الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المعارضة اليمنية تتراجع عن رفض المبادرة الخليجية

المعارضة اليمنية تتراجع عن رفض المبادرة الخليجية
17 مايو 2011 23:55
عقيل الحـلالي (صنعاء) - تراجعت أحزاب المعارضة اليمنية، المنضوية في لواء “اللقاء المشترك”، عن موقفها الرافض للمبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة السياسية في اليمن، وسط أنباء عن إجراء الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني تعديلاً طفيفاً في المبادرة التي تنص خصوصاً على تقديم الرئيس علي عبدالله صالح استقالته خلال 30 يوماً من توقيعها، فيما شهدت مدن يمنية، أمس الثلاثاء، احتجاجات وأعمال شغب أسفرت عن إصابة متظاهرين معارضين للنظام الحاكم. وقال الناطق الرسمي باسم أحزاب “اللقاء المشترك” محمد قحطان لـ”الاتحاد” إن المعارضة “جاهزة” للتوقيع على المبادرة “إذا وقع عليها صالح بصفته الرئاسية”. وكان تكتل “اللقاء المشترك” وشركاؤه أعلنوا، الأحد الماضي، رفضهم التوقيع على المبادرة الخليجية، وذلك غداة وصول أمين عام دول مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني إلى العاصمة صنعاء للتشاور مع الأطراف السياسية اليمنية من أجل إحياء المبادرة الخليجية المقدمة أواخر الشهر الماضي. وأشار قحطان إلى أن التوقيع على المبادرة الخليجية “مرهون بالرئيس صالح وحده”، رافضاً إدلاء أي تفاصيل حول المفاوضات التي يجريها المبعوث الخليجي حالياً مع الفرقاء اليمنيين. لكن مصادر سياسية مقربة من حزب “المؤتمر” الحاكم كشفت عن إجراء الزياني تعديلاً طفيفاً في المبادرة الخليجية، بحيث تكون اتفاقاً بين الحكومة والمعارضة بعد أن كانت اتفاقاً بين حزب “المؤتمر” وحلفائه وأحزاب “المشترك” وشركائها. وحسب التعديل المقترح، فإن شخصين فقط سيوقعان على المبادرة، هما الرئيس علي عبدالله صالح بصفته رئيساً للجمهورية، والدكتور ياسين سعيد نعمان الرئيس الدوري للمجلس الأعلى لأحزاب “اللقاء المشترك”، التي تمثل المعارضة الرئيسية في اليمن. واستبعد التعديل، الذي نُشر أمس الثلاثاء على موقع أخباري مقرب من السلطة والحزب الحاكم، وزير الخارجية اليمني الأسبق محمد سالم باسندوة، الذي يرأس حالياً ما يسمى بـ”اللجنة التحضيرية للحوار الوطني” التابعة للمعارضة اليمنية، إضافة إلى 27 شخصية من السلطة والمعارضة، كان من المقرر توقعيها على المبادرة الخليجية، حسب آخر صيغة مقترحة للتوقيع على المبادرة. إلا أن الناطق الرسمي باسم أحزاب “اللقاء المشترك” أفاد أن المعارضة “لم تبلغ بهذا المقترح”، لكنه أضاف: “بصفتي الشخصية أجد هذا المقترح حكيماً ومقبولاً”. ومنذ مساء السبت الماضي، يجري المبعوث الخليجي إلى صنعاء مفاوضات “مكثفة” مع كافة الأطراف السياسية اليمنية وسط تكتم إعلامي شديد. وكان السفير الكويتي بصنعاء فهد سعد الميع أشاد بـ”جهود” الزياني التي يبذلها مع مختلف الأطراف اليمنية في السلطة والمعارضة بغية التوصل إلى إنهاء الأزمة الراهنة “بما يحفظ أمن واستقرار ووحدة اليمن”. وأعرب السفير الكويتي، خلال مأدبة عشاء أقامها، الليلة قبل الماضية، على شرف الزياني والوفد المرافق له بحضور رؤساء البعثات الدبلوماسية الخليجية المعتمدين في صنعاء، عن أمله في أن “تكلل جهود مجلس التعاون بتوقيع المبادرة الخليجية” التي قال إنها تعكس حرص دول المجلس “على عدم إراقة المزيد من الدماء” في اليمن و”إعادة الحياة الطبيعية إلى مختلف المدن اليمنية”، حسبما أفادت وكالة الأنباء الكويتية. وأكد وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي أن المبادرة الخليجية قائمة لكنها “تحتاج إلى صبر نظراً لتعقيدات الأزمة اليمنية”، وذلك حسب تصريحات صحفية نشرتها وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ” أمس الثلاثاء. في غضون ذلك، تواصلت، أمس الثلاثاء، الفعاليات الاحتجاجية في عدد من المدن اليمنية للمطالبة بإنهاء حكم الرئيس علي عبدالله صالح، المستمر منذ حوالي 33 عاماً. ووقعت صدامات بين مؤيدي الرئيس صالح ومعارضين له كانوا يتظاهرون في مدينة ذمار وسط البلاد، ما أدى إلى إصابة ما لا يقل عن 10 أشخاص. وقالت مصادر صحفية إن مسلحين مؤيدين للرئيس اليمني “اعتدوا” على مسيرة كانت تهتف بسقوط النظام الحاكم، وسحب المبادرة الخليجية. كما هاجم المؤيدون مبنى تابعا لحزب “الإصلاح” الإسلامي، أكبر أحزاب المعارضة اليمنية، لكن مسؤولا محليا صرح بأن أتباع المعارضة أصابوا عددا من المواطنين بعد أن اعتدوا عليهم، حسب موقع وزارة الدفاع اليمنية. وقد تزامنت المسيرة الاحتجاجية مع مسيرة أخرى مؤيدة لما وصفته بـ”الشرعية الدستورية”، في إشارة إلى أحقية صالح باستكمال ولايته الرئاسية حتى سبتمبر 2013. وقالت وكالة “سبأ” إن المتظاهرين دانوا الأعمال الإرهابية التي تتبناها أحزاب “اللقاء المشترك” وتنظيم القاعدة والتي أودت بحياة عشرات الجنود من منتسبي القوات المسلحة والأمن”. وفي مدينة عدن الساحلية الجنوبية، أصيب محتجان على الأقل عندما فرقت قوات الأمن اليمنية مئات المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع العامة للتنديد بانقطاع التيار الكهربائي منذ ليل الاثنين الماضي. وقالت مصادر محلية وشهود عيان إن مئات المحتجين قاموا بقطع الطرق الرئيسية وإحراق الإطارات التالفة، احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي، مشيرة إلى أن قوات أمنية انتشرت بكثافة في شوارع مديريات عدن، لتفريق المتظاهرين. وأوضحت المصادر أن أبرز المواجهات بين الأمن والمحتجين كانت في مديرية المعلا، مشيرة إلى أنها تزامنت مع محاولة “متشددين” اقتحام منتجع سياسي بالمديرية. وقد أفاد شهود في تلك المنطقة بسماع دوي إطلاق نار كثيف بعد أقل من ساعة على انقطاع التيار الكهربائي، عن مدينة عدن والعاصمة صنعاء ومدن يمنية أخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©