الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التوحد ضغط نفسي ومادي على أسر ذوي الاضطرابات

التوحد ضغط نفسي ومادي على أسر ذوي الاضطرابات
29 مايو 2014 20:37
يؤثر اضطراب طيف التوحد بطرق عديدة على أسر الأطفال المصابين بالتوحد، حيث يمثل ضغطاً نفسياً عند تشخيص الطفل بالإصابة بالاضطراب، بالإضافة إلى الضغط المادي الناتج عن ارتفاع تكلفة العلاج والمعالجين. إلا أن التأقلم مع تلك الضغوط يؤدي إلى تدعيم وتقوية العلاقات الزوجية والأسرية، برغم أن التوصل لذلك التأقلم يتطلب الكثير من العمل والدعم. كيف يؤثر التوحد على الأسر؟ تواجه الأسر التي لديها طفل مصاب باضطراب طيف التوحد العديد من التحديات منذ اللحظة التي يعلمون فيها أن طفلهم يعاني من خلل بنموه العصبي، وقد تبعدهم تلك التحديات عن التفاعل مع الأسر الأخرى حيث يمكن أن يصبح هذا الاضطراب مدمراً معنوياً للوالدين، لا سيما في الفترة التي تسبق التشخيص، والفترة التي تليه مباشرة، بالإضافة إلى الضغوط التي تتولد عن برامج العلاج المعقدة، ومتابعة العلاج بالمنزل، والقيام بمسؤوليات العائلة والعمل، والعديد من المسائل الأخرى. وعلى الرغم من أن هذه المصاعب تبدو وكأنها لا يمكن التغلب عليها، فإن العديد من الأسر تتمكن من التأقلم معها. التأثير النفسي «المعنوي» وفقاً لدراسة تم نشرها بجريدة بيدياتريكس (Pediatrics)، فإن أمهات الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد غالبا ما يصنفن حالتهن الذهنية بأنها ضعيفة، أو مقبولة، كما وجد أنهن يعانين من مستويات ضغط مرتفعة عن بقية عامة السكان. ويمر العديد من آباء الأطفال المصابين بطيف اضطراب التوحد بالعديد من المشاعر منها ما يلي: والشعور بالعجز الشديد، والارتياح عند التعرف على ما يواجهه طفلهم من تحديات، والشعور بالغضب تجاه أقرانهم أو الأطباء أو حتى أنفسهم، والشعور بالذنب لاستيائهم من الطفل المصاب، والشعور باليأس بسبب طبيعة المرض غير قابل للشفاء، والشعور بالذنب إزاء احتمال قيامهم بشيء أدى إلى تسبب إصابة طفلهم بالتوحد، والشعور بالإحباط نتيجة لمرورهم بتجربة الأبوة أو الأمومة بشكل مختلف عمّا كانوا يتصورون. التأثير الجسدي يتسبب التوحد في التأثير غير المباشر على الصحة الجسدية لأفراد الأسرة، حيث تؤدي مشاعر القلق والإحباط والإنهاك، إلى الإضرار بالصحة الجسدية لأفراد الأسرة، التي يعاني أحد أطفالها طيف اضطراب التوحد، فيتسبب في انخفاض المناعة، والحرمان من النوم الذي يؤدي إلى صعوبة التركيز وضعف الذاكرة، والعديد من المشاكل الصحية الأخرى. التأثير المادي لا تشمل غالبية خطط التأمين الصحي الخاص تغطية كافة النفقات اللازمة للعلاج الخاص بالطفل المصاب بالتوحد. وغالباً ما تتسبب التكاليف المرتفعة لجلسات العلاج والأدوية التي يتولى تسديدها أولياء الأمور في تكاثر الديون، بالإضافة إلى العبء المادي الذي تشكله، الألعاب التعليمية الخاصة، والبطانيات والسترات الموزونة، والعديد من الأشياء الأخرى. ووفقاً لجريدة بيدياتريكس (Pediatrics) فإن إصابة طفل باضطراب التوحد تتسبب بخسارة 14% من دخل عائلته الكلي، كما يصعب على كلا الوالدين العمل بدوام كامل، مما يتسبب بانخفاض دخل الأسرة مع تزايد النفقات. وبما أن الأسرة تحتاج لعمل أحد الوالدين بدوام كامل حتى تستطيع الأسرة الحصول على التأمين الصحي، فخسارة العمل بدوام كامل تعني التدهور لوضع الأسرة المادي. التأثير على العلاقة الزوجية يتسبب التوحد بمزيد من الضغوط على العلاقة بين الزوجين. ووفقا لدراسة تم نشرها بجريدة جورنال أوف فاميلي سيكويولوجي(Journalof Family Psychology)، ترتفع نسبة احتمال حدوث طلاق بين الأبوين لطفل مصاب بالتوحد بنسبة 9.7% عن أقرانهم، حيث يؤثر إصابة الطفل بالتوحد على الزواج بطرق متعددة منها: أن يؤدي الاختلاف بردود أفعال الوالدين تجاه تقبل تشخيص الطفل باضطراب التوحد إلى صراع فيما بينهم، والاختلاف في جداول المواعيد والالتزامات المتعددة لا تسمح للوالدين بقضاء بعض الوقت سوياً، ويصعب إيجاد من يعتني بالطفل المصاب بالتوحد مما يتسبب بعدم مقدرة الوالدين على الخروج برفقة بعضهما وقضاء الوقت معاً، وتتسبب الضغوط المادية بنشوء صراع بين الوالدين. ويؤثر التوحد على الأشقاء غير المصابين باضطراب التوحد، حيث لا يحظون غالبا بالدعم الكافي من الوالدين المنشغلين بالطفل المصاب بالتوحد. ويشتد التنافس بين الأشقاء في العائلات التي لديها طفل مصاب بالتوحد، أكثر من الأشقاء الذين لا يعانون الاضطراب. ويحتاج الطفل المصاب بطيف اضطراب التوحد للمزيد من الوقت والعناية بصفة دائمة، مما يتسبب بشعور أشقائه بأنهم مهملون ويتولد لديهم الشعور بالإستياء تجاه والديهم وشقيقهم أو شقيقتهم المصابين، إلا أن العديد من الأسر تتمكن من التغلب على تلك التأثيرات، بشرط عدم وجود ضغوط أخرى. ووجدت دراسة تم نشرها بجريدة جورنال أوف أوتيزم أند ديفيلوبمنتال ديس أوردرز (Journal of Autism and Developmental Disorders) أن مؤشر التكيف النفسي للأشقاء كان وجود أو غياب عوامل الضغط الأخرى، مثل انخفاض المستوى الاجتماعي والاقتصادي، فعند التحكم بالمؤثرات الأخرى، تحسنت الحالة الحية النفسية والعاطفية لأشقاء الطفل المصاب بالتوحد. ترجمة: عزة علي يوسف المصدر: موقع lovetoknow.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©