الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خطبة الجمعة: وثيقة المدينة المنورة أرست قواعد التعايش بين المسلمين وغيرهم

خطبة الجمعة: وثيقة المدينة المنورة أرست قواعد التعايش بين المسلمين وغيرهم
30 سبتمبر 2016 17:47
تناولت خطبة صلاة الجمعة اليوم الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة وتركزت على العبر والدروس التي يجب على المسلم تعلمها من ذلك الحدث الذي غير مجرى التاريخ. بدأت الخُطبَة بالدعاء «نسأل الله تبارك وتعالى أن يعيده بالخير والبركات على دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة، وشعبها الكريم مواطنين ومقيمين، وأن يجعله عام سلام واستقرار، وسعادة وازدهار للمسلمين والناس أجمعين». وذكرت الخُطبَة أن سبب الهجرة هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما بدأ الدعوة «حالت قريش بينه وبين أداء رسالته»، فما كان منه إلا أن «هاجر إلى المدينة، ليقيم حضارة إنسانية، تنشر المحبة والسلام، وتنشد السعادة بين جميع الأنام. وفي المدينة المنورة، أصلح رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المتخاصمين، وأرسى قواعد التلاحم والوئام بين الأنصار والمهاجرين». ولم يقتصر التلاحم والوئام على المسلمين حيث كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم وثيقة تاريخية للتعايش بين المسلمين وغيرهم، تحفظ الحقوق، وتقرر الواجبات، وتصون الحريات. ونصت الوثيقة على أن: (كل ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو خلاف، فإن أمره إلى الله وإلى محمد النبي). فكانت بنودها الأولى تقرر إقامة العدل بين الناس، والتقاضي بالقسط، وهو الأصل الذي قامت عليه الشرائع والأديان والحضارات، وأمر الله تعالى به في القرآن فقال: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان). كما نصت وثيقة المدينة المنورة على نصرة المظلوم، فجاء فيها: «(وأن المؤمنين والمتقين على من بغى منهم، أو ابتغى كبيرة ظلم أو إثم أو عدوان، أو فساد بين المؤمنين، وأن أيديهم عليهم جميعهم، ولو كان ولد أحدهم). كما جاء فيها (وأن النصر للمظلوم) وذلك لجميع الناس في المدينة، فإن وقع ظلم أو بغي من أحد على آخر فإنه ينتصر للمظلوم، ويسترد الحق من الظالم». وقد أرست وثيقة المدينة قواعد التعايش بين المسلمين وغيرهم، ونصت على: (وأن بينهم -أي: المسلمين وغيرهم من سكان المدينة- النصح والنصيحة، وأن البر دون الإثم) و(لليهود دينهم، وللمسلمين دينهم) فرسخت الوثيقة مفهوم التسامح الديني، وحرية الاعتقاد، وقضت على مبدإ التعصب وإكراه الناس على الدين. قال تعالى: (لا إكراه في الدين). وقال عز وجل: (لكم دينكم ولي دين). فأقرت بذلك السلام والوئام بدلاً من الخصومة والصدام». كما جاء في الخُطبَة أن الوثيقة «أكدت مبدأ البر بغير المسلمين في مواضع عدة منها، وهو ما قرره القرآن الكريم في قوله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين). فما أجمل دين الإسلام، الذي جاء لينشر في الأرض السلام، والبر والإحسان، والرحمة والوئام». ومضت الخُطبَة «لقد قرر النبي صلى الله عليه وسلم في وثيقة المدينة» حقوق المواطنة، فمن حق كافة فئات المجتمع على اختلاف أعراقها وألسنتها ومعتقداتها أن تنعم بالاستقرار والحرية، وتأمن على الدين والنفس والمال والعرض، دون تمييز على أساس ديني أو عرقي، فكان مما جاء في الوثيقة النبوية: (وأنه من خرج آمن، ومن قعد بالمدينة آمن). وذكّرت الخُطبَة بما قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة لتحقيق الوئام والتعايش السلمي حتى باتت «رمز الوئام، ومهد السلام، وأنموذجا راقيا للتعايش المجتمعي، والتناغم الثقافي. فقد تأسست الدولة على قواعد من المبادئ الإنسانية الراسخة، والقيم الوطنية الأصيلة، المنبعثة من فهم صحيح لمقاصد الشريعة السمحة. وقد أصدرت قانون مكافحة التمييز والكراهية، حماية للتسامح، وليكون تطبيقا عمليا لمبدأ التعايش والتمازج المجتمعي، وليتعاون أفراد المجتمع على اختلاف ثقافاتهم ومعتقداتهم على البناء الحضاري في كنف القيادة الرشيدة. فتبوأت الدولة المباركة مراتب متقدمة في مؤشرات السلام العالمي، والتقدم العلمي والعملي، والعلاقات الدولية المتميزة». وختمت الخُطبَة بالدعاء والتضرع إلى الله أن يوفق رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد، وأن يديم عليه موفور الصحة والعافية، وأن يجعله في حفظه وعنايته، ويوفق نائبه وولي عهده الأمين لما يحبه ويرضاه، ويؤيد إخوانه حكام الإمارات. وأن يغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، وأن يرحم الشيخ زايد، والشيخ مكتوم، وشيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمته، وأن يدخل في عفوه وغفرانه ورحمته المسلمين أجمعين. كما دعت الخُطبَة بالرحمة لشهداء الوطن وقوات التحالف الأبرار الذين تحالفوا على رد الحق إلى أصحابه في اليمن وبحفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يدوم عليها الأمن والأمان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©