الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«عود الراحة».. فاتحة خير على سكان «أم غافة»

«عود الراحة».. فاتحة خير على سكان «أم غافة»
24 يونيو 2018 21:14
أحمد السعداوي (العين) مع بزوغ نور الشمس لبدء يوم جديد، كانت رحلة «الاتحاد» التي استمرت نحو ساعتين من أبوظبي، حتى وصلنا إلى منطقة «أم غافة» في مدينة العين، لنعايش واحدة من الذكريات والمناطق المهمة الشاهدة على اللمسات البارزة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في تاريخ الإمارات والمنطقة، حين خطت قدماه أرض «أم غافة» في عام 1978 والتقى بأهلها، تحت شجرة السدر المسماة بـ«عود الراحة»، وسعد أهالي المنطقة باستقبال الوالد الشيخ زايد، وجلسوا إليه بحب وتقدير لهذه الزيارة الميمونة التي قام بها بغير استعداد مسبق، ومثّلت نقطة تحول فارقة في تاريخ المنطقة التي كانت عبارة عن صحراء ينتشر بها بعض أشجار السمر والغاف هنا وهناك، وقليل من البيوت البسيطة التي لم تدخلها المرافق حتى تلك الأوقات، بحسب عديد من الذين عاصروا هذه الزيارة والتقتهم «الاتحاد»، والذين ينتمون إلى «قبيلة النيادات». حياة مستقرة تحدث أهالي «أم غافة» بفخر عن هذه الزيارة، ولقاء المغفور له تحت شجرة السمر المعروفة باسم «عود الراحة» التي استراح تحتها خلال هذه الزيارة، ولذلك اكتسبت الاسم وصارت معلماً بارزاً في منطقة «أم غافة»، التي شهدت بعدها نهضة كبيرة، حيث أمر بإقامة 30 بيتاً شعبياً لسكان المنطقة، وعيادة صحية، وتوزيع المزارع وشق الطرق، وإحداث طفرة عمرانية لتدب أشكال الحياة المستقرة والمتطورة في هذا المكان، مثلما انتشرت في سائر أنحاء الإمارات، بفضل الرؤية الثاقبة للشيخ زايد «طيب الله ثراه»، وحرصه على الإنسان في كل مكان على أرض الإمارات، باعتبار ذلك العمود الصلب الذي تقوم عليه دعائم العمران والتقدم في أي مجتمع ناهض مثل المجتمع الإماراتي. يقول سعيد بن حمد النيادي، إننا في «عام زايد»، نعمل على تعريف إخواننا وأهلنا الساكنين في «أم غافة» وغيرها من مناطق الدولة، عن «عود الراحة» الذي استراح تحته الشيخ زايد رحمه الله، لأن حوالي 95% من سكان «أم غافة» لا يعرفون عن عود الراحة، حين جاء المغفور له ثم أمر بتوزيع 40 مزرعة على السكان و30 بيتاً شعبياً، مشيراً إلى أن كبار السن فقط من أهالي المنطقة هم الذين يعرفون «عود الراحة»، ويجب على الأجيال الجديدة أن تعرف عن هذا المعلم المهم حتى يزورونه ويفخرون بما له من معانٍ مهمة بالنسبة للمنطقة وأهلها، حيث كانت هذه الزيارة سببا في تطوير «أم غافة» للأفضل، وتعكس حرص الوالد زايد على التجول في المناطق النائية، وتوفير كل الخدمات لأهلها، خاصة أن البدو صعب أن يذهبوا ويستقروا في المدن، فأمر بهذه المنازل والمزارع والعيادات والمدارس وغيرها من أرقى الخدمات حتى تعينهم على الاستقرار في المناطق التي يفضلون العيش فيها. الضيافة البدوية الوالد حارب بن مفتاح النيادي، كان مرافقاً للوالد الشيخ زايد، رحمه الله، خلال هذه الزيارة، وأوضح أنه لم يكن مخططاً لها، ولكنه طلب الذهاب إلى منطقة «أم غافة» ثم استراح تحت عود السمر وأسماه «عود الراحة» وذلك في عام 1978، ثم غرست مكانه شجرة سدر بناء على أوامره بعد أن طاحت في تسعينيات القرن الماضي، حيث جاء المغفور له خلال هذه الزيارة عن طريق البر من «صوب» منطقة «مزيد»، فذهب لإخبار الأهالي بقدومه حتى يستقبلوه بالقهوة والرطب وغيرها من أصول الضيافة البدوية، ثم التقى الأهالي وسار بعدها إلى منزل مفتاح بن حمد النيادي، ورافق الشيخ زايد «طيب الله ثراه» في هذه الزيارة العديد من أبنائه، منهم سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، وسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، إضافة إلى بعض كبار الشخصيات، ومنهم الشيخ حياة عبدالجليل، والشيخ سالم بن حم، ثم أمر بعدها الشيخ زايد، رحمه الله، بتوزيع مزارع ومنازل على سكان المنطقة، حيث تسلموها في عام 1983، أي بعد نحو 5 سنوات فقط من الزيارة. زيارة ميمونة في حين قال الوالد سعيد بن عامر النيادي، إنه عايش هذه الزيارة الميمونة، ولا يستطيع هو ولا أهل الإمارات أن يحصون فضل زايد عليهم بعد فضل الله سبحانه وتعالى، حيث أنشأ الدولة وعمّرها ويستمر العمران في ازدياد يوماً بعد يوم، بفضل الله، ثم أبنائه حفظهم الله، حيث رسم المغفور له الطريق وسار عليه أبناؤه حتى وصلنا إلى ما نحن فيه من خير وبركة في كل المجالات، والدار تسير في أمان، بفضل الله، والشعب يعيش في راحة ونعمة من الله سواء في منطقة «أم غافة» أو غيرها من مناطق الدولة، وكلما نمر في مكان نرى آثار الوالد زايد وأوامره بالعمران والبنيان التي لا تخطئها العين، وهذا المكان الذي نحن فيه كان عبارة عن «سيح» كبير وليس به أي شيء يشجع على البقاء وكنا ننتقل كبدو من مكان إلى آخر مثل «مزيد»، «صاع» أو البقاء بجوار أحد أشجار السمر إلى أن جاء رحمه الله وأمر بكل ما فيه خير لنا بعد لقائه بأهل المنطقة عند «عود الراحة». مرور السحاب الوالد حمد بن عامر النيادي، ذكر من جانبه أن مرور الشيخ زايد رحمه الله، في أي مكان، يشبه مرور السحاب حين يمطر وينثر الخير في كل مكان يزوره، والتقاه بصحبة الآخرين مساء يوم هذه الزيارة بصحبة آخرين في قصر المقام، وتناولوا طعام العشاء والقهوة في ضيافة المغفور له، حيث كانت زيارة المغفور له فاتحة خير على منطقة «أم غافة» وأهلها ونقلتهم من حال إلى حال. الوالد محمد بن خميس النيادي، عاصر المغفور له في كثير من المواقف كونه أحد المرافقين له، واصفاً الشيخ زايد، رحمه الله، بأنه كان لا يكف أبداً عن التفكير في صالح شعبه ويأمر لهم بالبيوت الشعبية والمزارع في أنحاء الدولة كافة، وحين يلتقى «البدوان» ممن لا يمتلكون بيوتاً شعبية ولا مساكن يأمر لهم بالبيوت، بحسب عدد السكان، حيث أمر في البداية بتوزيع 20 بيتاً لقبيلة النيادات، ثم أمر الوالد زايد ببناء 30 بيتاً بعدها من البيوت الحديثة المجهزة لهم بكل وسائل الراحة، إضافة إلى المزارع وسوق وعيادة، وغيرها مما يحتاج إليه المواطنون. وقال إن الوالد الشيخ زايد، رحمه الله، كان يحب الجلوس إلى أبناء شعبه ويستمع إليهم، وكانت أحاديثه تتسم بالود والحب والابتسام، وكان لا يصدر أمراً في هذه الجلسات إلا للقيام بالصلاة، وحرصه على أدائها في أوقاتها، حيث كان خير معلم وقدوة لنا، رحمه الله. خير العباد سعيد بن سالم النيادي، أوضح أن كل ما نراه في منطقة «أم غافة» من مظاهر عمران وحياة حديثة، كانت بأوامره، المغفور له الشيخ زايد «طيب الله ثراه»، وحتى آخر زيارة له في المنطقة عام 2003 أمر بإنشاء طرق جديدة، وهما شارع «أم غافة» وشارع «ملاقط»، فكان المغفور له لا يتأخر أبداً في إصدار أي أوامر أو توجيهات تسعد أبناء شعبه، كما أن الشعبية الغربية في منطقة «أم غافة» والتي تضم عدداً كبيراً من البيوت أصدر أمراً بإنشائها أيضاً خلال هذه الزيارة التي تمت عام 2003. أما حمّ بن مطر النيادي، فقال إن المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، مثل الغيث، أينما يذهب يأتي الخير وتخضر الأرض، وحين جاء إلى «أم غافة» عام 1978 لم يكن ذلك ضمن جدول أو برنامج، بل تمت الزيارة بشكل مفاجئ ليطالع أحوال المواطنين ويأمر بكل ما يفيدهم ويعمر الدنيا، وهو ما سار عليه أبناؤه وندعو الله لهم بالتوفيق دائماً وتسديد خطاهم لما فيه خير البلاد والعباد. مزارع وثمار ذكر مطر بن سالم النيادي، أن تسمية «عود الراحة» جاءت عندما استراح الوالد زايد تحت شجرة السمر في هذا المكان، مبيناً أنه يحرص على ذكر تاريخ هذه المنطقة لأبنائه ويشجعهم على زيارتها والتجوال بين المزارع الكثيرة والبيوت الشعبية في المكان ليروى لهم عن المغفور له ودوره في إحداث الطفرة الكبيرة التي نشاهدها في كل مكان في دولتنا الحبيبة، حيث يعتبر عود الراحة، علامة ونقطة تحول في المكان وأهله وتحويله من صحراء إلى مزارع وثمار وبيوت ومدارس، وغيرها من علامات التحضر والخير الذي نعيشه. «الشجرة» و«الطوي» تحدث الوالد علي بن مفتاح النيادي، بفرحة وفخر عن هذه الزيارة، مؤكداً أن جولات الوالد زايد كانت كلها خير وبركة لأهل الإمارات، التي كانت عبارة عن مناطق صحراوية لا يظهر بها سوى أقل القليل من مشاهد العمران والاستقرار، وقد كنا نتنقل بحثاً عن المرعى والماء، ونسكن تحت أشجار «السمر» أو إلى جوارها، ولكن رحمه الله أمر بمزارع وبيوت وأسواق وتوصيل الماء والكهرباء، والتي لا زالت باقية إلى الآن، لتشهد على إنجازات المغفور له وأعماله الشاهدة على حبه لأبناء شعبه وحرصه على راحتهم. أما عن تسمية المنطقة بـ «أم غافة» شرح النيادي، إن ذلك يرجع إلى أن أقدم وأعمق بئر مياه فيها كان مجاوراً لشجرة غاف عملاقة وكان عمق «الطوي» أو البئر حوالي 12 باعاً، أي يتجاوز 30 متراً بقليل وكان من أهم مصادر الماء في المنطقة لسنوات طويلة، فاكتسبت المنطقة اسمها من شجرة الغاف الكبيرة المجاورة للبئر والتي مازالت موجودة إلى الآن، وتعتبر من أهم معالم منطقة «أم غافة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©