الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات النفط الصخري تسعى لتجاوز تراجع الأسعــار

شركات النفط الصخري تسعى لتجاوز تراجع الأسعــار
30 سبتمبر 2016 21:18
ترجمة: حسونة الطيب شكك العديد من المحللين في مقدرة قطاع النفط والغاز الصخري الأميركي على الصمود في وجه موجة تراجع الأسعار التي ضربت الأسواق منذ صيف 2014. وفي ظل هذه الموجة، وبينما اضطرت بعض الشركات للخروج من السوق، قاومتها أخرى من خلال تحقيق معدلات خفض كبيرة في التكاليف. وتعكس نتائج أرباح الربع الثاني من العام الجاري للشركات العاملة في مجال الاستكشاف والإنتاج، تمكن هذه الشركات من تحقيق نسب خفض كبيرة. وخفضت شركة بايونير ناتشورال ريسورسيز، تكاليف الإنتاج للبرميل الواحد، بنسبة قدرها 26% خلال السنة الماضية، في حين أكدت ديفون إنيرجي، أن نسبة الخفض لديها ناهزت 40%. ونتجت بعض عمليات الخفض، عن انخفاض الأسعار في سلاسل التوريد. ونفدت عقود شركة بايونير للأنابيب المعدنية والأسمنت تماماً في السنة الماضية، حيث تراجعت تكلفة عقودها الجديدة بين 30 إلى 35%. وتبرز أوجه خفض أخرى في شكل الابتكارات الداخلية في تصميم الآبار والحفر وعمليات التشطيب. وتقوم شركة إي أو جي ريسورسيز على سبيل المثال، بإجراء عمليات الحفر والإسمنت في العديد من الآبار في نفس الموقع وفي وقت واحد. وذكرت كونتيننتال ريسورسيز، أنها تمكنت من خفض الوقت لحفر بئر ما في منطقة السجيل الصخري في ولاية أوكلاهوما الأميركية، بنسبة وصلت إلى 44% منذ السنة الماضية. ويمكن عكس خفض التكاليف التي تحققت من خلال تقليص أسعار الموردين، عند تعافي القطاع وعودة العاملين والحفارات والمضخات وآليات التفتيت الصخري لمزاولة نشاطاتها السابقة. وأعلن ديف ليزار، المدير التنفيذي لشركة هاليبورتون لخدمات حقول النفط، أن أعمال شركته المتخصصة في خدمة شركات إنتاج النفط والغاز الصخري، ربما تكون أول وأكثر المستفيدين من النقص الكبير في الإمدادات. ومن المرجح استدامة ادخارات العائدات الناتجة عن الكفاءة. ويقول فيكي هولوب، الرئيس التنفيذي لشركة أوكسيدينتال بتروليوم، إن 80% من ادخارات الشركة في حوض بريميان في غرب تكساس، ناتجة عن التطور في التصميم وتقنيات الآبار وانخفاض تكلفة المواد وتعزيز الخدمات اللوجستية. وتعني هذه الادخارات، أن احتياطات القطاع الصخري الأميركي، التي تجاوزت حتى وقت قريب، النصف بقليل في منحنى التكلفة العالمي، تتضمن في الوقت الحالي، مصادر جديدة للنفط من بين الأقل تكلفة في العالم، وفقاً للبيانات الصادرة عن مؤسسة وود ماكينزي البحثية. وفي غضون ذلك، بدأت تتلاشى فكرة أن إنتاج النفط الصخري يتطلب تدفقات نقدية مستدامة، في الوقت الذي تعمل فيه الشركات على خفض إنفاقها لتعمل حسب إمكانياتها. وكشفت 58 شركة كبيرة، تعمل في مجال الاستكشاف والإنتاج، عن تجاوز إجمالي إنفاق رأس المال للسيولة التشغيلية بنحو 2,7 مليار دولار، بالمقارنة مع عجز قدره 9,7 مليار دولار في فترة مشابهة في 2015. ونظراً لانخفاض التكلفة، بدأت النشاطات في العودة بصرف النظر عن تراجع معدلات الإنفاق، ما يعني عودة القطاع لدائرة العمل. وبلغ مؤخراً عدد الحفارات العاملة في الآبار الأفقية في قطاع النفط الصخري 316، بزيادة 68 عن شهر مايو الماضي. وجاءت هذه الزيادة برغم أن خام النفط الأميركي لم يتسن له تجاوز حاجز 52 دولارا للبرميل عند ذلك الوقت. ولم تكن حقبة التعافي حقيقية في 2015، عندما كان خام النفط الأميركي بنحو 60 دولارا للبرميل، القيمة التي تبخرت فور انحسار الأسعار في النصف الثاني من تلك السنة. ويعني خفض التكلفة هذه المرة، أن تعافي هذا العام ربما يكون أكثر استدامة. وظلت الضغوطات على التكاليف أو إنفاق رأس المال، قوية للغاية، حيث تراجع إنتاج أميركا من الخام في الفترة بين أبريل 2015 إلى مايو 2016، بنحو 800 ألف برميل يومياً، مع استمرار ذلك التراجع. وأكدت شركات من ضمنها ماراثون وكونتننتال، أن الخام بحاجة لأن يتعافى لنحو 60 دولارا للبرميل، قبل أن تتمكن هذه الشركات من القيام بالاستثمارات التي تحتاجها لزيادة معدلات إنتاجها. لكن يعتبر تراجع إنتاج أميركا من النفط، أقل درجة مما كان عليه في الربيع الماضي. وقررت بعض الشركات بما فيها كونوكو فيلبس وكونتننتال وبايونير، زيادة توجيهاتها، تحسباً للإنتاج المتوقع. وقطاع النفط الصخري الذي تزامن ظهوره مع نهاية العقد الماضي، لم يبلغ المرحلة الكاملة من النهوض والهبوط والتعافي بعد. ولانعدام حالات سابقة، من المؤكد عدم اليقين حول الطريقة التي يستجيب بها القطاع. ويواجه القطاع في الوقت الراهن أول اختبار حقيقي له، لكنه نجح في تجاوزه حتى الآن. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©