رفض أحد زعماء ''طالبان'' أمس عرضا طرحه الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بتوفير الأمان لزعماء المقاتلين الراغبين في إجراء محادثات سلام، في حين أفاد تسجيل مصور أمس أن الحركة المتطرفة، هددت بشن هجمات في باريس ما لم تسحب فرنسا جنودها من أفغانستان·· وقال المدعو ''الملا الأخ''، نائب زعيم ''طالبان'' في اتصال هاتفي ''نحن في أمان في أفغانستان ولسنا بحاجة لعرض كرزاي توفير الأمان''· وأضاف لرويترز في اتصال بالأقمار الصناعية من مكان غير معلوم ''سنواصل الجهاد ضد القوات الأجنبية وعبيدهم الأفغان''·
وكان متحدث باسم الحركة أعلن في وقت سابق أمس، أن الحركة تعد ردها على عرض للرئيس الأفغاني بضمان أمن زعيم ''طالبان'' الملا عمر إذا أراد التفاوض لتحقيق السلام في أفغانستان· وعرض كرزاي أمس الأول لدى عودته من زيارة لبريطانيا والولايات المتحدة، انه سيضمن سلامة الملا عمر إذا كان مستعدا للتفاوض· ورفضت ''طالبان'' من قبل إجراء أي محادثات مع وجود قوات أجنبية في البلاد لكن كرزاي أوضح أمس الأول أن هذا الشرط غير مقبول·
ورفض المدعو ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم الحركة التعليق على تصريحات الرئيس الأفغاني لكنه قال إن ''طالبان'' ستصدر ردا في وقت لاحق· ومع احتمالات استمرار المأزق الراهن مع تصاعد المعارك، تحول الاهتمام إلى امكانية إجراء محادثات·
وساهمت مفاوضات جرت مع متمردين في العراق في تحسن الأوضاع الأمنية هناك· وتقول الحكومة الأفغانية إنها مستعدة للتحدث مع من يعترف بدستورها في حين ألمح الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما إلى استعداده للتحدث مع قادة أكثر اعتدالا في ''طالبان'' لاستكشاف ما إذا كانت الاستراتيجية التي استخدمت في العراق، ستؤتي بثمارها أيضا في أفغانستان·
واتخذت على استحياء خطوة تجاه المحادثات في سبتمبر الماضي عندما التقت مجمـــوعة من المسؤولين الأفغان بمسؤولين من ''طالبان'' في السعودية لبحث كيفية إنهاء الصراع· لكن ''طالبان استخفت بتلك المحادثات وكررت مطلبها بضرورة مغادرة القوات الاجنبية البلاد أولا·
من جانب آخر، أفاد تسجيل مصور أذاعته قناة ''العربية'' الإخبارية أمس، أن ''طالبان'' هددت بشن هجمات في باريس ما لم تنسحب فرنسا من أفغانستان· وأعلن التسجيل أيضا مسؤولية طالبان عن كمين أوقع 10 قتلى وسط الجنود الفرنسيين نصب قرب العاصمة كابول أغسطس الماضي· ولم يتضح متى صور هذا التسجيل· وقال قيادي في ''طالبان'' اسمه الملا فاروق في التسجيل إن ''طالبان'' قتلت الجنود الفرنسيين العشرة ليكونوا رسالة إلى الفرنسيين حتى يعدلوا عن أخطائهم وينسحبوا من أفغانستان· وأضاف أنه إذا لم يستمعوا لهذه الرسالة فسيصلهم الرد في باريس·
وتضمن التسجيل لقطات لما بدا أنها وحدة فرنسية مدرعة يتربص بها مقاتلو ''طالبان''· وظهرت لقطات لمقاتلي ''طالبان'' يرتدون زي الجنود القتلى· وقتل الجنود العشرة وأصيب 21 في معركة كبرى قرب كابول بعد أن نصبوا كمينا لدورية استطلاع في أغسطس الماضي· إلى ذلك، قتل 5 مدنيين ورجلا شرطة في تفجيرين منفصلين جنوب أفغانستان حيث قام شخص يرتدي زي الشرطة بتفجير نفسه عند مدخل مبنى حكومي في ولاية قندهار الجنوبية ما ادى إلى مقتل شرطيين ومدني واحد· وفي منطقة أخرى من قندهار انفجرت عبوة ناسفة زرعت على جانب الطريق بالقرب من قافلة للجيش الأفغاني في منطقة بانجوايي ما ادى إلى مقتل 4 مدنيين·
عدد اليوم
