منتجات البكتيريا النافعة (البروبيوتيك) هي متممات غذائية من الكائنات الحية الدقيقة كالبكتيريا الحية أو الخمائر، ولها فوائد صحية عديدة. وهي تُستخدم منذ سنوات عدة في صناعة الغذاء ويُلجأ إليها بفضل قدرتها على تحويل السكاكر كاللاكتوز والكربوهيدرات إلى حمض اللبن، وتقليل فرص نمو الكائنات المخربة للطعام ومنع الالتهابات المعوية المعدية، إلى جانب الكثير من المنافع الصحية الأخرى. وقد اكتشف باحثون من معهد راند قطر للسياسات فائدةً إضافيةً لهذه المنتجات لها علاقة بالمضادات الحيوية. إذ أفادوا أن ثلث الأشخاص الذين يتناولون مضادات حيوية لعلاج عدوى ما يُصابون بالإسهال بسبب قتل هذه المضادات لجميع البكتيريا التي تكون في طريقها بما فيها البكتيريا النافعة. ما دفع بعض الناس إلى وقف تناول المضادات، فكانت النتيجة فشلهم في علاج العدوى، أو ظهور بكتيريا ذات قدرة على مقاومة المضادات الحيوية. غير أن تقريراً أنجزه باحثون ونشروا خلاصته في العدد الأخير من مجلة الجمعية الطبية الأميركية أورد أن البيانات المحصل عليها من عدد كبير من التجارب السريرية تُظهر أن استهلاك منتجات البكتيريا النافعة يُقلل مخاطر الإصابة بالإسهال بنسبة 42%. وتوجد البكتيريا النافعة بمستويات مختلفة في الزبادي والمكملات الغذائية المتوافرة في غالبية المتاجر ومراكز التسوق.
وقال أعضاء فريق البحث إنه يمكن وقاية شخص واحد من بين كل 13 شخصاً يتلقون العلاج بتناول البكتيريا النافعة على شكل زبادي، وأردفوا أنه لا ضير في ذلك ما دام معظم الناس يحبون طعم الزبادي.
ويقول عالم التغذية سيدني نيوبيري من معهد راندا في سانتا مونيكا إنه قام رفقة زملائه بتجميع بيانات 63 تجربة سريرية كانت قد شملت في مجملها 11,811 مشارك ومشاركةً، فوجدوا أن نسبة الإصابة بالإسهال قلت لدى مستهلكي الزبادي بنسبة 42%. وأسف الباحثون على كون غالبية الدراسات التي حللوا نتائجها لم تُشر إلى كميات البكتيريا النافعة المستخدمَة وتركيزاتها، ما حال دون تمكن الفريق من التوصل إلى استنتاجات دقيقة بشأن البكتيريا النافعة الأفضل والأنجع على مستوى الوقاية من الإسهال. ولكنهم سجلوا أن جُل الدراسات استخدمت البكتيريا المُنتجة لحمض اللاكتيك مثل بكتيريا “لاكتوباسيلوس رامنوسوس” أو “لاكتوباسيلوس كاسيي” التي يشيع استخدامها في منتجات الزبادي.
عن “واشنطن بوست”
عدد اليوم
