الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

التشكيل والكلمة والنغم تضيء الجمال في ليل دبي

التشكيل والكلمة والنغم تضيء الجمال في ليل دبي
29 مايو 2014 00:20
محمد وردي (دبي) نظمت في دبي مساء أمس الأول أمسية ثقافية بعنوان «لون ونغم»، تضمنت معرضاً تشكيلياً للفنانة الدكتورة نجاة مكي، وقراءات شعرية من أعمال سلطان العويس قدمتها الدكتورة بروين حبيب، وغنى الفنان العراقي علي أبو دراغ بعض قصائد العويس بمرافقة الفنانين ارشد وحسام الدين من العراق، ثم ختمت الأمسية ضيفة المهرجانات الفنانة جاهدة وهبي بقراءات منغَّمة ومغناة لبعض قصائد العويس والصوفي الشهير محيي الدين ابن عربي، فذهبت بالحضور مذاهب شتى مع صوتها الأوبرالي، الذي بدا منفرداً وكأنه جوقة موسيقية عملاقة هادرة بالإيقاع والألحان والتجويد والترديد الشعري، فتجلجل بالأنغام وفاض بالشجن المرهف والعاطفة السخية حتى ملأ فضاء المكان بالطرب الأصيل والغناء الجميل. افتتح الفعالية التي نظمها «مجلس العويس الثقافي» و«مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية» بالتعاون مع «ندوة العلوم والثقافة» معالي محمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي، بحضور سلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة «ندوة الثقافة والعلوم» ونائبه بلال البدور، وعلي بن حميد العويس رئيس مجلس إدارة مجلس العويس الثقافي، والدكتورة حصة لوتاه رئيسة اللجنة الثقافية بندوة العلوم والثقافة، والدكتور صلاح القاسم المستشار الثقافي في هيئة دبي للثقافة والفنون، وياسر القرقاوي مدير الفعاليات بالهيئة، وجمهرة كبيرة من الأدباء والفنانين ومتذوقي الشعر والفنون التشكيلية. تضمن المعرض أربعا وعشرين لوحة من القياسات الصغيرة، وتمثل مغامرة تجريبية لونية بصرية جديدة في تجربة الدكتورة نجاة مكي التشكيلية الممتدة على مدى يزيد على ثلاثة عقود، أنجزت خلالها العديد من المعارض الشخصية والجماعية وحصدت بضوئها العديد من الجوائز وشهادات التقدير المحلية والعربية. تحاكي الدكتورة مكي بتجربتها الجديدة قصائد سلطان بن علي العويس، فتمزج بين رهافة اللون وحساسية الضوء والظل، ورقة الصورة الشعرية وتوتر الإيقاع وجذالة التعبير ودفئه وحميميته الوجدانية الجياشة بالعاطفة النبيلة، في سياقات فنية متناغمة باللعبة التشكيلية، بحيث تبدو الرموز والدلالات وكأنها محمولة على أجنحة المعنى، وليس العكس. ما يجعل المتلقي يغتبط بجماليات المشهد من اللحظة الأولى، ويسافر معه برحلة معرفية تنطوي على قدر كبير من الغواية والسحر والدهشة. تجربة متجاوزة الدكتورة نجاة مكي في معرضها الأخير تتجاوز ذاتها الفنية وتجربتها التشكيلية العريقة، العميقة، الغنية بتساؤلاتها وهواجسها إلى مديات غير مسبوقة، وخصوصاً لجهة التعامل مع الألوان، التي تجعلها أقرب من انعكاسات الشموس على الندى، فتتلألأ مثل أقواس قزح ربيعية. كذلك الأمر بالنسبة لاستخدام الخامات المختلفة في التطريز والخرز الملون، الذي يبلغ من الدقة، ما يجعل تشكيلها أو انتظامها في اللوحة يحتاج للكثير من الوقت والجهد والتركيز، والكثير من الصبر والتأني والدراية في عملية تمازج الألوان. إنها تجربة مغايرة بحق وعلى كل المستويات في اللعبة البصرية والمشهدية التشكيلية. غواية الشعر تقول الدكتورة مكي بخصوص تجربتها الجديدة، إن الصورة الشعرية والإيقاعات الموسيقية والنغمية والقوة التعبيرية بقصائد العويس ومحمولاتها الدلالية والجمالية تختزن قدراً كبيراً من الغواية والجذب، ما يكفي ويفيض بدفع المتلقي إلى فضاءات غير متناهية من الجمال الفني. وهذه الخصوصية بشعر العويس يجعله يتلاقى مع البعد التشكيلي في اللوحة بكل مستوياته الفنية والمفهومية. وهو الأمر الذي يغري الفنان بالتجريب والتوغل في مناخات جديدة من البحث عن منابع وروافد الجمال، وذلك هو الهدف الأسمى ليس للفنان فحسب وإنما يفترض أن يكون هدف الإنسان في كل زمان أو مكان. وقدم الاحتفالية الشاعر محمود نور أمين عام مجلس العويس الثقافي مرحباً بالحضور وقال: «شكراً غدقاً لتفضلكم بتواجدكم معنا في أمسيةٍ يتمازج فيها الحرف مع الألوان مع النغم المنساب رؤًى وظلالاً مترعةً بحنين يسترق الإحساس من وحي قصائد الحاضر دائماً المغفور له بإذن الله الشاعر سلطان بن علي العويس لتتشكل منها لوحاتٌ تتوسل النبض بدندنةٍ تستشعر رفرفة الأحلام، لتأخذنا عبر هذه الأمسية، إلى ما كان يصبو إليه العويس الشاعر والإنسان. واستهل سلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة «ندوة الثقافة والعلوم» الأمسية الشعرية بالترحيب بالضيوف والزوار الذين غصت بهم القاعة وهي من المرات القليلة، التي تستقطب فعالية ثقافية مثل هذا العدد. ونوه بمناقب وإرث الشاعر والأديب والإنسان سلطان بن علي العويس، الذي غطت أياديه البيضاء مجالات شتى وخصوصا رعايته الدائمة للآداب والفنون، عبر رموزها الإبداعية ليس في الإمارات وحسب وإنما في الوطن العربي الكبير. تلت ذلك قراءات شعرية من قصائد العويس قدمتها الدكتورة بروين حبيب، بمرافقة الفنانين أرشد وحسام صدام على البيانو والعود. وتلت ذلك وصلة غنائية قدمها الفنان علي أبو دراغ، وكان الختام مع الفنانة جاهدة وهبي. وأزيح الستار عن ثلاث لوحات خاصة قدمتها الدكتورة مكي لأسرة سلطان العويس، عربون وفاء لرجل الشعر والأدب ومحتضن الأدباء والفنانين العرب. وقال علي بن حميد علي العويس، إن النشاط الفني الثقافي الفكري المنوع الذي يوصف به «مجلس العويس الثقافي»، وتعاونه المثمر مع «مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية»، إلى جانب تفاعله مع «ندوة الثقافة والعلوم»، كون ما يعرف بالثلاثي المعرفي الناشط الفاعل المتكامل الأهداف والمرامي، والذي يهدف إلى متابعة الرسالة الحضارية التي خلفها السلف، وإيصال عهدة السابقين إلى مستقبل الأجيال القادمة بهذا الحجم المتنامي من الإحساس بالمسؤولية الحضارية، التي يعمل من خلالها الثلاثة كواحد تجمعت فيه كافة مقومات النجاح والتميز. من جانبها، قالت حليمة بنت حميد العويس، إن مسيرة مجلس العويس الثقافي تحمل في دلالاتها قيما نحرص على إبقائها حيوية ومنتجة للفعل المعرفي المنوع الذي يقوم به هذا الصرح المهم. كما قالت موزة بنت علي العويس: “يحسب لمجلس العويس الثقافي وتعاونه مع مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، وندوة الثقافة والعلوم هذا التنوع من الاهتمام، الذي يتجاوز الاهتمام محدد التوجه ليشمل مساحة أعم وأوسع تتمثل في ما شهده هذا الصرح من فعاليات ومناشط ثقافية وفكرية وفنية عبر مسيرته. وفي الختام، جرى تكريم المشاركين في الأمسية، وهم: الفنانة الدكتورة نجاة مكي والإعلامية الدكتورة بروين حبيب والفنان أنور أبو دراغ والفنان أرشد والفنان حسام صدام وضيفة الأمسية الفنانة جاهدة وهبة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©