لابد للكلمة الجميلة أن تحمل مضمون الحق والعدل وإلا تحولت الى أداة من أدوات التضليل والجهل والظلم فلذلك لابد من توظيف الكلمة الهادفة الجميلة، فإنه لا يكفي لقبول الكلمة جمالها، كما لا ينبغي للعاقل أن يخطب أنثى لحسنها وجمالها فقط، ومن هنا نستنتج أننا لا نستطيع أن نحكم على الأشياء من منظور الشكل وإنما بحسب ما يحمله من مضمون فاذا كانت الكلمة في خدمة الحق فهي الشيء المطلوب المرغوب الممدوح أما اذا استخدمت كأداة من أدوات التضليل وترويج المنكر وتسويق الباطل وتزيين الجهل والضلال فهو مرفوض، ويجب أن يكون مقياسنا في تقييم الكلمة الجودة والإبداع وليس الكثرة ففقرة توصل ما يريده الكاتب أفضل من كتاب كامل فيه تكرار لما قد قيل من أفكار ومعان·
يظن كثير من الناس أن كثرة الصفحات دليل على سعة المعرفة ولكن هذا ليس صحيحاً دائماً فكم من كتب ومؤلفات فشلت وقد كانت مجلدات وأجزاء لذلك يجدر بنا الانتباه الى أن توظيف الكلمة الجميلة المؤثرة لا يكون بالثرثرة الطويلة الفارغة ولكن يجب أن يكون الكلام محكوماً بمعايير الجودة من وضوح الأفكار والمعاني وتناسق الجمل وسلاسة الأسلوب بعيداً عن الزيف والرياء والتصنع والثرثرة، وممكن أن تكون الكلمة صلة وصل بين الشعوب تخلق حرباً أو تخلق سلاما وهناك سؤال يطرح نفسه إننا في عصر الفاكس والكاسيت والانترنت فكيف نستطيع أن نوظف الكلمة فالجواب عن طريق لغة التراسل، بلاشك·
إننا نريد من الكلمة أن تكون كالدبوس التي تختبر مقدار الأحاسيس عند الآخرين وليست كالقنبلة تقتل من حولها فالكلمة الهادفة علاج وليست تخديرا، لقد شبعنا من كثرة القيل والقال وشعارات القول التي لا تتوج بالفعل، نحن بحاجة الى الشهب التي تنير سماءنا بالمعرفة والثقافة·
عبير العكر- أبوظبي