السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حواء .. خلقها الله من ضلع آدم وماتت بعده بسنة

29 مايو 2014 20:35
كان آدم عليه السلام يعيش وحده بين أشجار الجنة وظلالها، فأراد الله تعالى أن يؤنس وحشته، وألا يتركه وحيداً، فخلق له من نفسه امرأة، تقر بها عينه، ويفرح بها قلبه، وتسكن إليها نفسه، وتصبح له زوجة. وكانت حواء، هدية الله تعالى إلى أبي البشر آدم عليه السلام، وعن قتادة قوله تعالى: (وخلق منها زوجها) يعني حواء خلقت من ضلع آدم، وفي خلقها من ضلعه رمز كريم إلى توثيق عرى الروابط الزوجية بين الرجل والمرأة، بدليل قوله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها). وقال ابن عباس: «إنما سميت حواء لأنها أم كل حي». وأسكن الله تعالى آدم وحواء الجنة، وأباحها لهما أن يتمتعا بكل ما فيها من ثمار، إلا شجرة واحدة أمرهما أن لا يأكلا منها (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ). غواية إبليس وعاشت حواء مع آدم بين أشجار الجنة يأكلان مما فيها من خيرات متعددة، وظلا على عهدهما مع اللَّه تعالى، لم يقربا الشجرة التي حرمها عليهما، لكن إبليس لم يهدأ له بال، وهو الذي توعد آدم وبنيه بالغواية والفتنة، فتربص بهما، وفكر في طريقة تخرجهما من ذلك النعيم، فأخذ يدبر لهما حيلة، ليعصيا اللَّه، ويأكلا من الشجرة؛ فيحلَّ عليهما العقاب، وهداه تفكيره الخبيث لأن يزين لآدم وحواء الأكل من الشجرة التي حرمها الله عليهما، فقد اهتدى لموطن الضعف عند الإنسان، وهي رغبته في البقاء والخلود «فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِي لَهُمَا مَا وُورِي عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ». وهكذا زين الشيطان لآدم وحواء الأكل من الشجرة، وأقسم لهما أنه لهما ناصح أمين، وما إن أكلا من الشجرة حتى بدت لهما عوراتهما، فأسرعا إلى أشجار الجنة يأخذان منها بعض الأوراق ويستران بها. ثم جاء عتاب اللَّه لهما، وتذكيرهما بالعهد الذي قطعاه معه - سبحانه وتعالي-: (فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِين). الهبوط إلى الأرض وعرف آدم وحواء أن الشيطان خدعهما، فندما على ما كان منهما في حق اللَّه سبحانه، وهنا تنزلت كلمات اللَّه على آدم، ليتوب عليه وعلى زوجه حواء «فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه»، وكانت تلك الكلمات هي «ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين». وبعد ذلك أهبطهما ربهما إلى الأرض، وأهبط معهما الشيطان وأعوانه، ومخلوقات أخرى كثيرة «وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدوٌ ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين». قال ابن اسحق: يذكر أهل العلم أن مهبط آدم وحواء كان على جبل يُقال له «واسم» من أرض الهند، وهو جبل من قرى الهند اليوم بين «الدهنج» و«المندل». وقدر اللَّه سبحانه وتعالى لآدم وحواء أن يعمرا الأرض، وتنتشر ذريتهما في أرجاء المعمورة، ثم نزلت لهم الرسالات السماوية. قال تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا). أساس المشكلة واختلف المؤرخون حول ما إذا كان ولد لآدم أولاد حين كان في الجنة، أم أن جميع أولاده ولدوا في الأرض، فهناك أقوال أن قابيل وهابيل وأختيهما التوأم ولدوا في الجنة، وأن سائر أولاده ولدوا له في الأرض، وكانت حواء تلد في كل بطن توأماً ذكراً وأنثى، فحرم آدم زواج الأخ من أخته التوأم التي تولد معه، وعليه أن يتزوج من أي أخت له سواه، وكذلك بالنسبة للأخوات، فلهن الخيار في الزواج من أي أخ غير توائمهن. وهذا أصل المشكلة بين قابيل وهابيل. ولما انقضت أيام آدم أمره الله أن يوصي إلى ولده شيث، ويدفع إليه مواريث النبوة والعلم والآثار، وأمره بأن يكتم هذا الأمر عن قابيل، حتى لا تتكّرر الجريمة المأساة، ويقتله كما قتل أخاه هابيل من قبل، وتوفي آدم ولهُ من الذريّة من ولده وأولاد ولده العدد الكثير، بعد أن عمّر تسعمئة وستين سنة، ودفن في جبل أبي قبيس، ووجهه إلى الكعبة المشرَّفة على ما ذكر في كتب السير. ولم تعمرّ حواء بعد آدم إلاّ قليلاً، عاماً واحداً مرضت بعده وماتت، ودفنت إلى جانب آدم، وقد ظلت حواء طائعة لله تعالى حتى جاء أجلها. (القاهرة الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©