الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محاضرة تثير جدلاً حول أفول المعنى في الشعر العربي

محاضرة تثير جدلاً حول أفول المعنى في الشعر العربي
15 مايو 2012
أثارت المحاضرة النقدية التي احتضنها مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام مساء أمس الأول في مقره بأبوظبي وقدمها الباحث التونسي الدكتور محمد لطفي اليوسفي تحت عنوان “أفول المعنى في الشعر العربي الحديث” نقاشا حادا بين الحضور تمحور حول اختيارات اليوسفي في تمثيلاته لموضوع محاضرته من شعر ادونيس، اعتباره ان المعنى غائبا من نصوصه الشعرية، فيما شدد بعضهم على تعسف محمد لطفي اليوسفي في الاختيار من شعر أدونيس. وخلال استرسال المحاضر في سرده لموضوع محاضرته قاطعه الشاعر حبيب الصايغ مدير عام مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام، في منتصف المحاضرة معترضا على “التقليل من قيمة شعر الشاعر العربي الكبير أدونيس” بطريقة تتقصد الاختيار، وأبدى بعض الحضور امتعاضاً من الانتقاء القسري من شعر ادونيس، وأشار البعض إلى أن مهمة الناقد أن يكون حيادياً في اختياره للشعر قيد البحث، بينما اصطف البعض الآخر مع اليوسفي في أن للباحث حق الاختيار، وكانت بذلك قد تحولت المحاضرة إلى نقاشات حادة في المفهوم والمعنى والاختيار وتصويب وتخطئة الآراء المغايرة كون المحاضرة قد أثارت الكثير الكثير فكانت ناجحة بأن تحرك الساكن الذي تعودته المحاضرات اليومية العادية. وكانت المحاضرة التي شهدها عدد من المثقفين والإعلاميين قدمتها الإعلامية صباح راجح وقالت في تقديمها للمحاضر “إن جهود محمد لطفي اليوسفي واضحة في تنظيراته للشعر العربي ولمفاصل الثقافة العربية، وهو إذ يقرأ اليوم “أفول المعنى في الشعر العربي الحديث” فإنه يكشف عن الغامض والسري والمعمّى في طبيعة العلاقة بين الشعر والمتلقي”. واستهل الباحث محمد لطفي اليوسفي المحاضرة بأن أشار إلى تقسيمات محاضرته إلى عدد من المفاصل وهي أولاً مدخل نظري في المعنى وكيفيات إنتاجه، وثانياً تجليات ظاهرة أفول المعنى ونتائجها على النص والمتلقي من خلاله ظاهرة التعتيم والتعمية والتفسير ومن خلال افول المعنى وتلاشي الشعر في الألغاز والأحاجي والمعميات، والمفصل الثالث هو محو ذاكرة الكلمات ووهم الكلمات البكر وناقش رابعاً تأثيم المتلقي. وتحدث اليوسفي في مدخله النظري عن مفهوم المعنى وكيفيات إنتاجه وقال “يرجع أفول المعنى في الراهن الشعري العربي في نظري إلى التصور التبسيطي الذي يعتقد أصحابه أن المعنى مجرد نتاج لكلمات أو لصور تحيل إلى دلالة أو إلى دلالات مجازية متعددة، والحال أن المعنى داخل النص، إنما يمثل نسقاً، إنه نظام يترجم العلاقات المتصورة بين ما هو حسي ملموس، وبين ما هو غامض وسري ومعمى”. وأكد أن “أفول المعنى لا يمكن أن يحصل إلا في ثقافة تشهد تصدعاً تاريخياً خطيراً”. واستشهد اليوسفي بنصيحة بدر شاكر السياب التي قدمها إلى ادونيس بعد أن قرأ قصيدة له وقال فيها “كانت قصيدتك رائعة بما احتوته من صور لا أكثر، لكن هل غاية الشاعر أن يُرى قراءة أنه قادر على الاتيان بمئات الصور، لو لم تبق منها سوى مقطع واحد لما أحسست بنقص فيها، ليس هناك من نمو للمعنى وتطور له”. وقال اليوسفي “هكذا عبر السياب منذ أواخر الخمسينيات عن وعيه بأن النص لا يمكن أن يكون إبداعياً فعلاً إلا متى تمكن من اتباع استراتيجية في بناء المعنى”. وأشار اليوسفي إلى غياب المعنى في النصوص الشعرية الجديدة وبخاصة في قصيدة النثر وتحدث عن القطيعة بين الشعر والجمهور وأوعزها إلى الممارسات الشعرية التي تعلن الحداثة والابتداء من تحايل على أسئلة الراهن الثقافي العربي. وأكد على محو للعلاقة المفترضة بين الوعي والواقع لحظة إنجاز النص فتتحول الكتابة إلى لعب طائش بالكلمات، حيث يكتفي منتج النص بالدوال والكلمات، يتصرف بها وفق ما تمليه عليه استيهاماته وأهواؤه وحرصه على إبهار المتلقي بالغريب المصطنع من التصاوير. وعن تجليات ظاهرة افول المعنى ونتائجها على النص والمتلقي أشار إلى ظاهرة التعتيم والتعمية والتفسير واستشهد بنص صغير لادونيس واعتبره نموذجاً لهذه الظاهرة وهو: في بلادي تمشي قدامي حفرة صنعت من دم وعسف ومكر واعتبر هذا النص متواضعاً ومحدوداً، وأشار إلى إمكانية التأويل في التعامل معه بوصفه استعارة قسرية واستبدالاً عقلياً لا ماء فيه ولا طراوة ولا شباب.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©