الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مشاركون يبحثون تأثيرات «عواصف» الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي على وجود الفضائيات التقليدية

مشاركون يبحثون تأثيرات «عواصف» الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي على وجود الفضائيات التقليدية
17 مايو 2011 23:29
دينا جوني (دبي) – فرضت الثورات وأدواتها الإعلامية الحديثة، نفسها على ورش العمل والجلسات الصباحية خلال الدورة العاشرة لمنتدى الإعلام العربي، فبدت المحاور والنقاشات والأسئلة متشابهة ولم تتمكن من مجاراة “عواصف التغيير” التي حلّت في العالم العربي خلال الفترة السابقة، فبقيت تدور في فلك واحد: الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي ومنافستها للإعلام التلفزيوني الفضائي الذي عرّف عنه خلال الجلسات بـ”التقليدي”. أما السؤال المشترك الذي تكرر في مختلف الجلسات فهو مصير الإعلام التلفزيوني أمام عواصف الإعلام الجديد؟. قلب المعادلة الإعلامية يتم تسجيل مليون مستخدم و150 ألف مشاهدة يومياً لموقع “يوتيوب” من المنطقة العربية، وتعتبر المواضيع السياسية والإخبارية هي الأكثر جاذبية من حيث الاستهلاك، كما تعد السعودية والإمارات والكويت من أكثر الدول على مستوى العالم استهلاكاً لمقاطع الفيديو. أما خلال الأسبوع الأول من شهر فبراير، فقد انضم مليون مشترك إلى موقع فيس بوك في مصر. وخلال الثورة التونسية، كان هنالك 2 مليون مشترك على الفيس بوك. وهذه الأرقام بالنسبة إلى وائل عتيلي من شبكة خرابيش تشير إلى أن هذه المواقع أصبحت مصدرا معلوماتيا مهما على مستوى جميع الشرائح الاجتماعية. وعليه تم التوجه نحو إعلام القرب وقدرة الفرد على صنع إعلامه، في مواجهة جدران من التحديات في وسائل الإعلام التقليدية، التي بنفسها فرضت على الشباب بناء صناعة إعلام على مواقع إلكترونية تتيح مساحة أكبر من الحرية. جاء ذلك خلال ورشة العمل الأولى “المحتوى الإعلامي العربي، أشد قرباً، وأكثر تفاعلاً” التي ناقشت التوجهات الجديدة لصناعة المحتوى الإعلامي من حيث بروز مفاهيم مثل إعلام القرب والإعلام الاجتماعي التي تشكل حالياً تهديداً لوسائل الإعلام التقليدية. وأدار الورشة سحر الميزاري الإعلامية في تلفزيون دبي، كما ضمت قائمة المتحدثين كلاً من جورجيو أنجانيا المدير التنفيذي للمبادرات الإعلامية في جامعة زايد، وروان الضامن منتجة ومخرجة برامج في قناة الجزيرة، وساجد العبدلي الكاتب في جريدة الجريدة الكويت، وفيصل عباس مدون في صحيفة ذي هافينجتون بوست، بالإضافة إلى عتيلي. وأشار عتيلي إلى أن الإنترنت “قلب المعادلة بالنسبة للقنوات الطبيعية التي يمر بها تدفق الأخبار. فبعد أن كان يتم في السابق التحقق من صحة الخبر ومن ثم نشره، فرضت الأدوات الجديدة نشر الخبر والصورة ومن ثم التحقق من صحتهما. كما كسرت هذه الأدوات قوانين صناعة الخبر وهرميتها، ليتحول الفرد من مستهلك للخبر إلى منتج له. بدوره، لفت العبدلي في كلمته إلى أنه على القنوات الإعلامية التقليدية استخدام أدوات مختلفة وعدم الاعتماد بعد الآن على ما كان يميزها سابقاً مثل الأسبقية في نشر الأخبار والحصرية في بثها، وذلك بعد أن تمكن المواطن من كسرها من خلال هاتف نقال ذكي. ودعا إلى ضرورة المزاوجة بين الإعلام التقليدي وميزات شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال إشراك الأفراد في وسائل الإعلام التقليدية وجعلهم جزءاً فاعلاً فيه، بهدف استعادتهم. وقالت الضامن إننا كإعلاميين كنا نتمنى أن يكون لدينا وكالة أخبار عربية، لكن اليوم، فإن كل فرد عبارة عن مراسل بحد ذاته. ولفتت إلى أن العوالم الإكترونية الخاصة التي نسجها السباب العربي، سوف تدفع المسؤولين من الآن وصاعداً إلى ملاحقة جذور المشكلة، مشيرة إلى أن مسألة إلهاء الشعوب وإغرائهم لم تعد تنفع من خلال حل المشاكل الثانوية مثل مشكلة نفايات خلف منزل أحد المواطنين على سبيل المثال عبر أثير الإذاعات الحكومية التي تضج بمثل هذا النوع من البرامج. ويكيليكس... والإعلام العربي نالت “ويكيليكس” اهتمام المشاركين والمتحدثين في الجلسة الثانية “نهاية عصر السرية”، التي شارك فيها كل من مات بوستروم من ابكو اون لاين بالولايات المتحدة، وحسني عبيدي مدير مركز الدراسات والأبحاث حول العالم والمتوسط وسيلفي كوفمان رئيسة تحرير صحيفة لوموند الفرنسية، وعمر نشابة كاتب ومسؤول قسم العدل في صحيفة الأخبار اللبنانية، وواين مادسين كاتب ومحلل من الولايات المتحدة الأميركية، وأدارها شفيق الغبرا كاتب وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت. وتحدثت كوفمان حول الشراكة التي قامت بين اللوموند وويكيلكس بشأن عدد من الوثائق، مشيرة الى انه تم الاتفاق مع ويكيلكس على حرية اللوموند في كيفية نشر الوثائق وانتقائها لما تراه مناسبا كي تنشره بعد التأكد منه، وعدم أخذ الأمور بشكل مسلم به، مشيرة إلى أن هذا يسمى الشفافية السؤولة الذي لم ينتج عنه ضرر بالأشخاص الذين تم النشر عنهم. وقالت إن الوثائق التي تحدثت عن مساجين جوانتنامو تم التوصل إلى الأشخاص الحقيقيين المتورطين بالفضيحة والتحقيق معهم ونشر الحقائق كاملة، ولم يتم الاكتفاء فقط بما قدمته ويكيلكس، مؤكدة في الوقت ذاته أن اللوموند نشرت 3000 برقية دبلوماسية من أصل 250 ألف برقية دبلوماسية توفر لها عبر ويكيليكس. وتحدث ماديسن حول الكشف عن الأخبار السرية والوثائق ووجوب التعامل معها بحذر. وتحدث بوستروم عن التحول في طريقة حصول الناس على المعلومات والأخبار، واتجاههم إلى الإنترنت والمواقع الاجتماعية، بعد أن كانوا يتلقون الأخبار والمعلومات من وسائل الإعلام التقليدية، منوها إلى أهمية تقصي صحة المعلومات الواردة. في الأردن المستقبل للإعلام البديل حملت ورشة العمل الثانية عنوان “الإعلام الأردني، مخاض ولادة أم عسر هضم” شارك فيها كل من باسم سكجها كاتب في صحيفة الدستور، ورمضان الرواشدة المدير العام لوكالة الأنباء الأردنية “بترا”، وسمير الحياري رئيس تحرير موقع “عمون” الإلكتروني، وعبد الهادي راجي المجالي كاتب بجريدة الرأي، وفهد الخيطان رئيس تحرير صحيفة العرب اليوم، وأدارتها الإعلامية نورا القواسمي من التلفزيون الأردني. وناقش المتحدثون كيف يقيم القائمون على الإعلام الأردني بيئة عملهم الحالية وأبرز التحديات القائمة، وما إذا كان الإعلام الأردني منغلق على نفسه وغارق في الشأن المحلي، ونوعية العلاقة بين الإعلام الرسمي والخاص، وما إذا كان الإعلام الأردني مقبل على مرحلة تغيير أم أنه يتحرك في سياق ردود الفعل المتأخرة على التحولات الإعلامية الإقليمية والعالمية، بالإضافة إلى مناقشة واقع المدينة الإعلامية الأردنية وتأثيرها على المشهد الإعلامي. وتحدث الرواشدة حول ضعف المزايا المقدمة للصحفيين في الأردن، مما يساهم في هجرتهم وبخاصة إلى دول الخليج للحصول على رواتب أفضل بالدرجة الأولى، مشيرا إلى أن الإعلام التقليدي يواجه تحديات عدة، مما دفع بعض المؤسسات إلى الخروج من مأزقها عبر وضع أخبار على موقعها الإلكتروني، أو تقديم خدمة الرسائل النصية القصيرة ذات المحتوى الإخباري المكثف. وقال إن الإعلام التقليدي يواجه تحديات ومنافسة من قبل الإعلام الجديد أو ما يسمى بالمواقع الاجتماعية. إذ تشهد الأردن اشتراك ما يزيد على مليون و 750 ألف مشترك على “الفيس بوك”، مشيرا إلى أن هذا التوجه نحو الإعلام البديل “الجديد” يخلق تساؤلا حول ما إذا كنا نريد حرية بدون مسؤولية أو ما نريده هو الحرية المسؤولة خصوصاً أمام القضاء. وأضاف: “وجدنا أنفسنا أمام هذه التحديات الآتية من الإعلام الجديد، مما اضطرنا في العديد من الأحيان إلى تقديم أخبار ومعلومات ناقصة أو بغير مصداقية عالية، فقط من أجل جذب القارئ وإرضائه”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©