الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«التلي» نسيج من الخيوط يروي قصصاً من الماضي

«التلي» نسيج من الخيوط يروي قصصاً من الماضي
15 مايو 2012
هناء الحمادي(الشارقة) - «التلي» مهنة توارثت من الجدات إلى الأمهات، يمارسنها في البيوت، لم يكن لها سوق أو محل للترويج، وتتكون أدواتها من خيوط وشرائط ملونة، أما القاعدة التي تنسج عليها فهي الكاجوجة، وصناعة التلي تنسج خيوطاً ملونة تروي قصصاً من الماضي. وأوضح باحث تراثي أن التلي شريط فضي مزركش يداعب أنامل جداتنا، اللاتي توارين خلف ذلك البرقع الذهبي، ليعملن على هذه الحرفة بصبر وهن يرددن أهازيج شعبية، أثناء قيامهن بحياكة التلي بدقة متناهية دون كلل أو ملل وعيونهن مفتوحة، تراقب حركة بكرات الخيوط الملونة لصناعة هذه الأشرطة، التي تستخدم في تزيين أكمام وياقات الأثواب النسائية. وعن هذه الحرفة تسترجع فاطمة حسين رحلتها في هذه المهنة التي ورثتها عن جدتها منذ أكثر من29عاما: رغم اندثار هذه الحرفة إلا إن هناك الكثير من الأمهات مازلن يعملن في هذه المهنة، خاصة في المهرجانات التراثية والفعاليات التي تتحدث عن الحرفة القديمة، التي تعد من الأشغال النسوية المهمة التي لا غنى عنها في تزيين الملابس، وتستخدم في صناعتها ست بكرات من الخيوط«الهدوب»الملونة حسب الرغبة، تجمع أطرافها بعقدة مشتركة تثبّت بإبرة صغيرة على«مخدة الكاجوجة»، التي يثبت عليها كذلك طرف بكرة من خوص التلي. وأكدت فاطمة حسن أن رحلة صناعة التلي كانت تستغرق من 2 إلى 6 أشهر، حيث تنشغل النساء في العمل إلى حين عودة أزواجهن من رحلات الغوص والتجارة التي تستغرق المدة الزمنية نفسها تقريباً. وأشارت إلى أنه يطلق على أداة نسج التلي«الكاجوجة»، وهي عبارة عن وسادة مستندة على قاعدة معدنية على شكل قمعين ملتصقين من الرأس وبها حلقتين على القاعدة العلوية، لتثبيت وسادة تلف عليها الخيوط اللامعة للقيام بعملية التطريز. عملية النسيج وتبدأ رحلة النسيج كما تقول فاطمة حسن بالسفّ، وهي طريقة دقيقة تبرز مهارة صاحبتها في إنتاج شريط التلي، الذي قد يزيد طوله عن ثلاثين باعاً، ليكون جاهزاً لتزيين أكمام الثوب ورقبته، موضحة أن شريط التلي يتكون من خيـــوط عدة ملــونة، إحداها من الخوص، وأخرى من الصوف الرفيع يتكون من ستة خيوط ملفوفة على دولاب مدور من الخشب، بينما التـّلـــي يتكون من ستة دواليب من الصوف وواحدة من خيوط الخوص، ليكون العمل في النهاية مشغولة مرتبة بشكل دقيق تتكون من الخوص والخيوط تُـشغل على الكاجوجــة. وأضافت: تجمّــع جميع الخيــوط الستة مع الخوصة بعقدة محكمة وتثبت على وسادة الكاجوجة بدبوس لإحكام ثبوته، مشيرة إلى طريقة توزيع دواليب الخيوط، بقولها، يكون على الجانب الأيمن دولابان ومثلهما على الأيسر، وفي الوسط، بالإضافة إلى دولاب الخوص يتم عمل التّــلي بطريقة تداول الخيوط على محور الوسط بطريقة معينة بحيث يتخلل الخوص خيوط الصوف بشكل هندسي مرتب وجميل، أشبه بخلية النحل. تعدد الأنواع للتلي أنواع كثيرة حسب حجم الخيط ونوع الزخرفة فيه، وأهم هذه الأنواع هي بحسب فاطمة حسن«بتول أبو فاتلة واحدة»، ويكون على كُم الثوب والبدلة الصغيرة، أما البدلة الكبيرة، فتستخدم بطريقة الصغيرة نفسها مع اختلاف بسيط، وعادة ما تكون البادلة بيضاء اللون، أو ملونة وتلوينها يتم بواسطة الخيط ذات اللونين الأحمر والأخضر، أما الأبيض فيكون فقط عند استخدام «الزري» الخوص الأبيض. ولصناعة التلي أدوات خاصة ، حيث توضح فاطمة حسن أن الكجوجة عبارة عن قمعين متعاكسين ملتصقين وتصنع من المعدن، ثم المخدة «الموسدة»وهي وسادة من القطن بيضاوية الشكل تلف عليها الخيوط لعمل التلي، و«الدحاري» وهي البكرة التي تلف عليها الخيوط المستخدمة في التلي ويتم صفها حسب نوع الثوب المراد صنعه، بالإضافة إلى «ابر» تثبيت التلي الموضوع دائريا على الموسدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©