السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«فوضى» تسيطر على «قطار الإعلام» وتعيد للأذهان أهمية «التقليدي»

«فوضى» تسيطر على «قطار الإعلام» وتعيد للأذهان أهمية «التقليدي»
14 مايو 2013 23:53
دينا جوني (دبي)- اتّفق مشاركون في جلسات منتدى الإعلام العربي على أن المضمون هو كلمة السرّ في التفوق بالعمل الإعلامي، بغضّ النظر عن كون الوسيلة الإعلامية مطبوعة أو إلكترونية. ولاحظ مشاركون تحوّل بعض المؤسسات إلى الإعلام الإلكتروني، فيما هجر قرّاء صحفاً ومجلات ورقية، واستعاضوا عنها بما يسمى بالإعلام الرقمي. في هذه الأثناء، لا تزال لرائحة الورق والحبر وقعها النفّاذ في نفوس قراء، رغم ما تلقاه من الثورة الرقمية الجارفة. وشبّه إعلاميون المشهد الإعلامي اليوم بقطار سريع، يجبر الجميع على ركوبه أو النزول منه، دون أن يعلموا إلى أين يتجه، أو إلامَ ينتهي. وعلى العكس، رأى البعض ضرورة التكامل بين ما يسمى بالإعلام التقليدي من جهة، والإعلام الرقمي والجماهيري من جهة أخرى ، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك، حينما أكدوا أن هذا التكامل قائم على معطيات حية، تؤكد أن مفهوم التنافس وموت وسيلة دون أخرى وفق ما هو متداول حالياً ليس إلا تبسيط للحالة الإعلامية المعقدة. وناقش آخرون فوضى المضمون في الإعلام الجماهيري التي خلقت العديد من المشاكل. وأشاروا إلى شائعة تفجير البيت الأبيض التي تناقلها البعض على “تويتر” قبل فترة، وأدت إلى اهتزاز أسواق المال في الولايات المتحدة، إضافة إلى رصد النعرات الطائفية في دول عربية من خلال وسائل التواصل الجماهيري. واعتبر البعض أن هذه الفوضى غالباً ما تعيد التأكيد على أهمية الإعلام التقليدي “المراقب والمضبوط”، على حدّ وصفهم. وصفة النجاح وقدم سمير حصني المعروف باسم “سيد المجلات” أبعاداً أخرى تجمع الرومانسية بالواقعية في صناعة المجلات بشكل خاص، والإعلام المطبوع بشكل عام. ويملك حصني الذي يعمل استاذاً في الصحافة بكلية ميك للصحافة والإعلام الجديد ومؤسس ومدير مركز الابتكار في المجلات بجامعة مسيسيبي والرئيس والمدير التنفيذي لشركة magazine consulting and research بالولايات المتحدة، 28 ألف عدد أول لمجلات متنوعة صادرة منذ العام 1970، إضافة إلى أعداد أخرى تعود إلى بداية القرن العشرين، وهو اليوم يشرف على إنتاج مئات المجلات الجديدة سنوياً في السوق الأميركية. وأوضح حصني الذي بدأ عشقه لصناعة المجلات منذ العام 1960 حين اشترى وصديقه أول مجلة سوبرمان صادرة باللغة العربية في لبنان، أن النقاش الحالي الدائر عن اندثار الإعلام المطبوع، تدحضه الكثير من الأمثلة الموجودة في الميدان الإعلامي اليوم وقبل سنوات. وقال “ إنه في العام 1980، وخلال تحضيره رسالة الدكتوراه، أخبره أستاذه أنه يضيع وقته لأن المطبوعة الورقية زائلة لا محالة. في ذاك الوقت، كان عدد المجلات في السوق الأميركية لا يتعدى ألفي مجلة، فيما يؤكد أنه وصل اليوم إلى 10 آلاف مجلة. وعن الوصفة التي تجعل إنتاج المجلات في العالم صناعة قائمة وصامدة في وجه التغيرات، أشار حصني إلى أن التخصصية في الإعلام هي الحل، “فالجماهيرية التي كان يخاطبها الإعلام في السابق لم تعد موجودة، ليحل مكانها مجموعات متنوعة من الأفراد التي يجب على الناشر التوجه لها فقط في مضمون وسيلته الإعلامية”. اتجاهات جديدة أما بالنسبة للاتهامات الموجّهة إلى وسائل الإعلام الجديد، واتهامها بعدم الدقة من خلال انتشار “صحافة المواطَنة” عبر استخدام الهواتف النقالة التي يحملها الأفراد في مختلف بلدان العالم، فذكرت مها أبو العينين مديرة الاتصالات والعلاقات العامة في جوجل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن صحيفة العافينغتون بوست على سبيل المثال أطلقت قناة تلفزيونية مباشرة. علماً أن مكاتبها التي تضم أكثر من 400 إعلامي، لا تتضمن أي كاميرا أو استديو تصوير؛ لأن اتكالها الوحيد في توفير المضمون هو على الأفراد والتقنيات الذكية، التي يعمل موظفوها في المكتب على التدقيق فيها. ولفتت إلى أن هذا أبرز دليل على التوجهات الحديثة في الإعلام والتي تأخذ منحى أكثر جدية ومهنية. من ناحية ثانية، اعتبر حصني أن ترك الإعلام المطبوع والتوجّه إلى الرقمي للتمكن من الصمود في الساحة الإعلامية ليس إلا وهماً. وقال إنه في دراسة أنجزها العام الماضي، تبين أن جميع المجلات المطبوعة التي استغنت عن الإنتاج الورقي واتجهت إلى الرقمي منذ عام 2006 ولغاية 2012 لم تتمكن أي واحدة بعد مرور 18 شهراً من الصمود. واعتبر ذلك تأكيداً على أن المشكلة ليست في الطباعة على الورق، وإنما في المضمون غير المدروس الذي تقدمه تلك المجلات. من جانبها، أشارت الإعلامية زينة صوفان إلى أن سيطرة الفكر التقليدي على عمل عدد من المؤسسات الإعلامية تزيد من تعقيد أوضاعها وتفقدها القدرة على تحديد جمهورها والتعرف على اهتماماته المتزايدة من خلال السيل العارم من المعلومات التي توفرها شبكة الإنترنت، فيما ارتبطت هذه العوامل بقدرة المؤسسة على البقاء والاستمرار. الحرية والرقابة من جهة أخرى، نفت نقيبة الصحفيين التونسيين نجيبة الحمروني إمكانية تصنيف كل ما يوجد على الإنترنت تحت مظلة الإعلام الإلكتروني. ولفتت إلى أن الإعلام الحقيقي يحتاج إلى جهد ميداني استقصائي قبل نشر المعلومة، في حين يمثل ما ينشر عبر الوسائل الإلكترونية عند مجرد الرأي أو المعلومة غير الدقيقة. وأكد الكاتب والإعلامي الكويتي محمد الرميحي على حرية الإعلام الإلكتروني وعدم المساس به، وإبعاده عن القوانين الصارمة، مشيراً إلى أن الأمم لا تتقدم من دون حريات، وذلك على الرغم من السلبيات التي يعاني منها الإعلام الإلكتروني، من إساءات وأعمال خداع. واعتبر نديم اللاذقي رئيس تحرير صحيفة “الدايلي ستار” أن فشل وسائل الإعلام التقليدي وتراجع ثقة الجمهور بها، ساهم في انتشار ورواج الإعلام الإلكتروني كإعلام بديل. «فوربس» تستثمر في الطبعة الورقية استحضر سمير حصني رأي راندل لاين محرر مجلة “فوربس” الدولية التي تقترب من عامها المئة والذي أجرى معه مقابلة منشورة على مدونته الخاصة، للحديث عن كيف تفكر المجلات العالمية في هذا العصر الرقمي. إذ قال لاين: “نحن نحب الأجهزة اللوحية ولا نخاف منها، استثمرنا في العام 2013 في المجلة الورقية تعزيزاً للخبرة الحسية لدى القارئ من خلال منحه متعة تصفّح صور عالية الجودة مطبوعة على ورق لماع فاخر”. وتابع :إن فوربس تهتم أيضاً بالنسخة الإلكترونية للمجلة على الآيباد والآيفون، من خلال تقديم مضمون قد لا يتطابق مع النسخة الورقية ولكنه يتناسب مع التجربة الإلكترونية”. واعتبر أن أهمية تجربة المجلة الورقية يعززها الانفتاح الرقمي على كم هائل من المعلومات المنتشرة على الإنترنت. ففي مقابل النوعية المتواضعة من المعلومات التي يحصل عليها القارئ عبر الشبكة العنكبوتية، هناك منتج متكامل مكتوب شكلاً ومضموناً، ومنقّح وموزع بمهارة ملفتة، يمثل ثقل المجلة وقيمتها كتجربة بحدّ ذاتها ما يزال مرغوباً بها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©