الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نهيان بن مبارك: العربية بخير.. لكن...

15 مايو 2013 20:18
في ما يلي بعض المقتطفات من كلمة الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في افتتاح المؤتمر: «اسمحوا لي هنا أن أشير بإيجاز إلى أن عنوان المؤتمر: «اللغة العربية في خطر» قد استوقفني بعض الشيء واعذروني إذا قلت: إنني أرى أن اللغة العربية ما تزال بخير: اللغة العربية تعيش بيننا وعلى مدار الساعة ـ إنها لغة حية ومستخدمة في كل المجالات نعيشها ونتعايش معها في المساجد في المدارس في الجامعات في وسائل الإعلام بكافة أشكالها وأنواعها. إنها لغة حية ومستخدمة في المكاتبات والمراسلات والعقود والأوقاف وكافة دساتير وقوانين بلداننا العربية. هناك أيضا إقبال كبير على تعلم اللغة العربية يتزايد من قبل الناطقين بغيرها بل وأكثر من هذا يتكاثر إنشاء مراكز لتعليم اللغة العربية في كافة أنحاء العالم. ولكي أكون منصفا أكثر أقول: صحيح إن اللغة العربية مستخدمة على نحو واسع ولكن ربما بدرجة قد تدنو عن طموحات الغيورين عليها والمحبين لها ولعل هذا هو الدافع للقول بأنها فعلا قد تكون في خطر. الخطر هنا لا يمس تاريخها ومجدها التليد كلغة حية وقوية لديها كافة مقومات الحياة والتطور-الخطر لا يمس اللغة العربية كلغة للعلم والبحث والترجمة والتأليف- ولكن الخطر- كما أراه- يكمن في إبعادِها عن مواقعها الطبيعية في المدارس والمكاتب والإدارات والمصارف والمصانع ووسائل الإعلام وكل ما له علاقة بالعلوم والتقنيات الحديثة. الخطر كل الخطر في إهمال التحدث بها في حياتنا اليومية بل وفي عدم الالتفات إلى أن تكون هي البداية والأساس في إعداد مواطن عربي يكون ثنائي اللغة بحق. الخطر كل الخطر في القصور الناجم عن عدم استخدام اللغة العربية في مجالات العلوم الحديثة وما يرتبط بذلك من انخفاض حركة التأليف والنشر باللغة العربية وفي انخفاض حركة الترجمة إليها من المؤلفات الأجنبية بل وكذلك في عدم إقبال أفراد المجتمع على القراءة بها بشكل كاف. الخطر في غيابها عن سوق العمل والتوظف- الخطر في لافتات المحلات وتسميات الفنادق ومسميات الأطعمة والملابس وغيرها من المستلزمات والأدهى من ذلك كتابة العربية أحيانا بالحروف اللاتينية. الخطر أيضا في تنشئة الأجيال الجديدة على التمرس باللغات الأجنبية وإهمالهم اللغة القومية وفي عدم وعيهم الكامل بمكانة اللغة العربية في حياتهم وفي حياة أوطانهم بل ومكانتها كذلك بين اللغات الرئيسية في العالم. الخطر فيما تمثله ظاهرة العولمة من تهديد للغة العربية وتأثرها باللغات الأجنبية وبالذات ما نشهده الآن من آثار سلبية لوسائل الاتصال والتواصل المجتمعية الحديثة. الخطر كل الخطر في عدم الالتفات إلى نتائج البحوث والدراسات التي تهتم بمكانة اللغة الأم في تطور الفرد وتقدم الجماعة ـ الخطر في استمرارية الاعتماد على مناهج وطرق تدريس غير فعالة للغة العربية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©