الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خيوط الشبكة العنكبوتية تحاصر أطفالنا

خيوط الشبكة العنكبوتية تحاصر أطفالنا
29 مايو 2014 20:33
أطفال في عمر الزهور وقعوا ضحايا للعصر الإلكتروني الذي تخطى بكثير وعيهم وقدرتهم على فهم عوالمه المثيرة والمخيفة، والأسر التي تمنح أطفالها حرية التواصل مع الآخرين عبر غرف الشات، والواتس أب، والفيسبوك، ولا تعترض على وضع صورهم على الانستجرام وتكوين علاقات مع أشخاص مجهولين تضع هؤلاء الأطفال في دائرة الخطر الحقيقي، ورغم من أن نسبة استخدام الأطفال للشبكة العنكبوتية في تزايد مستمر، فإن الوعي بخطورة التعامل مع الإنترنت لم يزل بعيداً عن الأسرة، ولا ينتبه أحد إلا عندما يتعرض طفل ما لمشكلة. أشرف جمعة (أبوظبي) يفخر الآباء بأن لديهم أبناء يتعاملون مع الشبكة العنكبوتية أفضل منهم، ويمنحونهم الحرية كاملة في التجول عبر هذا العالم الذي يختزن الخير والشر معاً، خصوصاً وأن بعض الأطفال الذين يقتربون من نهاية الطفولة، ويســتعدون لدخول المراهقة تتغير سلوكياتهم للأسوأ، جزاء تفاعلهم عبر الأجهزة الذكية، والدخول على بعض المواقع المحظورة، وهو ما يتطلب حماية لهذه الفئة التي لم تخبر الحياة، وليس لديها الصلابة لكي تتعامل مع الإنترنت. الحقيقة المرة شكوى الآباء من تغير سلوكيات أبنائهم بسبب الإنترنت ليست في محلها في تقدير استشارية العلاقات الأسرية بمركز الأسرة السعيدة الدكتورة إنعام محمد المنصوري التي تقول: إن العديد من الآباء والأمهات هم الذين أعطوا الضوء الأخضر لانحراف الأبناء، حيث تركوهم يتعاملون مع العوالم الرقمية بمنتهى البساطة، ومن دون رقابة، وفور حدوث تحول في سلوك أطفالهم يصرخون ويبحثون عن حلول لكي يستعيد هؤلاء الأبناء صفاءهم وبراءتهم المعهودة، وترى أن الأسرة تضع بكل بساطة النار إلى جانب الوقود، وهم يظنون أن الدنيا لن تشتعل من حولهم، لكنهم يستيقظون على حقيقية مرة مفادها، أن الوقت فات، وأن أطفالهم يحتاجون إلى إعادة تأهيل نفسي وسلوكي واجتماعي. ضمانات كافية وتؤكد أن الأطفال ضحايا الشبكة العنكبوتية يتعرضون لمشكلات جمة أكبر بكثير منهم، ومن مستوى وعيهم، وقدرتهم على التعامل مع ما يفوق إمكاناتهم العقلية المحدودة، وكم من طفل تعرض لمخاطر جراء تواصله إلكترونياً مع أشخاص يكبرونه في العمر، وهم مجهولون من العالم الافتراضي، وترى أن الكثير من الأطفال يقعون ضحايا للابتزاز بأشكال مختلفة واستغلالهم بصورة فجة، والآباء بعيدون كل البعد عما يحدث لأطفالهم، إذ إن العديد منهم يظن أن الطفل يستخدم الإنترنت في أداء الواجبات والاستذكار، وتنبه إلى ضرورة أن تكون هناك رقابة على الأطفال، وأن توضع أجهزة الكمبيوتر في أماكن مكشوفة بعيداً عن غرفهم حتى يتبين ما إذا كان الطفل يمارس اللعب، أو يتابع واجباته المدرسية، وتؤكد أن التوعية لتثقيف الأسر بكيفية تعامل أبنائهم مع الشبكة العنكبوتية وأن تتضافر في ذلك وسائل الإعلام بمختلف مناحيها حتى يكون هناك ضمانات كافية لحماية الطفل من الأخطار التي تحدق به في أجمل سنوات العمر. ويقول أسامة غريب، إن طفله البالغ من عمر 12 عاماً كان يتعامل مع الشبكة العنكبوتية ثماني ساعات يومياً، وفي غفلة من الزمن كاد طفله يتحول إلى لص محترف، وهو في أزهى سنوات عمره لأنه تعرف على مجموعة من الأشخاص الذين أوهموه بأنهم في مثل عمره تقريباً، وأنهم شكلوا «مجموعة» لعمل المقالب في الآخرين. ويضيف: ولسوء حظ ابني أنه صدقهم وتفاعل معهم، وبدأ يتشرب أفكارهم التي يبثونها في مخيلته بشكل يومي إلى أن اكتشفت هذه القصة بالمصادفة، من خلال وجود بعض الرسائل على أحد حساباته الإلكترونية، وهو ما جعلني أشعر بالقلق، وعندما واجهته أخبرني بأن هؤلاء أصدقاء جدد تعرف عليهم عبر غرف الشات، وأنهم في مثل عمره تقريباً، لكنني استطعت أن أكتشف أن أعمارهم تفوق سنه بكثير، وأنهم أشبه بلصوص محترفين، غرضهم الأساسي إيقاع الأطفال في حبائلهم، واستغلالهم بصورة سيئة. ويشير إلى أنه عاقب طفله، ومنعه من التواصل مع أي شخص عبر الإنترنت، ولم يزل يؤهله من جديد لاستئناف الحياة بعيداً عن أخطار الشبكة العنكبوتية. سنوات البراءة ورغم أن مراقبة إبراهيم الماجد لأولاده في استخداماتهم للشبكة العنكبوتية يشعر دائماً بالخوف من المستقبل المجهول، إذ إنه لاحظ ارتباط أطفاله الثلاثة، والذين تتفاوت أعمارهم بين التاسعة والثالثة عشر عاماً بالإنترنت، ويشير إلى أنه يخشى كثرة جلوسهم أمام جهاز الكمبيوتر من أن يدمنوا التعامل معه، ويقعوا ضحايا للمحتالين الذين يسعون إلى استقطاب الأطفال، والتأثير على سلوكياتهم بأساليب فيها إغراء، ولا يستطيع الطفل مقاومتها. مواقع محظورة منذ ثلاث سنوات، وآمنة فتح الباب، تمنح ابنها الذي يبلغ من العمر 13 عاماً حرية التعامل مع الأنترنت، لكنها اكتشفت مع مرور الأيام أنه في بداية الانحراف، وتوضح أنها أرادت ذات مرة أن تتعرف على اهتمامات ابنها على الشبكة العنكبوتية، فوجدت أنه يدخل على مواقع محظورة وعندما واجهته بهذا الأمر اعترف لها بعد ضغوط بأن عدداً من أصدقائه في المدرسة تعرفوا على أشخاص يكبرونهم عبر غرف الشات، وهم الذين أعطوهم بعض الروابط، وكيفية فتح المواقع الممنوعة، وتلفت إلى أن ابنها وقع ضحية زملائه ،وراح يقلدهم، ويحاول أن يسير على طريقتهم في استكشاف هذا العالم المخيف، وهو ما انعكس سلباً عليه في هذه المرحلة المبكرة من العمر وتشير إلى أنها ذهبت بطفلها إلى طبيب نفسي من أجل تخليصه من شوائب هذه المرحلة، وقدم لها الطبيب بعض النصائح الخاصة بحماية الأطفال من أخطار التعامل مع الإنترنت.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©