الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مشاركون يعتبرون حل قضية فلسطين حجر الأساس لأي حوار ناجح بين «الإسلام والغرب»

مشاركون يعتبرون حل قضية فلسطين حجر الأساس لأي حوار ناجح بين «الإسلام والغرب»
17 مايو 2011 23:40
أبوظبي (الاتحاد, وام)- أكد المشاركون في أعمال مؤتمر “ الإسلام والغرب ..حوار حضاري “ الذي اختتم أعماله أمس في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أن حل قضية فلسطين، واحترام الغرب للمسلمين والإسلام، واحترام عادات المجتمعات الإسلامية وتقاليدها وثقافتها، وعدم التعرض بسوء للمقدسات والرموز الإسلامية، هو حجر الأساس، والركيزة الأساسية لإجراء أي حوار ناجح بين الحضارة الإسلامية والحضارات الغربية. وتناولت الجلسة الثالثة للمؤتمر التي ترأسها بلال البدور الوكيل المساعد لشؤون الثقافة والفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع مسألة “تضييق الهوة بين العالم الإسلامي والغرب” . وأوضح البدور أنه كانت هناك تحديات كبيرة تقف في طريق إقامة حوار حضاري بين الحضارة الإسلامية والحضارات الغربية. لافتا إلى أن تلك التحديات كانت ترجع إلى أجندات معينة، بحيث يتغير مجرى الحوار بين الحين والآخر، بناء على تغير تلك الأجندات والمواقف. وقال إنه لكي يكون هناك حوار حضاري فاعل بين الشرق والغرب، لا بد من توافر مقومات عدة تساعد على إجراء هذا التحاور ومنها ضرورة وجود احترام متبادل بين طرفي الحوار الشرق والغرب، وأن يكون هناك تساو في النظرة للحوار أي لا ينظر أحد الطرفين إلى الآخر على أنه في درجة أقل منه، وإنما لا بد أن تكون تلك النظرة متساوية لإجراء حوار ناجح أيضاً يجب الإيمان بالتنوع الثقافي واحترام هذا التنوع بحيث لا يكون للعالم نسخة واحدة للثقافة يتم تداولها فالتنوع الثقافي هو الذي سيقودنا إلى الحوار. تأخر الحوار الجاد أشار الدكتور نادر هاشمي أستاذ مساعد في قسم شؤون الإسلام والشرق الأوسط في “كلية جوزيف كوربل للدراسات الدولية” في “جامعة دنفر” في الولايات المتحدة الأميركية في ورقته البحثية “السياسة الدولية وحوار الحضارات”، إلى أن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي يشكل حجر العثرة الرئيسي في تأخر حدوث الحوار الجاد بين الشرق والغرب. مبينا أن فلسطين هي القضية المركزية التي إذا ما تم حلها يمكن تقليل التوتر الكائن في علاقة الإسلام بالغرب. وأوضح هاشمي أنه لاحظ في كل المؤتمرات التي تعقد لمناقشة الحوار الحضاري بين الشرق والغرب أن المسلمين لديهم الرغبة في إجراء ذلك الحوار الحضاري القائم على الاحترام المتبادل، لكن بشروط أهمها النظر باحترام إلى المواطن المسلم وعدم ازدرائه وعدم التعرض بالإيذاء للمقدسات الإسلامية أو حرق القرآن الكريم، أو القيام بأي إساءة لرموز الإسلام، فضلاً عن إيجاد حل عادل وشامل لإنهاء ذلك الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. وأشار هاشمي إلى أن المسلمين لديهم مشكلات عدة مع بعض السياسات الخارجية للدول الغربية، الأمر الذي يزيد من كراهية العرب والمسلمين للغرب ومن ثم ارتفاع درجات التوتر بين الجانبين. وقال إن “ العرب لا يكرهون اليهود لمجرد أنهم يهود، إنما يكرهون السياسة الصهيونية تجاههم، خاصة ما يحدث يومياً في الأراضي الفلسطينية من قتل وأعمال عنف تجاه الفلسطينيين العزل، الأمر الذي يوجه انتقادات لاذعة ليس لإسرائيل وحدها، إنما لمن يساعدها على ذلك أيضا في الغرب ومن ثم يدفع ذلك إلى تباعد خطوات الحوار إلى درجة كبيرة، ويحطم جسور التواصل بين الشرق والغرب في مهدها قبل أن يقع أي حوار حقيقي وهادف بين الجانبين”. وطالب هاشمي بضرورة رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، لأن الفلسطينيين عانوا إجحافاً كبيراً على مر التاريخ، وذلك لكي يكون هناك أمل في بداية حوار جاد بين الإسلام والغرب، موضحاً أن توتر العلاقات بين الإسلام والغرب قد يمتد لسنوات أخرى طويلة إذا لم يتم حل القضية الفلسطينية. آليات ومنهج الحوار في ورقتها التي حملت عنوان “قراءة في آليات الحوار ومنهجه”، تحدثت الدكتورة داليا مجاهد المديرة التنفيذية لـ”مركز جالوب للدراسات الإسلامية” في دولة الإمارات العربية المتحدة، عن وضع الحوار الإسلامي الغربي، وما هي المنهجية التي يجب اتباعها لتحقيق ذلك الحوار على أسس سليمة. وأشارت الدكتورة مجاهد إلى أنه ينبغي وجود إيمان قوي وقناعة ذاتية بين طرفي الحوار، بأن ذلك الحوار سيدفع إلى تحسن العلاقات بين الإسلام والغرب. كما يجب الاعتراف أيضا بأن الصراع الإسلامي-الغربي غير حتمي، ولا بد أن تنجلي فكرة الصراع بالأساس وتتحول إلى كلمة بديلة تسمى “التعاون”، ويتطلب ذلك أن يقوم كل طرف بتقدير ثقافة الطرف الآخر، وعدم المساس بها أو التعدي عليها. ولفتت مجاهد النظر إلى أن هناك دراسات إحصائية نتجت عن استبانات واستطلاعات للرأي العام، جرت في 55 بلداً في العالم وغطت ملياراً ونصف المليار شخص، بينت أن مفهوم الحوار يجب تفعيله بشكل كبير جداً بين العالم الإسلامي والغرب، لأن نتائج الاستطلاعات كانت خطرة، حيث كشفت النتائج عن أنه لم يحدث هناك تغيير جذري في علاقة المسلمين بالغرب حتى الآن. وأضافت أنه حتى الرؤية التي قالت إن مجيء الرئيس أوباما إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة الأميركية غيرت نظرة الشرق عن الغرب أو العكس لم تكن بالفاعلية المطلوبة، حيث استمرت علاقة التوتر قائمة كما هي بين الشرق والغرب. إلا أنها أوضحت أن منطقة الشرق الأوسط تحديداً تسعى بشكل جيد إلى إقامة حوار هادف وبناء مع الغرب، خاصة في عهد أوباما الذي سعى إلى إجراء ذلك الحوار منذ عامين. وذكرت مجاهد أن الصراع قد يحمل شقين في نفوس الشعوب أولهما سياسي والآخر ديني، وأنه لو تم النظر إلى الصراع من شق سياسي فيمكن حله عن طريق الوصول إلى حل لتلك المشكلات السياسية، أما لو تم النظر إلى الصراع على أنه صراع ديني، ففي تلك الحالة يصعب الوصول إلى حوار إنما ستستمر فكرة الصراع. مبينة أن الذين يودون الانخراط في الحوار هم من يأخذون النزاع من الجانب السياسي، أما الذين لا يريدون الانخراط في الحوار، فينظرون إلى النزاع على أنه متجذر في الدين. وقالت إن 72 في المائة من المسلمين يرون أنه إذا تم عدم تدنيس المقدسات الإسلامية وعدم حرق القرآن الكريم من قبل الغرب، فإن هذا سيكون شيئاً جيداً لإمكانية عودة الحوار بين الإسلام والغرب. آليات بناء الثقة ناقشت الجلسة الرابعة والختامية للمؤتمر، والتي ترأسها الدكتور جاسم محمد الخلوفي مدير “إدارة البحوث والدراسات الاستراتيجية في ديوان سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان” موضوع “آليات بناء الثقة: المضي نحو التعايش”، حيث تطرقت الدكتورة رايم سبيلهاوس زميل أبحاث في “مركز الفكر الإسلامي-الأوروبي” في “جامعة كوبنهاجن” في مملكة الدنمارك، في ورقتها البحثية إلى دور المرأة في التغيير داخل المجتمع المدني، وبحثت في كيفية معالجة المجتمع المدني من منظور المرأة المسلمة في أوروبا. وبينت سبيلهاوس أن الأقليات دائماً ما تواجه ضعف الاعتراف والتهميش لفترات طويلة، الأمر الذي يتطلب إحداث تغيير لتمكين تلك الأقليات من لعب دور في تلك المجتمعات. لافتة إلى أنه بالرغم من أن معظم التغييرات الحادثة في المجتمع الغربي سلبية في تأثيرها في حياة هؤلاء الناس المشكلين للأقليات سواء في النواحي الاقتصادية أو البيئية أو حتى في التغييرات الاجتماعية، إلا أنها قد تنطوي على بعض التغييرات الإيجابية التي تدعم دور المرأة في المجتمع بالأساس. من جانبه استعرض الدكتور عبدالعزيز حميد الجبوري خبير “المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة” أيسيسكو” في المكتب الإقليمي بالشارقة آفاق التعايش بين الحضارة الإسلامية والحضارات الغربية وإشكالياتها وأطر ذلك التعايش. مبينا أن التعايش مبدأ حضاري لا بد من أن ينسجم مع التطورات العلمية التي تشهدها البشرية في المجالات التقنية والتكنولوجية، وأن الحوار المبني على توافر النية الصادقة والاعتراف بالآخر وتعزيز القواسم الإنسانية المشتركة شرط أساسي من شروط التعايش بين الأمم والشعوب. وتناول كل من السفير فيليب سي. ويلكوكس رئيس “مؤسسة السلام في الشرق الأوسط” في الولايات المتحدة الأميركية، والسفيرة مارسيل وهبة مستشار أول لدول “مجلس التعاون” في شركة “باين بريدج” في نيويورك عضو المجلس الاستشاري في “كلية السياسة والشؤون الدولية” في جامعة مين بالولايات المتحدة، سيناريوهات التعايش بين الإسلام والغرب، في ظل مقتل زعيم تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن وإمكانية انحسار خطر التنظيم، وأثر ذلك في بناء حوار حضاري فاعل ذي أرضية صلبة بين الحضارة الإسلامية وحضارات الغرب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©