السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فرنسا: حربنا ضد الإرهاب وليس ضد الإسلام

فرنسا: حربنا ضد الإرهاب وليس ضد الإسلام
14 يناير 2015 14:01
حسام محمد، وكالات (القاهرة، عواصم) أكدت فرنسا أمس أنها في حرب ضد الإرهاب والتطرف وليست في حرب ضد الإسلام والمسلمين، وقالت: «إن الخطر ما زال قائماً من الخارج والداخل، وأنها عازمة على عزل المعتقلين المتشددين في السجون قبل نهاية العام». في وقت حذرت فيه دار الإفتاء المصرية صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية الساخرة التي كانت استهدفت بالاعتداءات التي أسفرت عن سقوط 17 قتيلاً في باريس الأسبوع الماضي من نشر رسوم مسيئة جديدة للرسول، قائلة: «إن عددها المقرر أن يصدر اليوم يشكل استفزازاً غير مبرر لمشاعر مليار ونصف مليار مسلم عبر العالم وسيتسبب في موجة جديدة من الكراهية في المجتمع الفرنسي والغربي بشكل عام». وقال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس خلال جلسة خاصة للبرلمان لإحياء ذكرى ضحايا اعتداءات باريس: «فرنسا تحمي الأشخاص الذين يؤمنون والذين لا يؤمنون على حد سواء»، لافتاً إلى إجراءات أمنية جديدة سيتم اتخاذها لتعزيز أجهزة الاستخبارات الداخلية وقوانين مكافحة الإرهاب، وفي مقدمها عزل المتشددين في السجون في أجنحة محددة قبل انتهاء العام لمنعهم من نقل التطرف إلى غيرهم. وأوضح فالس أن 1250 عنصراً يعملون حالياً على مراقبة المسلحين الذين يمكن أن يكونوا توجهوا أو يعتزمون التوجه إلى سوريا والعراق للانضمام إلى تنظيمات متطرفة، وأنه يجب زيادة الكفاءات والتنويع في التوظيف ليشمل خبراء معلوماتية ومحللين وباحثين ومترجمين. وقال: «إن الإجراءات الاستثنائية لن تؤثر على حرية الأشخاص أو تخرج عن مبدأ الالتزام بالقوانين والقيم». وأعلن فالس أنه سيتم خلال العام بدء الرقابة على سفر الأشخاص جواً، المشتبه بقيامهم بنشاطات إجرامية، مضيفاً أن آلية الرقابة ستكون جاهزة ابتداءً من سبتمبر المقبل. كما طلب من وزير الداخلية برنار كازنوف أن يرفع إليه خلال ثمانية أيام اقتراحات حول تعزيز الرقابة على شبكات التواصل الاجتماعي التي تستخدم اكثر من غيرها للتجنيد والاتصال والحصول على التقنيات التي تتيح الانتقال إلى الفعل». من جهته، قال الرئيس فرنسوا هولاند أثناء حفل تكريم رسمي للشرطيين الثلاثة الذين قتلوا في اعتداءات باريس «أحمد مرابط المسلم الذي قتل برصاص الأخوين سعيد وشريف كواشي منفذي الهجوم على شارلي ايبدو، وفرانك برينسولارو الذي قتل أيضاً في الهجوم، وكلاريسا جان- فيليب التي قتلها كوليبالي قرب مدرسة يهودية»: «إن فرنسا لا ترضخ أبداً ولا تنحني أبدا.. إنها تواجه المحن منتصبة أمام الخطر الذي ما زال قائما من الخارج والداخل، وأضاف أن «الإسلام المتطرف يضرب هؤلاء الذين يريدون أن يكونوا أحراراً.. لم ننته بعد من التهديد»، داعياً إلى المزيد من الحذر واليقظة أمام الخطر. إلى ذلك، حذر مفتي مصر شوقي علام أمس صحيفة «شارلي إيبدو» من نشر رسوم مسيئة جديدة للرسول تشكل فعلاً عنصرياً يؤجج الصراع بين الشعوب. وقالت دار الإفتاء في بيان: «إن العدد المقرر صدوره اليوم سيتسبب في موجة جديدة من الكراهية في المجتمع الفرنسي والغربي بشكل عام. كما أن ما تقوم به الصحيفة لا يخدم التعايش وحوار الحضارات، وإنما يعمق مشاعر الكراهية والتمييز بين المسلمين وغيرهم». وأضافت دار الإفتاء «أن إقدام المجلة على هذا الفعل استفزاز غير مبرر لمشاعر مليار ونصف مسلم عبر العالم يكنون الحب والاحترام لنبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم»، متهمة الصحيفة بالسعي لإثارة الفتن الدينية وتعميق الكراهية«، وداعية الحكومة الفرنسية إلى رفض هذا الفعل العنصري. ودان البيان أيضاً تزايد الاعتداءات على المساجد في فرنسا، معتبراً أن تلك الأفعال ستعطي الفرصة للمتطرفين من الجانبين لتبادل أعمال العنف التي لن يذوق ويلاتها إلا الأبرياء. واستنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب الاعتداءات العنصرية الآثمة على المساجد، قائلاً إنها تمثل إرهاباً مشابها للإرهاب الذي تعرضت له الصحيفة الفرنسية، وطالب السلطات بتوفير الحماية اللازمة للمساجد مثلما وفرت الحماية لدور العبادة المسيحية واليهودية. في المقابل، أعلنت «شارلي ايبدو» عزمها طباعة ما يصل إلى ثلاثة ملايين نسخة من عددها الأسبوعي مقارنة مع 60 ألف نسخة تصدرها في العادة إضافة إلى ترجمته بـ 16 لغة وبيعه في 25 بلداً. ويتضمن غلاف العدد رقم 1178 رسماً للرسول وقد سالت دمعة على وجنته وهو يرفع لافتة كتب عليها «أنا شارلي» تحت عنوان «غُفر كل شيء» بتوقيع الرسام لوز. وقال محامي الصحيفة ريشار مالكا لراديو فرنسا «إن العدد الجديد سيتضمن رسوماً أخرى للرسول، كما سيسخر من سياسيين وديانات أخرى»، وأضاف «لن نتراجع وإلا لن يكون لكل ذلك معنى.. إذا رفعت شعار أنا شارلي فهذا يعني أن من حقك التجديف ومن حقك أن تنتقد ديني». وأضاف رداً على سؤال «تعرضنا للإسلام اقل بكثير مما تعرضنا للمسيحية.. شارلي ليست صحيفة عنيفة، لكنها مشاكسة تحمل على الضحك والضحك يمكن أن يكون لاذعاً، لكنه لا ينطوي أبدا على أي حقد أو عنف». وقال ميشيل ساليون المتحدث باسم مؤسسة «إم. بي. إل» المسؤولة عن توزيع الصحيفة: «إن دفعة مبدئية تبلغ مليون نسخة ستطرح للبيع اليوم وغدا على أن تتم طباعة مليوني نسخة أخرى»، وأضاف: «تلقينا طلبات شراء 300 ألف نسخة من مختلف أنحاء العالم والطلب مستمر على مدار الساعة». فيما دعت اكبر منظمتين لمسلمي فرنسا (المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية واتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا) المسلمين إلى التحلي بالهدوء واحترام حرية الرأي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©