الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فن المعاتبة والعتاب 2

31 يناير 2006

الثامنة
دع الآخرين يتوصلون لفكرتك ·· واجعل المخطئ يكتشف خطأه بنفسه، ثم هو يكتشف الحل بنفسه·
يذكر أن عالما في الهند كان يعادي إمام الدعوة محمد بن عبدالوهاب عداء شديداً، ويحارب كتبه ومؤلفاته ويحذر منها·· فاحتال احد الفضلاء حيلة ·· غير بها اسم الشيخ من: محمد بن عبدالوهاب، إلى: محمد بن سليمان التميمي·· وأهدى جملة كتب الشيخ لهذا العالم الهندي كلما قرأها أعجب بها، ووجدت في قلبه قبولاً وأثراً حسناً·· فأعلمه هذه الحكيم أن هذه الكتب من مؤلفات إمام الدعوة محمد بن عبدالوهاب·· فما كان من هذا العالم الهندي إلا أن جثى على ركبتيه من البكاء والحسرة والألم على ما كان منه من عداء للإمام ·· فصار من أكثر الناس دعوة وتوزيعاً ونشراً لكتب إمام الدعوة في محيطه·
التاسعة:
عندما تعاتب ·· اذكر جوانب الصواب ·· اشعر المخطئ (المعاتب) بالانصاف، فإن ذكرك محاسنه وجوانب الاشراق فيه يجعله أدعى لقبول النصح والحق، وابقى للمودة بينكما ·· اقرأ في هذا الاثر في عتابه صلى الله عليه وسلم لعبدالله بقوله: 'نعم الرجل عبدالله لو كان يقوم من الليل!'··
يالله ·· ما أعظمك يا رسول الله، وما أعظم أدبك··
العاشرة
لا تفتش عن الأخطاء الخفية·· وعامل الناس بحسن النية ·· فإنك إن ذهبت تتبع عورات المسلمين أهلكتهم، وأوشكت - بله - أن تفضح نفسك ·· 'من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه!!'·
الحادية عشرة
استفسر عن الخطأ مع إحسان الظن والتثبت! إنك بهذا تشعره بالاحترام والتقدير·· كأن تقول: زعموا أنك فعلت!! واسمع لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب في الانصار بقوله: 'يا معشر الأنصار ما مقالة بلغتني عنكم؟'!
لا تعاتب ·· قبل أن تستفسر عن الخطأ ·· لعل له عذراً ·· أو مخرجاً ·· أو كرهاً!!
الثانية عشرة
امدح على قليل الصواب يكثر من الممدوح الصواب·· لاحظ النفس الطاهرة البريئة ·· نفس الطفل التي لم تشبها شائبة الغل والحقد وحب الذات ·· حين تمدحه على عمل صغير ·· تراه يبذل لأن ينجز لك الجليل!! وانظر لذلك الذي طوع السبع المفترس في باحات العروض ·· كيف روضه وهو السبع الذي لا يعقل ولا يفهم··
كل ذلك بمدح القليل والتشجيع عليه ·· بين اخوانك امدح على قليل الصواب يكثر من الممدوح الصواب!··
الثالثة عشرة
تذكر أن الكلمة القاسية في العتاب تقابلها كلمة طيبة تؤثر أكثر من الكلمة القاسية·
(وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم)·
عند الصينيين مثل يقول: نقطة عسل تصيد من الذباب مالا يصيده برميل من العلقم·
الرابعة عشرة
تذكر ·· أن الناس يتعاملون بعواطفهم أكثر من عقولهم! فامزج خطابك بعاطفة الحنو والقرب والاشفاق والحرص··
'يا غلام ·· سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك!!'·
الخامسة عشرة
اعط الخطأ حجمه ·· فلا تعظم الحقير ·· ولا تحقر العظيم ·· فإنك حين تعظم الحقير توغر الصدر ·· وحين تحقر العظيم تفسد الأمر··
السادسة عشرة
ابن الثقة في نفس المخطئ ·· ليكون أقدر على مواجهة الخطأ وإصلاحه·
السابعة عشرة
لا تعير!!·· المسلم يحب الله، ويحب طاعة الله، وهو كذلك يبغض معصية الله ومن يقارفها؛ فالمؤمن يمتلك قلباً مرهفاً ونفساً جياشة لا تملك الحياء مع من يجترىء على محارم الله، فالحب في الله والبغض في الله من أوثق عرى الايمان·
لكن من الناس من يشتط فبدلاً من بغضه للمعصية وصاحبها، يعير المذنب ويتعالى عليه، جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن رجلاً قال: والله لا يغفر الله لفلان· وإن الله تعالى قال: 'ومن ذا الذي يتألى عليّ ألا أغفر لفلان، فإني غفرت له وأحبطت عملك'··
ومر أبو الدرداء رضي الله عنه على رجل قد أصاب ذنباً فكانوا يسبونه فقال: أرأيتم لو وجدتموه في قليب ألم تكونوا مستخرجيه؟ قالوا: بلى· قال: فلا تسبوا أخاكم واحمدوا الله الذي عافاكم؛ قالوا: أفلا تبغضه؟ قال: إنما أبغض عمله، فإذا تركه فهو أخي، !! فمتى تسمو نفوسنا لتبلغ ما بلغه أولئك الأطهار··
أخي··
هبني أسأت كما زعمت ::: فأين عاطفة الأخوة
أو إن أسأت كما أسأت ::: فأين فضلك والمروَة!
فهد المري
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©