الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نقّاد ومثقفون مغاربة يحتفون بتجربة حليمة زين العابدين الروائية

نقّاد ومثقفون مغاربة يحتفون بتجربة حليمة زين العابدين الروائية
15 مايو 2013 20:22
تجربة الروائية المغربية حليمة زين العابدين، كانت محور مناسبة احتفائية ونقاشية أقيمت في الرباط، شارك فيه عدد من القاد والمثقفين، تحدثوا خلالها عن أعمال الروائية بدءا من «هاجس العودة» و»قلاع الصمت» و»على الجدار» و»الحلم لي». الناقدة السعدية بوفتاس قاربت في مداخلتها رواية «قلاع الصمت» بوصفها فضاء لنساء الربوة انطلاقا من العنوان. فالقلاع مرتبطة بالفضاء المحصّن، والصعب الاختراق، منغلق يصعب الولوج إليها، ويمكن الانزواء إليها. أما الصمت فيحيل إلى انعدام الكلام والبوح والتعبير، وإلى المسكوت عنه في قبو الإنسان. قد يكون مرادفا للاختيار أو القهر. فالرواية تؤثث لمجريات الأحداث من منطق جدلي للتاريخ في تعاقبها، وفي انتكاساتها. ويستند الحكي فيها إلى بدايات تؤسس للسفر الذي يقتضي التزود بحاسة اليقظة. وفي قراءتها لرواية «على الجدار» التي وسمتها رشيدة لكحل بالانطباعية انطلقت فيها من أن رواية الجدار تصف حيواتنا في زمننا الافتراضي هذا. هكذا وبكل دقة يجد كل واحد منا نفسه بين دفتي هذه الرواية.. وتتجسد أمامنا حقيقة واحدة: «العالم قرية صغيرة»، مضيفة أن «على الجدار» هي رواية الزمن الراهن بامتياز؛ لأنها تسحب قارئها من الوحدة إلى الرفقة الكثيفة حيث لا حدود تمنع «تسكعنا من جدار لآخر»، كما أنها رواية لتيهنا العجيب الذي يصلنا ببعضنا بخيوط عنكبوتية دقيقة، ويسمح لنا بأن نقرأ ونكتب ونحب ونكره ونفكر ونناقش وندعم ونشجب ويسمح لنا أيضا بان نثور.. أما مداخلة الناقد محمد العناز فقد تناولت الرواية الأخيرة لحليمة زين العابدين «الحلم لي» الصادرة عن دار الأمان ممهدا لمداخلته بخطاب القراءة وظروفها. لينطلق في تشريح الرواية الذي تدور بين مكانين: بلد المدينة، وبلد قرية الصيادين، يحرك أحداثها مجموعة من الشخصيات: علاء، خديجة، العم عامر، بهية، أصيل، مجد، وردة، الأستاذ حمدان.. تدخل الرواية عبر الأحداث في مقارنة المكانين، فالمكان الأول يرمز للوطن العربي من المحيط إلى الخلجي بأمراضه وتحولاته وأسئلته الراهنة، بينما المكان الثاني «بلد قرية الصيادين» فهو المكان المؤجل الحلم. وكأن المقارنة الذكية بين المكانين هي مقارنة بين بلد القهر والظلم والموت وبلد الحرية والحب والحياة. في حين عنونت الكاتبة ليلى الشافعي شهادتها بـ»حليمة... هذه المرأة الاستثنائية» التي تعرفت عليها في بداية الثمانينات، وبالضبط سنة 1981، في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، قبل أن تطوح بهما صروف الدهر بين محطات حياتية أخرى. وتضيف الشافعي أن حليمة زين العابدين كانت في البداية تبدو لها امرأة استثنائية. تجر وراءها ابنا صغيرا يتعثر في بنطاله وهو يفتح عينيه على سعتهما لالتقاط تفاصيل ما يرى. نادرا ما كانت تصادفها بدون ابنها. كانت تنط هنا وهناك داخل الحرم الجامعي. وكانت تراقبها وتتمنى التعرف عليها. لكن مجال التعارف بينهما سيكون مكانا آخر؛ ألا وهو السجن المركزي للقنيطرة حيث كان زوجها، وحيث كان زوجي الذي تعرفت عليه في بداية 1982. مسترجعة لقاءاتها بها في السجن، وهي تحكي طرفا وتضحك دون توقف. ما خفي عنها آنذاك هو نضالها وسط عائلات المعتقلين السياسيين، الذي لم تتبين مداه إلا بعد انخراطها أيضا في هذه النضالات. مستحضرة في هذا السياق مساهمات حليمة في حركة عائلات المعتقلين السياسيين منذ انطلاقها في أواخر السبعينات، ومشاركتها إلى جانب عدد من الأمهات والأخوات والزوجات والحبيبات وبعض الرجال، في الاعتصامات التي تمت بالمساجد وببعض الوزارات، وتعرضت شأنها شأن من معها من النساء للاعتقال والمضايقات. أما المحتفى بها الروائية حليمة زين العابدين فقد شكرت في كلمتها صديقاتها وأصدقائها الذين تحملوا عناء السفر من عدة مدن، لتسترجع ذكرياتها مع «هاجس العودة»، وتتحدث عن ما جمعها بليلى الشافعي في الثمانينيات؛ فهاجس العودة له رواية عن قصة، وشخوص لسيرة جماعية لأمهات وبنات وزوجات المعتقلين السياسيين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©