دينا جوني (دبي) - أعلن الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أنه قريباً سيتم إطلاق قناة تابعة للأزهر، لتكون منارة وسط الفوضى الإعلامية لنشر صورة الإسلام المعتدل، وتفنيد فوضى الفتاوى والإشكاليات التي تدور حولها. وقال خلال مؤتمر صحفي على هامش منتدى الإعلام العربي أمس، إن الأزهر لا يتبنى أي حزب أو فريق سياسي، لافتاً إلى أن السياسة تتغير وتتبدل باستمرار، والأزهر باق فوق تلك الاتجاهات السياسية من خلال تمسكه بالدور الوطني الجامع. واعتبر أنه بالنظر إلى السياق التاريخي، فإن تدخل الأزهر في السياسة في فترة من الفترات أدت إلى تلاشيه وزواله، مؤكداً أن جر الأزهر إلى السياسة ليس إلا مجرد فقاعة. وبالرغم من الصوت المعتدل الذي حاول الشيخ الطيب ترسيخه خلال المؤتمر، إلا أن عدداً من الأصوات الحاضرة قد عبرت عن غضب عارم تجاه ما يحصل في بعض الفضائيات الدينية التي تتعرض للصحابة. وأوضح الشيخ الطيب أن قناة الأزهر ستقوم بدور فكري وثقافي وعلمي في تصحيح المسار الذي تتبناه قنوات أخرى لمذهب يتبعه إخوة لنا في الدين والقبلة.
وقال إن القناة ستكون في الوقت نفسه صوتاً مضاداً يحمل المواجهة الفكرية ناصية له لوقف عملية نشر مذهب على حساب مذهب آخر التي نقف ضدها، كون المواجهة الفكرية هي الأمر الوحيد الذي نملكه ونراهن عليه.
وأضاف الطيب أن تابعي المذهب الآخر قد يكونون منساقين لجهلهم ربما بالسياق التاريخي للأحداث الدينية، التي سنسعى لتصحيحها من خلال القناة؛ سعياً منا للالتقاء مع المذاهب الأخرى.
وبالنسبة للتنظيمات التي تحارب في سوريا باسم الدين والجهاد، لفت الطيب إلى أنه معروف أن هناك مؤامرات كبيرة حقيقية تحاك على العالم الإسلامي بهدف تفتيته وتشتيته. وقال إن الجهاد أصبح ما يشبه الطعم الذي تبتلعه بعض التنظيمات. وقال إنه من الضروري إيجاد حلول سريعة للوصول إلى الأماكن المتوترة في العالم العربي وتدارك ما يمكن تداركه. وأخيراً، لفت الطيب إلى أن هناك قواسم مشتركة تجمع بين مصر والعراق وإيران هي أنها جميعها دول إسلامية، معتبراً أنها يجب أن تكون متوافقة على أساس حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون بعضهم البعض سواء من ناحية السياسة أو المذهب أو الفكر. وأكد أن هذا فعلاً ما نريده في علاقات الدول العربية والإسلامية، ولا مجال أمامنا إلا التوحد والتضامن؛ لأنه السبيل الوحيد الذي يقوينا أمام العدو المشترك.
عدد اليوم
