الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحمام المغربي.. تجميل وثرثرة واتفاقات زواج

الحمام المغربي.. تجميل وثرثرة واتفاقات زواج
19 نوفمبر 2008 01:11
تحرص أعداد كبيرة من المغربيات على ارتياد الحمامات الشعبية المغربية ليس فقط من أجل الاستحمام ولكن أيضا للاستفادة مما تؤمنه من خدمات صحية وتجميلية مميزة كالاقنعة والمساج بالزيوت الطبيعية وغيرها· وتغلغلت ثقافة الاستحمام في الحمام التقليدي في الثقافة الشعبية للمغاربة منذ زمن بعيد، حيث كان بناء حمام داخل بيت العائلة من الضروريات التي يحرص الرجل على تأمينها، ليمنع زوجته من الذهاب للاستحمام عند احدى قريباتها أو جاراتها، ورغم ذلك فقد كانت النساء يحرصن على ''الاجتماع'' أسبوعيا في الحمام الشعبي، ليس فقط من أجل الاستحمام، بل للثرثرة وتبادل الخبرات والتجارب في التجميل والطبخ، ودراسة مشاكل الحياة الزوجية، كما استغلت النسوة الحمام التقليدي لاختيار الفتيات وترشيحهن للزواج من رجال العائلة، فظروف الاستحمام جماعيا كانت تسمح للمرأة باكتشاف جمال الفتيات غير المرتبطات وترشيحهن للاقتران بابنها أو أخيها أو رجل من العائلة يبحث عن زوجة· كما استغلت الخاطبة الحمام الشعبي للتنقيب عن النساء لزبائنها وارضاء طلباتهم وفقا للمعايير الجمالية التي يبحثون عنها، حيث لم يكن من الصعب على الخاطبة الاختيار بين العازبات وفق بين ما يشترطه زبائنها من مواصفات لزوجة المستقبل، أما الرجال فكانوا يجتمعون في حمام يملكه أحدهم لتداول أخبار الحارة والبحث عن حلول لمشاكلها واجراء صفقات تجارية· ولايزال الحمام التقليدي يحظى بأهمية كبيرة في الحياة اليومية للمغاربة، حيث يقبل الجميع على جلسات الحمام الشعبي على الأقل مرة في الأسبوع، النساء تبحثن عن نضارة البشرة وجمال الجسم وطول الشعر، والرجال يبحثون عن المزايا الصحية والنفسية والإحساس بالراحة والانتعاش من خلال جلسات الحمام· في كل حي حمام لا تخل الأحياء في المغرب من حمام، يتوسط الحي، ويلبي جميع حاجات سكانه، لاحتوائه على عدة أقسام للاستحمام والتدليك والتبضع والحلاقة والأكل، وبعد أن تعدت شهرته المغرب ونال شهرة عالمية، استطاع الحمام المغربي أن يصل الى خارج البلاد، فأصبح مشروعا تجاريا مربحا في عدة دول عربية وأوروبية، حيث استثمرت السيدات المختصات في التزيين والموضة ولع العرب والأوربيين الذين زاروا المغرب، بالحمام التقليدي لاقامة مراكز صحية وتجميلية متكاملة تلبي حاجة الباحثين عن الاسترخاء· وتقول حسناء التدلاوي (محاسبة بمصرف) إنها تحرص على الذهاب إلى الحمام أسبوعيا، وتقضي فيه أربع ساعات، بين تطبيق الوصفات الطبيعية والاستحمام والاسترخاء وتصفيف الشعر· وتشير إلى أنه رغم انشغالات المرأة العصرية إلا أنها تقتص من وقتها وبالتحديد من عطلتها الأسبوعية للذهاب إلى الحمام· وتضيف حسناء ''الحمام الشعبي تقليد ارتبط في ذاكرة المغاربة بالنظافة والجمال والصحة، فرغم أن وصفات الأعشاب يمكن تطبيقها في المنزل والاستفادة مما تؤمنه التقنية الحديثة في الحمامات العصرية، إلا أن قناعة راسخة لديهم تفيد بأن النظافة الحقيقية لا يمكن الحصول عليه إلا من خلال الحمام الشعبي، وان وصفات جمال البشرة والشعر لا تعطي نتيجة جيدة إلا إذا اقترن استخدامها بالاستحمام في حمام شعبي''· وتفسر حسناء ذلك بأنه نتيجة لتقاليد راسخة وللتأثير الجيد والصحي للحرارة المرتفعة داخل الحمام على الجسم، وهو ما يفسر انتشاره في الحواري وفي الأحياء الراقية وحتى في المدن المشيدة حديثا· وتؤكد أن شهرة الحمام المغربي تخطت الحدود حيث أصبح الجميع يسأل عنه، وباتت زيارته والاستحمام فيه أهم الطقوس التي يحرص عليها السياح حين زيارتهم للمغرب· ويعمل في الحمام مدلكون يستعين بهم الزبون حسب رغبته لمساعدته في جميع مراحل الاستحمام، حيث يكون المدلك تحت تصرف الزبون من وقت دخوله الحمام حتى خروجه منه، أو قد يقتصر لجوء الزبون لخدمات المدلك على فترة التدليك وازالة خلايا الجسم الميتة· وتقول فاطمة العبدلاوي (مدلكة بحمام شعبي) إن سر جمال المغربيات هو إدمانهن على الاستحمام في الحمام الشعبي، واستعمالهن لأعشاب وزيوت تساعد على الاسترخاء والترويح عن النفس والبدن والتخلص من الافرازات والعرق ومعالجة بعض الأمراض واكساب البشرة نعومة ونضارة ولمعانا· وتضيف أن الحمام يجدد حيوية الجسم ويخلصه من السموم والأوساخ وطبقة الجلد الميت، حيث يساعد البخار والحرارة المرتفعة على تنظيف الجسم بعمق وتفتيح مسامه ليستقبل الزيوت وخلاصة النباتات التي توضع على الجلد لترطيبه وتفتيح لونه، كما يساعد الحمام على الاسترخاء واراحة العضلات المتعبة وتخفيف توترها، ومعالجة الروماتيزم وآلام العظام· وعن المواد الأساسية التي تستعمل في الحمام المغربي تقول المدلكة إن أهمها هو ''الصابون البلدي'' الذي يوضع على الجسم لترطيب البشرة والمساعدة على ازالة الأوساخ بسهولة، و''الليفة'' وهي كيس خشن يصنع محليا نستعمله في تدليك الجسم وإزالة الطبقة الميتة، إضافة الى حجر خاص لتنظيف القدمين· حمام العرسان تعتبر زيارة الحمام طقسا من طقوس العرس المغربي حيث يقوم العروسان بتخصيص يوم قبل الزواج للذهاب إلى الحمام، العريس مع أصدقائه والعروس مع قريباتها وصديقاتها، على أن الاحتفال الذي يقام للعروس حين ذهابها إلى الحمام يكون أكبر من الاحتفال بالعريس الذي يكتفي ببضع زغاريد تطلقها نسوة عائلته حين يخرج من البيت ذاهبا إلى الحمام بينما يحظى حمام العروس باهتمام كبير وتتخلل هذا اليوم طقوس خاصة، كإضاءة الشموع في المكان المخصص لاستحمام العروس لطرد الأرواح الشريرة، واطلاق البخور، ورقص النسوة والفتيات المرافقات للعروس، وتستعين العروس في هذا اليوم بأخصائية تجميل ترافقها للحمام وتقوم بتحضير وصفات طبيعية للعناية بالبشرة والشعر وازالة الشعر الزائد، كما تحضر لها أبخرة وعطور خاصة بالمناسبة· ويتكون الحمام المغربي من ثلاث قاعات كبيرة، تقود كل منها إلى للأخرى، وتتدرج فيها الحرارة من المتوسطة وحتى العالية، وفي كل قاعة توجد صنابير مياه باردة وساخنة، وفي القاعة الأخيرة، حيث ترتفع الحرارة الى أقصى درجاتها، يوجد حوض مائي متوسط يستعمل كمسبح يساعد على تفتيح مسام الجسم وارخاء عضلاته· ويمتاز الحمام التقليدي القديم عن الجديد بعمارته المتينة، فهو مبني بأحجار كبيرة، وجدرانه سميكة مما يسمح له بالاحتفاظ بالحرارة لفترات طويلة دون الحاجة لاعادة تدفئته من جديد، كما أن هذه العمارة تسمح للحمام بالصمود طويلا وتحمل الظروف المناخية وهو ما يفسر وجود حمامات قديمة تعود إلى بداية القرن الماضي· أما الحمامات الحديثة فقد زاوجت بين التقنية المعمارية الحديثة والمعمار القديم، وأصبحت أشبه بمراكز تجميل عصرية توفر كل شيء، من مراكز للتدليك والاستحمام وصالونات للحلاقة والتزيين ومطاعم ومحلات بيع الملابس ومواد خاصة بالاستحمام· وبعد ان كان يوم الحمام ينقسم الى فترتين، النهار للنساء والمساء والليل للرجال أصبحت اليوم جميع الحمامات مقسمة الى قسمين حمام للرجال وآخر للنساء يتوقف بهما العمل من الحادية عشر ليلا وحتى السادسة صباحا، وتفتح أبوابها باقي فترات اليوم لاستقبال الزبائن· نصف شابات الأردن مصابات بأمراض مزمنة جمال إبراهيم، عمان - كشفت دراسة أردنية حديثة، أجراها مركز السكري والغدد الصماء، عن أن ''نصف الأردنيات فوق عمر 25 سنة مصابات، على الأقل، بأحد الأمراض المزمنة القاتلة وهي: السكري، والتوتر الشرياني، وارتفاع الدهنيات الثلاثية، والسمنة المفرطة، وأن 60 % من الرجال فوق سن 40 عاماً مصابون، على الأقل، بثلاثة من تلك الأمراض''· وقال مدير المركز الوطني للسكري الدكتور كامل العجلوني، في تصريحات صحفية عقب إعلان نتائج الدراسة:'' صنف الأردن أخيراً ضمن أعلى نسب السمنة بالعالم، ووصلت نسبة السمنة، وزيادة الوزن بين الأردنيين إلى 82%''· وأضاف أن ''نفقات علاج هذه الأمراض المزمنة يتطلب توفير زهاء 650 مليون دينار في الوقت الراهن على الأقل''· وأظهرت الدراسة، وفق العجلوني، أن ''62% من الأردنيين يعانون من مشاكل العجز الجنسي، كما أظهرت أن غالبية الأمراض المزمنة اكتشفت لدى الفئات الفقيرة''· وقال إن ''الدراسة أوضحت أن 75% من مرضى السكري يموتون جراء الجلطات القلبية، وأن مرض السكري يكون المسبب الحقيقي وراء ذلك''· وقال إن إحصائيات الدراسة بينت أن 30,5% من الشعب الأردني مصابون بالسكري و600 ألف شخص لديهم زيادة توتر شرياني، وثلاثة أرباع المليون لديهم دهنيات، و1,6 مليون لديهم سمنة وزيادة وزن، و50% لديهم كولسترول· وحذر العجلوني من البدانة والزيادة المفرطة ومخاطرها التي تزيد من احتمالية الإصابة بالجلطات القلبية والدماغية والرئوية، مؤكداً أن الوقاية هي أفضل طرائق مكافحة هذه العوارض ومنها ممارسة النشاط الرياضي، واعتماد نمط غذائي متوازن، والابتعاد عن الوجبات السريعة الغنية بالدهون· وبين أنه ''لا فرق بين السكري والسكري الكامن وفق جميع الدراسات والبحوث العالمية· وقدر عدد مراجعي المركز من الامراض المزمنة بما يقارب 268 ألف مصاب بمرض السكري، و590 ألف مريض بالتوتر الشرياني و 1·6 مليون من الذين يعانون من السمنة وزيادة الوزن، و884 ألفاً من الدهنيات· وأوضح أن تنزيل 10 كجم من وزن الشخص المصاب بالبدانة يسهم في تقليل الوفاة بنسبة 10%، والإصابة بالضغط بنسبة 20% وبالسكري بنسبة 30%، وبارتفاع الدهون بنسبة 40%
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©