مدريد (أ ف ب) - احتفالاً بمرور 100 عام على إنشائها، استضاف سوق “سان ميجيل” الشهير في مدريد، الذي تأسس في مطلع القرن العشرين، عرضا خارجا عن المألوف لأوركسترا فيينا النباتية وآلاتها الغريبة المصنوعة من الخضراوات. ومنذ ساعات الصباح الأولى وقبل فترة طويلة من الصعود إلى المسرح، بدأ العازفون أمس الأول في العمل على نحت الجزر والكرفس والقرع واليقطين، التي كانت كلها طازجة خرجت تواً من السوق.
وانتشرت في المكان الذي ستقام فيه الحفلة سلال زاخرة بالخضراوات الشهية وأدوات مثل المناشير والمثاقيب، ما جعل المكان يتحول إلى مشغل يعكف فيه العازفون على صنع آلاتهم.
وقال أولريخ ترويير أحد العازفين في الأوركسترا التي تضم نحو 10 أعضاء إن “التحدي يكمن في الوصول إلى مكان ما والعمل بما يتوافر لنا.. باذنجان الفيلبين مختلف كثيرا من باذنجان إسبانيا.. لكن أظن أنه أينما وجدنا فنحن قادرون على صنع آلات”. وأضاف “علينا أن نتحقق من المنتجات المتوافرة في كل منطقة بحسب الموسم لكن بشكل عام لا نواجه أي مشكلة”. ويفرغ العازفون الكرفس لتحويله إلى آلة إيقاعية أو يثقبون اللفت ويضمونه إلى الفليفلة للحصول على صوت مشابه لبوق بانبوبين. لكن نجم الحفل كان الجزر الذي يثقب في وسطه مع إضافة بعض الثقوب الصغيرة على جانبيه.. ويمكن تحويله إلى ناي أو فم لآلة نفخ. وأكد ترويير “بشكل عام لا نحب صنع آلات عادية مع أننا نستخدم الجزر لصنع الناي. فنحن نفضل استحداث آلات جديدة”.
وقالت ساندرا فالكينهوفر مديرة الفرقة “نحن نحب أن نستشكف تنوع أصوات الخضراوات”. وقالت مازحة “بعض فرق الأوركسترا تقرر أداء مقطوعة إضافية في ختام الحفلة، أما نحن فنقدم الخضراوات والحساء”. واعتلى العازفون المسرح للتدرب على الحفل وأداء عزف لمقطوعاتهم مع الجزر الذي تحول إلى ناي واليقطين الذي أصبح آلة إيقاعية.
ومنذ تأسيسها في عام 1998، ألفت الأوركسترا النباتية مقطوعات تنوعت بين الموسيقى العصرية والجاز والموسيقى الإلكترونية أيضاً! وأقامت الأوركسترا النباتية حفلات في مدن كبيرة في العالم من بينها باريس وهونج كونج وموسكو وإسطنبول ولندن وسنغافورة وبيروت.
عدد اليوم
