روما (د ب أ)- اجتاحت الدموع والعواطف، على هامش فوز يوفنتوس بلقب الدوري الإيطالي لكرة القدم، وحلول ميلان في المركز الثاني في اليوم النهائي من الموسم الذي كان بمثابة اليوم الأخير لبعض النجوم العمالقة.
وأنهى ميلان الموسم بفارق أربع نقاط خلف يوفنتوس البطل، ولكنه فاق “فريق السيدة” العجوز عندما يتعلق الأمر بعدد اللاعبين الذين ألقوا تحية الوداع. وكان جينارو جاتوزو “34 عاماً” لاعب الوسط الذي انضم إلى ميلان في عام 1999 وفيليبو إينزاجي “38 عاماً” الذي التحق بالفريق بعد عامين من جاتوزو، الأكثر تأثيرا في جوزيبي مياتزا، حيث سجل إينزاجي هدفه الـ300 مع ميلان خلال الفوز على نوفارا 2-1، وندرت مشاركة اللاعبين مع ميلان في الموسم الحالي، الذي شهد غياب جاتوزو لأكثر من شهرين بسبب مشكلة في العين.
وقال جاتوزو: “ميلان أعطاني الكثير، أكثر مما أعطيتهم، ولكن عندما يحين وقت التوقف، من الأفضل أن تتفهم ذلك بنفسك”. وأضاف أنه لم يستبعد العودة إلى النادي في منصب فني، بعد إنهاء مسيرته الكروية، ربما في جلاسجو رينجرز الاسكتلندي، الذي لعب من خلاله في أواخر تسعينيات القرن الماضي.
ومن جانبه، أوضح إينزاجي: “مشاعري ممزقة، مازالت لدي رغبة جامحة في اللعب، سأبتعد بضعة أيام من أجل التفكير في مستقبلي”. وبعد عشرة مواسم، يبحث المدافع اليساندرو نيستا “36 عاما” عن إنهاء مسيرته الكروية في الولايات المتحدة الأميركية، بعدما أعلن الأسبوع الماضي رحيله عن ميلان بصحبة لاعب الوسط المخضرم مارك فان بوميل.
وكان الهولندي فان بوميل انضم إلى ميلان في يناير 2011 قادما من بايرن ميونيخ الألماني، ولكن انهمرت دموعه خلال أغلب فترات المؤتمر الصحفي الذي سبق عودته إلى مدينته إيندهوفن. كما ألقى جيانلوكا زامبروتا والهولندي كلارنس سيدورف تحية الوداع، رغم أن سيدورف قد يتراجع عن القرار الذي اتخذه بالرحيل عن النادي بعد عشرة مواسم و300 مشاركة في الدوري الإيطالي مع فريق ميلان.
وحاول أدريانو جالياني نائب رئيس ميلان تهدئة الجماهير، عبر القول إنه عانى كثيرا من أجل منع انهمار دموعه. وأوضح جالياني: “من الصعب قول أي شيء، إنني متأثر للغاية الآن، سيستغرق الأمر بعض الوقت لاستيعاب الرحيل الجماعي، الحديث شيء معقد للغاية الآن، ولكن كانت هناك سعادة غامرة مرة أخرى للفوز مجددا بهدف حاسم من بيبو (اينزاجي)”.
واختلطت السعادة والحزن أيضا في يوفنتوس، حيث كان “السيدة العجوز” يحتفل بلقبه الثامن والعشرين، في الوقت الذي سجل فيه القائد الشرفي اليساندرو دل بييرو هدفا خلال الفوز 3-1 على اتالانتا، في نهاية مسيرته الممتدة لـ 19 موسما مع النادي.
وتم الإعلان عن رحيل دل بييرو في بداية الموسم، من قبل رئيس النادي أندريا أجنيلي، وهو القرار الذي لم يعقب عليه المهاجم العجوز أبدا. وشارك دل بييرو “37 عاماً” في 23 من أصل 38 مباراة ليوفنتوس في الموسم الحالي، حيث كان زميله السابق ومدربه الحالي انطونيو كونتي يدفع به فقط في الدقائق الأخيرة. ولكنه شارك في كأس إيطاليا وسجل هدفين في أربع مباريات، ليصعد بيوفنتوس إلى المباراة النهائية في مواجهة نابولي الأحد المقبل على الستاد الاولمبي بروما، وهي المباراة التي سترفع عدد مشاركات دل بييرو إلى 705 مشاركات برصيد 290 هدفا.
ولم يتحدث دل بييرو عن مستقبله، ولكنه نفى توليه منصبا فنيا في الموسم المقبل. وأشار دل بييرو: “أمامي الحياة بأكملها لأقوم بالتدريب، إذا قمت بذلك أصلا، لقد خلقت من أجل لعب كرة القدم، وأريد أن أواصل ذلك”. وتابع: “الشيء الوحيد الذي أريد التأكيد عليه هو العلاقة بالناس، الممتدة على مدى عقدين من الزمان، هذا العام لم يكن سهلا، أريد أن أستمتع بهذه اللحظة”.
عدد اليوم
