الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«القوة الثلاثية» تنعش «العنابي» وتثبت خطأ حسابات ميتسو

«القوة الثلاثية» تنعش «العنابي» وتثبت خطأ حسابات ميتسو
13 يناير 2011 23:46
مع بداية الجولة الثانية تصبح الصورة أكثر وضوحاً، مما كانت عليه في الجولة الأولى، ويمكن الاقتراب أكثر من أداء الفرق، والتعرف أكثر على مواطن القوة والضعف فيها، وأيضاً مكامن الخطورة والخلل، وذلك من خلال التعرف على جوانب أخرى، في كل فريق، خاصة أن الجولة الأولى في كل البطولات تكون حافلة بالمفاجآت. ومع خبير “الاتحاد” الفني فييرا مدرب المنتخب العراقي السابق، الذي أحرز معه لقب آخر بطولة آسيوية، سوف نستعرض اليوم مباراتي المجموعة الأولى في الجولة والثانية، وهما أوزبكستان مع الكويت، قطر مع الصين، وسوف نترك المجال كاملاً له للحديث عن المباراتين فماذا يقول: بداية لا أعلم لماذا تأخر ميتسو في الدفع بالأوراق الثلاث الجدد، التي دفع بها منذ بداية مباراة الصين، ولم يلعب بها في مباراة أوزبكستان، ما دام يملك لاعبين بمستوى، يوسف أحمد بطل المباراة الأول، الذي سجل الهدفين وفعل المستحيل بالكرة دفاعاً وهجوماً، ومحمد السيد جدو الذي كانت له الكلمة العليا في الجبهة اليمنى، فأحبط بناء الهجمات الصينية، قبل أن تبدأ، وكان مصدراً للخطورة الدائمة، على لاعبي “التنين”، وكاساني الذي أضاف قوة جديدة للجبهة اليمنى الخلفية، وقام بدورين أحدهما الأساسي، وهو دعم الدفاع، والثاني إضافي، وهو مساندة الهجوم، إذا كان ميتسو يملك مثل هذه الأوراق، ولم يدفع بها في المباراة الأولى، فهو المسؤول عن الخسارة الأولى. وعن سر التحول في الفريق القطري بين المباراة الأولى، والمباراة الثانية أقول إن “العنابي” كان يعتمد على فابيو وحسين ياسر، ومعهم سباستيان سوريا، وجار الله المري، في الوسط والهجوم، وكلهم لا يؤدون الدور الدفاعي، فتركوا المساحات أمام الفريق الأوزبكي الذي يملك خبرة الاستفادة من أخطاء المنافسين. أما في لقاء الصين فإن الأمر كان مختلفاً تماماً، فيوسف أحمد يدافع ويهاجم، وسوريا يرهق المدافعين الصينيين، ولا يترك لهم المجال بسهولة، ومحمد سيد جدو يضغط من الجبهة اليمنى، ويوقعوهم في الأخطاء، وكاساني يدعم لاعبي الوسط، في الضغط من الأمام، على الفريق الصيني، وبالتالي لم تكن أمام لاعبو “التنين” الفرص للعب من الأصل، من بداية اللقاء، وحتى نهايته، فالصين لم يلعب على مسؤوليتي في هذا اللقاء، ولم تتح له فرصة للتنفس أو الحركة، نتيجة للضغط، والإصرار، والانضباط الدفاعي والهجومي في “العنابي”، وهو الأمر الذي لم يكن متوفراً في المباراة الأولى. النقطة الثانية في تلك المباراة، تتعلق بالفريق الصيني، الذي لم يكن موجوداً في اللقاء، بعكس مباراته الأولى مع الكويت، فقد كان اللاعبون يمشون في الملعب، ولا يجرون، وغابت السرعة التي كانوا يتميزون بها، وغاب الانضباط التكتيكي، وأغلب الظن أن هذا ناتج عن خلل في الإعداد البدني للفريق، بمعنى أن الفريق وضع كل جهدهم في المباراة الأولى، وظهر عليه الإجهاد بوضوح في المباراة الثانية. الأمر الثالث أن الفريق القطري، لم يستثمر الأخطاء الكارثية، التي وقع فيها المدرب الصيني، والتي تمثلت في الدفع بـ5 لاعبين جدد في التشكيلة الأساسية، لم يشاركوا في المباراة الأولى، وهم الحارس رينج زينج، ويو تاو لاعب الوسط، والطرفين يانج هو، وزهو هاي، دون سابق إنذار، وبلا مبرر على الرغم أنه كان فائزاً في اللقاء الأول، وهو الأمر الذي أدى إلى إفقاد الفريق توازنه، كما أن توقيتات تغييراته، كانت غير مناسبة، لأنها كانت انفعالية، وهو الأمر الذي تسبب في وقوعه في المحظور، عندما أصيب لاعبه إرهاي بينج في آخر 25 دقيقة، وخرج ولم يتمكن من إكمال المباراة، بعد أن كان الفريق قد استنفذ كل تغييراته، إنها مخاطرة كبيرة من المدرب أسقطته في المحظور. دور سباستيان أما عن الخطة التي لعب بها الفريق القطري، فقد بدأت بـ “4 - 2 - 3 - 1”. ثم تحولت إلى “4 - 4 - 2 “ التقليدية، بعد أن تمكن “العنابي” من إفساد كل مخططات “التنين”، وسيطر على مجريات اللقاء، وأنا أعيب على “القطري”، إنه لم يستغل النقص العددي الصيني، ويضاعف النتيجة، لأن الأهداف قد تكون سبباً في حسم التأهل بتلك المجموعة، وأختلف مع من يقول إن سباستيان سوريا في قطر، لم يكن له تأثير إيجابي للفريق، لأنه أهدر الكثير من الفرص السهلة، لأن المهاجم القادر على صناعة الفرص، والتمركز بشكل جيد يبقى مهاجماً جيداً، وسباستيان سوريا قام بأدوار مهمة كثيرة في هذا اللقاء، أهمها أنه أوقف 3 لاعبين من الفريق الصيني بجانبه باستمرار في الخلف، وكان يضغط عليهم في محاولات بناء الهجمات. فريق بلا هوية وبخصوص الفريق الصيني فإنني أرى أنه حاول أن يلعب بطريقة “4 - 4 - 2”، ولكنه كان بلا هوية إلى الدرجة التي تجعل من الصعب علينا، بعد أن تابعنا المباراة عدة مرات، أن نحدد الطريقة التي لعب بها الفريق، وكل ما يمكن قوله إن أداء الصيني في هذه المباراة، كان الأقرب من بين كل الفرق الأخرى للكرة الهندية، في مواجهة أستراليا، وإن لاعبي الفريق كانوا بعيدين جداً، عن بعضهم البعض، ولاحظنا أن الكرة، وهي تصل للاعب الصيني كان يستقبلها، وكأنها كرة من اللهب، ويظل يبحث عن زميل حتى يتخلص منها فلا يجد في النهاية، وتضيع منه لتذهب إلى لاعبي “العنابي” الذين كانوا أفضل في الأداء الجماعي، وفي التحول السريع من الدفاع للهجوم، وفي التمرير الطويل والمتوسط والقصير، وفي التسديد على المرمى، وفي الإصرار، والحماس واللياقة البدنية والانتشار، وكل شيء، باختصار الفريق القطري كان في يومه، وكل لاعبيه كانوا في أفضل حالة، لسبب واحد، وهو أن الخسارة بالنسبة، لهم تعنى الكارثة، فهم البلد المنظم، والخسارة ليست على جدول الأعمال بالنسبة لهم. الجندي المجهول أما عن أفضل لاعب في المباراة من وجهة نظري فإنه المفاجأة التي أخرها ميتسو، وهو يوسف أحمد الذي سجل الهدفين، وقدم فقرات فنية وتكتيكية جيدة، ويليه حامد إسماعيل الذي قام بدور مهم للغاية، في بناء الهجمات من الطرف الأيمن، وهو الذي اعتبره الجندي المجهول في اللقاء الذي قام بأدوار كبيرة، لم يشعر بها أحد، ثم نذكر الحارس قاسم برهان الذي أنقذ عدة كرات مهمة في بداية اللقاء، وكان الفشل فيها كفيلاً بتغيير سيناريو المباراة بالكامل. الإعداد النفسي وبعيداً عن تلك الأمور الفنية أقول إن الإعداد النفسي للاعبين، وهو الأمر الذي يقع على عاتق الإداريين في اتحاد الكرة، ومسؤولي الدولة المضيفة كان مهماً جداً في أن يخرج فريق مهزوم على أرضه من حالة الخسارة، ويوجد له الدوافع والحوافز، ويحرره من الضغوط التي كانت على عاتقه، وفي المقابل فإن الفريق الصيني ومدربه لم يُقدر ردة فعل القطري، عقب خسارته في المباراة الأولى، ولم يمنحه ما يستحق من اهتمام، واعتبر أن الفوز على الكويت كل البطولة، وأتوقع أنه لو لم يخرج من كبوته، فسوف يتعرض لخسارة قاسية من أوزبكستان في الجولة الثالثة. وأما القيمة الحقيقية في الفريق القطري، في هذه المباراة، تكمن في أن معظم اللاعبين صغار السن، ولكنهم ظهروا، وكأنهم أصحاب خبرة كبيرة، وذلك ناتج عن الانضباط الصارم في تنفيذ تعليمات المدرب الذي عاد من على سلم طائرة الرحيل من خلال هذا الفوز.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©