بسام عبدالسلام، عقيل الحلالي، وكالات (عدن، صنعاء، الحديدة)
أحبطت قوات المقاومة اليمنية المشتركة بدعم وإسناد «التحالف العربي»، أمس، محاولات تسلل لميليشيات الحوثي الانقلابية الإيرانية باتجاه مناطق ساحلية محررة في محافظة الحديدة. وقالت مصادر عسكرية ميدانية «إن قوات المقاومة حررت مواقع شرقي منطقة الجاح الساحلية بمديرية بيت الفقيه، وكانت تتخذها الميليشيات منطلقاً لشن هجمات على الساحل الغربي»، مؤكدة مقتل وجرح 15 انقلابيا، وإفشال هجوم لاستعادة المواقع».
ودارت اشتباكات بين وحدات من القوات المشتركة والميليشيات بمنطقة القرشية بالحسينية في مديرية بيت الفقيه، خلفت قتلى وجرحى في صفوف الانقلابيين الذين عمدوا إلى استخدام سكان مدينة الحديدة دروعاً بشرية لإعاقة تقدم قوات المقاومة المشتركة. وقال سكان لـ«الاتحاد»:« إن الميليشيات نشرت دبابات ومدافع وآليات عسكرية بين المنازل وسط الأحياء السكنية، إضافة إلى مئات القناصين على أسطح الفنادق والمباني المرتفعة والمقرات الحكومية والتعليمية والطبية».
وذكر شهود عيان أن الميليشيات قامت بإغلاق معظم شوارع المدينة الرئيسية والفرعية بالخنادق والحواجز الترابية ما تسبب بإعاقة تنقل السكان إضافة إلى انقطاع المياه منذ أيام بعد تضرر الأنابيب جراء عمليات حفر الخنادق. كما قامت الميليشيات بقطع الكهرباء عن معظم أحياء المدينة بهدف مفاقمة الوضع الإنساني الذي يهدد بتفشي الأمراض في ظل نقص ارتفاع درجات الحرارة. وقال أحد هؤلاء ويدعى ناصر أحمد (35 عاماً) لـ«الاتحاد» :«الوضع في الحديدة صعب جداً..غالبية شوارع المدينة مقطوعة بالخنادق، وهناك انتشار كبير للميليشيات التي تستمر باستقدام مقاتلين من خارج المدينة التي يستمر في المقابل نزوح سكانها بأعداد كبيرة إلى صنعاء ومناطق أخرى».
وتواصلت أمس المعارك بين قوات المقاومة والميليشيات في محيط حي«الربصة» شمال مطار الحديدة، فيما عززت قوات المقاومة سيطرتها على مواقعها في مناطق التماس دوار يمن موبايل بشارع صنعاء، ودوار المطار وساحة العروض بشارع الكورنيش. وأفادت مصادر عسكرية بوصول تعزيزات جديدة للمقاومة إلى مطار الحديدة في إطار الاستعدادات النهائية لإطلاق المرحلة الثانية من العملية العسكرية التي تستهدف تحرير ميناء الحديدة وكامل أجزاء المدينة.
وقصفت مقاتلات وبوارج التحالف مواقع وأهدافاً تابعة للميليشيات في مدينة الحديدة التي شهدت أيضا غارات جوية، استهدفت مقرات عسكرية وتجمعات وتعزيزات شمال المدينة، فيما حولت الميليشيات عددا من مساجد الحديدة إلى مخازن أسلحة وثكنات عسكرية، ومنعت المصلين من دخول تلك المساجد التي جرى تطويقها بنقاط تفتيش في مداخل ومخارج الأحياء السكنية. كما قتلت الميليشيات شاباً مدنياً في مديرية الحدأ بمحافظة ذمار لرفضه العودة للقتال في جبهة الساحل الغربي في الحديدة.
وأكد نائب رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الوطني اللواء ركن صالح قائد الزنداني أن مدينة الحديدة وميناءها الاستراتيجي ستسقط قريبا بيد قوات الجيش والمقاومة المسنودين بالتحالف، وأوضح أن تحرير الحديدة له أهمية إستراتيجية في إنهاء الكارثة الإنسانية التي خلفتها الميليشيات وكذلك في عزل الانقلابيين عن الإمدادات الإيرانية من أسلحة وصواريخ ومتفجرات، مشيرا إلى أن المعركة في جبهة الساحل الغربي تعد مفصلية لما تمثله هذه المحافظة من أهمية في معركة تحرير صنعاء وباقي المحافظات الواقعة تحت سيطرة الميليشيات.
وأشاد الزنداني بالانتصارات الساحقة والملاحم البطولية للجيش والمقاومة وفي مقدمتها ألوية العمالقة بمشاركة وإسناد قوات التحالف بقيادة السعودية والإمارات في الحديدة. وأضاف أن هذه الانتصارات العظيمة ساحقة ضد الميليشيات التي تلاحقها الهزائم النكراء وتتكبد الخسائر الباهظة، موضحا أن معركة تحرير الحديدة منتهية ولن تبقى الميليشيات في هذه المحافظة. وأكد أن العمليات مستمرة للمضي نحو تحرير كامل أراضي الوطن من هذه الميليشيات الإيرانية واستعادة الدولة بكامل مؤسساتها تحت القيادة الشرعية.
عدد اليوم
