الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكوكتيل الثنائي لعلاج الربو

الكوكتيل الثنائي لعلاج الربو
31 يناير 2006

القاهرة ـ سيد العبادي:
تؤكد الإحصاءات أن مرض الربو الشعبي يسكن صدور 155 مليون نسمة على مستوى العالم، ويؤكد الأطباء أن أعداد المصابين أكثر من ذلك بكثير لان الإحصاءات الرسمية تتناول الحالات المسجلة والمشخصة والخاضعة للعلاج ولا تأخذ في الاعتبار الحالات غير المسجلة في العديد من دول العالم·
الإحصاءات تقول أيضا نسبة الإصابة بالحساسية الشعبية أو الصدرية أو الازما في تزايد مستمر، وأن مرضى الربو يستنزفون جانبا كبيرا من الموارد الصحية في جميع دول العالم بالإضافة إلى التأثيرات غير المباشرة الخطيرة لهذا المرض وفي مقدمتها التأثير في إنتاجية ملايين المرضى··· هذه الحقائق وغيرها الكثير كانت محورا للأبحاث والمحاضرات التي ألقيت ضمن فعاليات المؤتمر السنوي الثالث عشر للجمعية المصرية للحساسية والمناعة·· وفي هذا التقرير العلمي سوف نستعرض أحدث ما توصل إليه العلماء حول تشخيص وعلاج الأزمات التحسسية الصدرية·
يقول الدكتور هشام طراف، أستاذ الحساسية بكلية الطب جامعة القاهرة إن الربو الشعبي يحدث نتيجة تفاعلات العوامل الوراثية مع عوامل بيئية تعد السبب الرئيسي للزيادة الكبيرة في أعداد المصابين·
وأضاف إن أهم العوامل البيئية المسببة للمرض زيادة معدلات التلوث الهوائي مع ظهور سلالات فيروسية جديدة لها القدرة على تنشيط أزمات الالتهابات المؤدية للربو·
داخلي وخارجي
وأوضح أن مسببات التلوث الهوائي تنقسم إلى قسمين هما التلوث الخارجي والتلوث الداخلي، ومن أهم مصادر التلوث الخارجي الاكاسيد الكيميائية الضوئية كثاني اوكسيد النيتروجين وغاز الأوزون الأرضي، وأهم مصادرها عوادم السيارات·
وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية ومنظمات حماية البيئة حددت الحد الأقصى للتعرض لغاز ثاني اوكسيد النيتروجين بحوالي 200 جزء في البليون، وأثبتت الدراسات التي أجرتها وحدة الحساسية بكلية الطب جامعة القاهرة بالاشتراك مع مثيلاتها في انجلترا وأميركا أن غاز ثاني اوكسيد النيتروجين في معدلات 400 جزء في البليون له القدرة على تعديل الخواص الالتهابية للخلايا المبطنة للشعب الهوائية، والوظيفة الأساسية لهذه الخلايا هي حماية الرئتين من العوامل البيئية والميكروبية·
وأوضح أن تأثير هذا الالتهاب يظهر أكثر وضوحا في مرض الربو الشعبي مما ينتج عنه كثرة إصابة المريض بنزلات شعبية متكررة خاصة في الشتاء، كما يؤدي إلى زيادة استجابة الشعب الهوائية لمسببات الحساسية مثل الأتربة أو الفطريات أو حبوب اللقاح النباتية ونتج عن ذلك أزمات ربوية أكثر شدة واقل استجابة للعلاج·
مشاكل المطبخ
وقال إن التعرض لغاز ثاني اوكسيد النيتروجين له مصادر منزلية لا يعيها الكثير من مرضى الربو الشعبي وأهمها الغاز أو البوتاجاز، حيث أثبتت الدراسات أن المطابخ التي تستخدم الغاز والبوتاجاز وقت التشغيل تتعدى نسبة ثاني اوكسيد النيتروجين فيها 400 جزء في البليون··· وأكثر من يتأثر بالتعرض لهذا الغاز لفترات مطولة هم الأطفال مما يكون سببا مباشرا لإصابتهم بنزلات شعبية متكررة في الشتاء حيث تقل نسبة التهوية في المنازل·
وأوضح أن غاز الأوزون له قدرة اكبر على تهييج التهابات الشعب الهوائية، والمصدر الرئيسي لهذا الغاز خارج المنزل حيث يتكون من تفاعلات كيميائية معقدة بين أشعة الشمس واوكسيدات النيتروجين والهيدروكربونات المتصاعدة من عوادم السيارات لهذا فإن مشاكل الأوزون تكون أكثر وضوحا في الصيف·
وقال إن منظمة الصحة العالمية ومنظمات البيئة حددت 120 جزءا في البليون كحد أقصى للتعرض للأوزون لمدة ساعة واحدة فقط على مدار العام وتؤكد الدراسات البيئية أن هذه النسبة قد تستمر لساعات طويلة في كثير من أيام الصيف، مما يشكل عبئا على مرضى الحساسية الربوية أو الالتهابات الشعبية·
وأضاف أن هناك مصادر أخرى للتلوث الهوائي مثل اوكسيدات الكبريت المتصاعدة من المصانع والناتجة عن الاحتراق غير الكامل للمواد الكربونية والعضوية ومنها أيضا التدخين·
وأشار إلى أن المواثيق والإرشادات لعلاج الربو الشعبي تؤكد أن الهدف الرئيسي من العلاج الناجح للربو الشعبي هو السيطرة على المرض ويعني هذا السيطرة التامة على أعراض المرض ومنع نوبات أو أزمات الربو وحفظ معدلات وظائف التنفس في معدلاتها الطبيعية والاحتفاظ بأنشطة مريض الربو في صور طبيعية بما فيها النشاط البدني الرياضي والابتعاد عن الآثار الجانبية لأدوية الربو الشعبي، ومنع حدوث تغيرات أو قصور دائم في الوظائف الرئيسية·
والحديث عن العوامل المثيرة للنوبات التحسسية يقودنا إلى قائمة هائلة من المثيرات حتى يكاد يكون كل شيء مسببا للتحسس عن الأشخاص الذين لديهم الاستعداد الوراثي··· ومن هذه المثيرات على سبيل المثال فراء الحيوانات وريش الطيور وحشرة الفراش أو الموكيت وبعض أنواع العطور والمنتجات المطاطية والمبيدات الحشرية المنزلية، وهناك أيضا الغبار والطلع أو حبوب لقاح النباتات ولذلك يلاحظ انتشار النوبات التحسسية في موسم الربيع أو موسم تفتح الأزهار حيث تنتشر حبوب اللقاح في الجو مسببة نوبات التحسس عند الأشخاص الذين لديهم الاستعداد الوراثي للإصابة··· ولذلك تعرف الحساسية بكل أنواعها على أنها رد فعل غير طبيعي أو مبالغ فيه من قبل الجهاز المناعي للجسم تجاه مؤثرات طبيعية لا تسبب أي أعراض مرضية عند الأشخاص الأصحاء·
خطوات العلاج
وقال الدكتور هشام طراف إن أركان العلاج تتمثل في التثقيف والوعي الصحي لمريض الربو الشعبي ليتمكن من ممارسة دوره كشريك متفهم للعلاج وقادر على التمييز بين الأدوية المسكنة للأعراض والأدوية المسيطرة على المرض· والعلاج الدوائي الذي يشمل خطة الوقاية الهادفة إلى السيطرة على مسببات المرض وكيفية التحرك إلى درجات وقائية وفقا لظروف الحالة أو التغيرات البيئية المؤثرة على السيطرة على الحالة مع معرفة المريض التامة بنوعيات الأدوية المستخدمة لتسكين الأعراض وقت حدوثها ومن الأدوية العلاجية الوقائية المسيطرة مشتقات الكورتيزون الموضعي والموسعات الشعبية ومن المسكنات المستخدمة وقت حدوث الأعراض موسعات الشعب الهوائية القصيرة المدى وجميع أدوية السعال والبلغم والمضادات الحيوية·
وأوضح أن أكثر المسكنات ضررا هي مشتقات الكورتيزون العامة كالحقن أو الأقراص أو الشراب والتي تستخدم فقط لتسكين الحالات الشديدة ويتمثل نجاح علاج الربو الشعبي في عدم احتياج المريض للأدوية المسكنة للأعراض·
وأكد أن الأركان الأساسية للعلاج تشمل:
المتابعة الدورية للمريض مع إجراء تحليل وظائف تنفسية دورية ابسطها استخدام أجهزة قياس معدلات الزفير الأقصى لتتناسب مع المعدلات الطبيعية لكل مريض والسيطرة على مسببات المرض كالدخان والروائح النافذة والتراب والأنفلونزا وهناك مسببات نوعية حسب حالة الحساسية عند كل مريض ويمكن التعرف عليها بواسطة اختبارات معملية بسيطة وتاريخ مرضي دقيق· وقال: ظهرت حديثا دراسات موسعة لتقييم إمكانية الوصول إلى سيطرة أفضل على مرض الربو الشعبي بواسطة الاستخدام المستمر لمشتقات الكورتيزون الموضعي مضافا إليها موسعات الشعب الطويلة المدى وقد تبين من الدراسة أن 44 في المئة من المرضى الذين استخدموا هذين العلاجين وصلوا إلى السيطرة الكاملة على المرض، وثبت عدم وجود آثار جانبية لهما·
السدة الرئوية
وتحدث الدكتور سمير خضر، رئيس جمعية الحساسية بالإسكندرية، عن السدة الرئوية مشيرا إلى أن السبب الرئيسي لها هو التدخين حيث يشعر المصاب هنا ببعض الأعراض منها نزول بعض الافرازات من الصدر صباحا وعدم القدرة على السير وقد لا يستطيع الرد على الهاتف ويشعر بثقل الساق إذا كان من ممارسي الرياضة·
وأوضح انه في هذه الحالة يحدث التهاب في الشعب الهوائية الصغيرة والحويصلات وحين يدخل الهواء الجسم يتم حجزه فيحدث ما يسمى الاحتباس الهوائي· ومريض حساسية الصدر يستفيد من العلاج عكس مريض السدة الرئوية الذي لا علاج له سوى الامتناع عن التدخين·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©