينة سواء من حيث الشكل او الصنع، فمن حيث الشكل هناك الأطباق الدائرية وهي المعتادة والمنتشرة بين الناس، وهناك الأشكال المستطيلة أو المكعبة أو المربعة التي باتت موضة شائعة منذ فترة، تماماً كما حدث في أشكال الاطباق التي تستخدم للطعام· أما من حيث النوع فهناك الاطباق المصنوعة من الخزف وهي الأكثر شيوعاً، والزجاج، والخشب، والفضة، والكريستال، وبشكل أقل من الذهب، وبالطبع يمكن ان يجمع الطبق بين أكثر من عنصر، كأن يكون من الخزف المعطم بالفضة، أو الحجارة الكريمة، أو أصداف البحر وغيرها·
إرشادات تعليق الأطباق
وعن أفضل الطرق المتبعة للاستفادة من أطباق الزينة في المنزل تضيف: يختلف الأمر في حال كانت الأطباق معلقة على الجدران عنه في حال وضعت على الطاولة او المائدة او الرفوف والخزائن المصممة خصيصاً لعرض التحف والإكسسوارات المنزلية، ففي حال كانت الأطباق ستوضع على الطاولة فإن الوضع المثالي أن تكون في منتصف الطاولة، وببعد مناسب عنها، وألا تكون على أحد جانبيها·
أما في حالة التعليق فهناك عدة قواعد لا بد من مراعاتها وهي:
؟ أن يكون تعليقها بشكل منتظم على الجدران المناسبة، على أن تراعي اختيار المساحة المناسبة للطبق أيضاً، فإما أن تكون الأطباق عمودية أسفل بعضها، أو تكون أفقية بجوار بعضها· ويفضل أن تكون متساوية في الحجم·
؟ أن تعلق في مكان مناسب للنظر، بحيث يقع نظر المرء عليها من زاوية مناسبة للرؤية وتملي الجمال الذي تتميز به·
؟ إذا كانت الأطباق ستعلق فوق قطعة كبيرة من الأثاث يفضل عندها استخدام طبقين أو ثلاثة في صف أفقي حتى لا تبدو صغيرة، وتضيع بالقياس إلى الأثاث الموجود في الأسفل، أما إذا كانت ستعلق على جدار ليس فيه سوى قطع أثاث بسيطة، فالأفضل في هذه الحالة الاقتصار على طبق واحد في كل زاوية·
؟ لاحظي أن يكون الطبق مناسباً في لونه وما يتضمنه من مناظر طبيعية أو زخرفية لأثاث الغرفة، لأن عدم الانسجام يولد عكس المطلوب ويظهر الغرفة بشكل غريب وبعيد عن الذوق·
؟ احرصي على أن تكون الأطباق من نوعية متناسقة، وقريبة من بعضها، في حال استخدمت أكثر من طبق في نفس المكان، حتى لا يحدث تضاد أو تنافر واضح بين ألوانها ورسوماتها·
؟ في حال كانت الأطباق في غرفة يوجد بها لوحات زيتية أو مناظر مرسومة، يفضل أن يكون بينهما تناغم في الألوان والمقاسات والأحجام·
بين يديكِ
توفر الأطباق التي نستخدمها في حياتنا فرصة جيدة لك لتصنعي أطباق زينة خاصة بك، تعكس ذوقك، وما تريدين أن تضفيه من اللمسات الجمالية على بيتك، وما عليك سوى البحث حولك عن بعض الورود الجافة، أو الأقمشة، أو الأصداف، أو الخرز أو الأحجار الملصقة على إكسسوارات لم تعودي بحاجة لها لتستخدميها في تزيين الأطباق الموجودة لديك، والتي لم تعد بك حاجة إليها ربما بسبب خدش بسيط تعرضت له، أو لأنك فقدت معظم 'الطقم' وبقيت لديك منه قطعة يمكنك ببعض المهارة أن تحويلها إلى طبق زينة يشهد لك بالمهارة ولمنزلك بالجمال·
إصنعيها بنفسكِ
للنساء اللواتي يملكن موهبة الرسم على الزجاج، أو يتقن الأشغال الفنية، يمكن ببساطة صنع طبق مميز وبطريقة سهلة، بعد أن توفري الأدوات اللازمة بالطبع وهي:
؟ ألوان زجاج·
؟ قلم تحديد الزجاج·
؟ تنر لإزالة الألوان أو تخفيفها و لتنظيف الفرش (جمع فرشاة)·
؟ فرشاة صغيرة وناعمة أو قطارة لكل لون (موجودة في محال بيع أدوات الفن والأشغال اليدوية)·
؟ نموذج أو تصميم للرسم·
الطريقة :
تأكدي من نظافة سطح الطبق الزجاجي الذي سترسمين عليه·
قومي بنقل التصميم الذي أعجبك على سطح الزجاج بواسطة ورق الكربون أو ضعي التصميم خلف الزجاج (إذا كان شفافا) ثم قومي بالرسم فوقه·
استخدمي المحدد لتحديد الرسم وعند الإمساك بمحدد الرسم على الزجاج احرصي أن تكون يديك مرتخية وان يكون الضغط بنفس القوة على الأنبوب لكي لا يبدو التحديد في بعض الاماكن اكثر كثافة وسمكاً منه في أماكن أخرى، ثم اتركي المحدد حتى يجف تماماً·
لوني الفراغ داخل التحديد بالفرشاة أو القطارة، وحاذري أن تلامسه يدك، ووزعي الألوان حسب التصميم الذي وقع عليه اختيارك·
اتركي الألوان في مكان آمن حتى تجف تماماً لأن أي لمسة لها قبل أن تجف يمكن أن تشوه منظرها ويصعب تعديلها فيما بعد·
بعد الانتهاء يفضل عرض الطبق في مكان يستطيع فيه الضوء أن يتخللها لأنها تبدو أجمل في الضوء سواء أكان ضوءاً طبيعياً أو صناعياً·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©