المنصوري: المبادرات الحكومية تعزز المنافسة في قطاع الاتصالات

عبدالرحمن إسماعيل (أبوظبي) - أكد معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد أمس أن قطاع الاتصالات حقق نموا كبيرا خلال السنوات الماضية في ظل المبادرات الحكومية التي ساهمت في إعادة تنظيم القطاع وتعزيز المنافسة في السوق. وأضاف المنصوري في كلمته خلال قمة الرؤساء التنفيذيين في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بأبوظبي، أن الإمارات سباقة في نشر ثقافة الأعمال والابتكار، وحققت تقدما متميزا في مجال الاتصالات، وباتت تحتل مكانة متميزة على خارطة الاتصال العالمية. وأشار وزير الاقتصاد إلى أن الإمارات تمتلك بنية تحتية متطورة وعالمية في مجال الاتصالات وشبكة الإنترنت، وتنافس على المستوى الدولي. وأضاف أنه وفقا لإحصائيات هيئة تنظيم الاتصالات هناك 23 خط هاتف ثابتا لكل 100 شخص في الدولة و149 خط هاتف متحركا لكل 100 شخص. وقال إن النمو في قطاع الاتصالات يشكل داعما رئيسيا لتحقيق رؤية 2021 وفي تنويع السياسات الاقتصادية، حيث توفر الإمارات أفضل أسلوب عيش في العالم، كما أن قطاع الاتصالات يلعب دورا مهما في دعم قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة الذي يعتبر أحد القطاعات الرئيسية الداعمة للنمو الاقتصادي في الدولة. ودعا المنصوري المشاركين في القمة الى تسليط الضوء على الفرص التي من شأنها إشراك قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة في قطاع الاتصالات ليكون له دوراً فاعلاً في هذا المجال، مطالبا المشاركين في المؤتمر إلى تبادل وجهات النظر والخبرات التي من شأنها تطوير خدمات الاتصالات في الدولة. تطورات القطاع من جانبه، عرض ماجد المسمار المدير العام بالإنابة لهيئة تنظيم الاتصالات للتطورات التي يشهدها قطاع الاتصالات. وأوضح أن التطورات في تكنولوجيا الطيف الترددي تشير إلى أن خدمة النطاق العريض المتنقل تحقق معدلات تحميل لم يكن تصورها حتى من خلال استخدام الاتصالات الثابتة، مضيفا يمكن للنطاق العريض المتنقل باستخدام تكنولوجيا الجيل الرابع تحقيق سرعة تصل إلى 100 ميجابايت بالثانية. ولفت إلى أن التوقعات تشير إلى أنه بحلول عام 2020 ستصل سرعة تحميل البيانات إلى 1 جيجابايت للمستهلك الواحد وبتكلفة تصل إلى دولار واحد، الأمر الذي يتعين على الحكومات في المنطقة أن تضع سياسات جديدة ليس فقط على المستوى الوطني، ولكن على المستوى الإقليمي. وأضاف أن مزودي أجهزة التقنية بحاجة إلى تطوير أدوات جديدة لاستخدام الطيف الترددي، بأكبر قدر ممكن من الكفاءة، كما يجب خفض التكاليف بسبب حاجة المشغلين إلى تحقيق الربط المثالي بأسعار مطلوبة من قبل المستخدمين. وقال المسمار إن التطور في قطاع الاتصالات يتطلب العمل معا بهدف صياغة مستقبل القطاع، مضيفا أن هيئة تنظيم الاتصالات حرصت على المشاركة في المؤتمر بهدف إظهار مدى الاهتمام الذي توليه دولة الإمارات إلى التطورات المستمرة التي يشهدها في قطاع الاتصالات. نمو العائدات وفي الجلسة التي خصصت لقيادات قطاع الاتصالات في الدولة، توقع ماثيو ويلشير الرئيس التنفيذي للتسويق في مؤسسة اتصالات أن تقفز عائدات قطاع الاتصالات في الإمارات من 45 مليار درهم عام 2010 إلى 105 مليارات درهم عام 2016. وأضاف أن نسبة مساهمة قطاع الاتصالات في الناتج المحلي الإجمالي بلغت 5,2% عام 2010 مقارنة مع 7,5% مساهمة قطاع الاتصالات في اليابان و7,8% في سنغافورة. وقال إن مهمة «اتصالات» تتمثل في توسيع نطاق عملائها، ليس فقط من خلال تمكينهم من الاستفادة من الخدمات الصوتية والرسائل القصيرة وتوفير بنية تحتية متطورة وحسب، بل من خلال مواصلة البحث عن طرق جديدة تستطيع من خلالها المؤسسة منح عملائها قيمة مضافة أيضاً. وأكد ويلشير أن نمو قطاع تقنية المعلومات والاتصالات ينعكس بشكل مباشر على الاقتصاد المحلي في توفير المزيد من فرص العمل ونمو الناتج المحلي الإجمالي. وأكد أن «اتصالات» بادرت إلى توفير حلول تقنية في الدولة تجسد قيم المسؤولية الاجتماعية وتنطوي على منفعة اقتصادية كبيرة، وحصلت العديد من تلك الحلول على جوائز منها «التجارة عبر الهاتف المتحرك» و»الخدمات المدارة» والحلول المتنقلة لمشاريع الشركات. وأشار إلى دراسة أعدّتها مؤسسة «بوز آند كومباني»؛ تؤكد أن قطاع تقنية المعلومات والاتصالات في الدولة لديه القدرة على توفير 16 ألف فرصة عمل جديدة من خلال زيادة عدد المؤسسات المتوسطة والصغيرة العاملة في ميدان تقنية المعلومات والاتصالات بمقدار 2100 شركة ليصل عددها إلى 12700 شركة. وأكد أن توفير إطار عمل مؤسسي لتقنية المعلومات والاتصالات من شأنه أن يؤثر بشكل إيجابي على التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأضاف أن الاستفادة من الإمكانات الحقيقية لتقنية المعلومات والاتصالات تستلزم من الحكومات وواضعي السياسات التعاون مع قطاع الاتصالات للمشاركة بأدوار فاعلة في تحديد سياسة تقنية المعلومات والاتصالات وتطوير نموذج حوكمة جديدا. استخدامات الإنترنت وقال عثمان سلطان الرئيس التنفيذي لشركة الإمارات للاتصالات المتكاملة «دو» إن منطقة الشرق الأوسط تعد المنطقة الوحيدة في العالم التي يكثر فيها استخدامات الإنترنت عبر الهواتف المتحركة، قياسا باستخدامات الإنترنت عبر أجهزة الكمبيوتر. وأفاد بأن عدد مشتركي الهاتف المتحرك في المنطقة يقدر بنحو 300 مليون مشترك، مضيفا أن هناك استخداما واسعا من قبل المستخدمين لشبكات التواصل الاجتماعي. وبين أن قطاع الاتصالات يشهد ثورة حقيقية، ففي خلال الثانية الواحدة يتم تحميل 600 فيديو جديد على موقع اليوتيوب، و13 ألفا من تطبيقات أي فون. وقال إن «دو» تراقب قطاع الاتصالات في دول العالم عن كثب لانتهاز أي فرص قد تكون في صالح الشركة ومساهميها مشيرا الى أن دراسة الفرص الممكنة لتحقيق استمرارية في النمو يعتبر إجراء اعتياديا للمؤسسات، للمحافظة على القدرة التنافسية والقيمة التي نخلقها لاستثمارات المساهمين، وتحقيق النمو المستدام وهو ما عكسته النتائج المالية لدو التي أعلنت مؤخرا.