صالح الحمصي:
واصلت أسواق المال المحلية تراجعها غير المفهوم، فيما ظلت الأسباب مجهولة لدى كثير من المستثمرين الذين بدت على وجوههم علامات الصدمة وخيبة الأمل حيث فقدت السوق أمس 30 مليار درهم من القيمة السوقية للأسهم المتداولة· وسيطرت عمليات البيع العشوائية المستمرة منذ عدة أيام على شاشات التداول المخضبة باللون الأحمر لتعبر عن رغبة المستثمرين في جلد أنفسهم بعنف من خلال إحجامهم عن الشراء وإقبالهم على البيع غير المبرر، فيما ظلت المحافظ والصناديق الاستثمارية الكبيرة في موقع المتفرج أملا في مزيد من الهبوط لتعيد ترتيب أوراقها عند مستويات سعرية أقل·
وانخفض مؤشر سوق الإمارات المالي الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع بنسبة 3,82% ليغلق على مستوى 6136,90 نقطة· وأجمع محللون ماليون ومتعاملون كبار في سوق الأوراق المالية على أن الهبوط الحاد الذي ضرب الأسواق ونال من المستثمرين كافة غير مبرر، مؤكدين أن هناك عوامل نفسية وراء ضعف الوعي الاستثماري الذي تسبب في الأزمة الحالية·
ومنذ بداية العام سلكت أسواق المال المحلية سلوكا عشوائيا أفضى بها إلى التخلي عن مكاسب قياسية حققتها في العام الماضي حيث فقدت القيمة السوقية للشركات المدرجة في سوقي أبوظبي ودبي الماليين نحو أكثر من 87,3 مليار درهم لتصل الى نحو 758,7 مليار درهم في نهاية جلسة التداول أمس· واتفق المحللون على أن انتكاسة الأسعار خلقت فرصا استثمارية جيدة يمكن أن تكون أساسا لاستثمار ذي عائد جيد على المديين المتوسـط والبعيد·
وأكد الخبراء أن أسواق المال المحلية لا تعاني من أي مشاكل فنية بقدر ما هي متأثرة بعوامل نفسية، مشيرين إلى أنه لا يوجد تفسير منطقي لما يحدث على شاشات التداول، وانتقدوا أداء المحافظ والصناديق الاستثمارية المحلية ووصفوا أداءها بأنه 'خجول'، مطالبين مدراء المحافظ بأخذ زمام المبادرة والتحول إلى صانعي السوق في إطار التزامات مهنية وأخلاقية·
عدد اليوم
