السيد سلامة (أبوظبي) - ابتكرت الباحثة المواطنة سهيلة محمد راشد ببرنامج الماجستير في جامعة خليفة نموذجاً يتم بموجبه تصميم نظام تفاعلي لتحفيز الطلبة على الالتحاق بالتخصصات العلمية في مرحلة دراسية مبكرة.
ويقضي النموذج بتهيئة بيئة تعليم متميزة للطالب، من خلال استقطاب معلمين مؤهلين لتدريس الرياضيات والعلوم بكفاءة عالية وتوظيف تقنيات علمية متطورة في تدريس هذه المواد، ما يعزز من إقبال الطلبة على الالتحاق بهذه التخصصات.
وتضمنت الدراسة، التي قدمتها الباحثة في “مؤتمر طلبة الدراسات العليا في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات” الذي عقد لأول مرة على مستوي الدولة في جامعة خليفة، واختتم أعماله أمس عن تطبيقات ميدانية على طلبة المدارس في مختلف أنحاء الدولة، وكشفت عن وجود تحديات تواجه بعض الطلبة والمعلمين فيما يتعلق بتوظيف طرق وأساليب تدريس متطورة في الرياضيات والعلوم.
وأشارت الباحثة إلى استمرار الخلل في مخرجات العملية التعليمية، حيث يتوجه ثلاثة طلاب إلى القسم الأدبي مقابل طالب واحد إلى القسم العلمي، وهو ما يستمر في تعزيز الخلل في تلك المعادلة داخل مؤسسات التعليم العالي من كليات وجامعات، ويدفع بقطاعات عريضة من الطلبة نحو الالتحاق بتخصصات في العلوم الإنسانية والاجتماعية لا يكون سوق العمل في حاجة إلى معظم خريجيها وخريجاتها.
من جانبه، أكد الدكتور عارف الحمادي مدير جامعة خليفة لـ«الاتحاد» أن “مؤتمر طلبة الدراسات العليا في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات”، شهد تقديم 39 بحثاً من طلبة الدراسات العليا في الدولة وخارج الدولة، حيث تم تقييم البحوث من قبل خبراء وتم قبول ما مجموعه 24 بحثاً في المؤتمر، وهو ما يمثل نسبة تقارب 61% من إجمالي عدد البحوث المقدمة من دولة الإمارات وبريطانيا وكندا وأستراليا والجزائر.
كما ضمت قائمة المشاريع البحثية التي عرضها طلبة الدكتوراه من جامعة خليفة خلال المؤتمر مواضيع متخصصة في مجال التشخيص المبكر لسرطان الرئة باستخدام تحليل صورة الطيف الضوئي ومشروع تحسين نقل المحتوى المرئي عبر الشبكات اللاسلكية ومشاريع تعزيز أمن المعلومات وأداء الشبكات اللاسلكية والروبوتات وتحليل الصور عبر الأقمار الصناعية وأنظمة تحديد المواقع داخل المواقع والأبنية المغلقة عن طريق الهواتف المتحركة.
وقال الحمادي، إن البحث العلمي يمثل أحد الركائز الاستراتيجية للجامعة وعلاقتها بالمجتمع، حيث تسعى الجامعة لتدشين منظومة متكاملة من الكوادر البشرية المتخصصة في البحث العلمي، وتوجيه خبرات الطلبة والباحثين وأعضاء هيئات التدريس لرصد احتياجات التنمية الوطنية من البحوث والدراسات التطبيقية التي تعزز من نمو اقتصاد المعرفة في الدولة.
وأشار إلى أهمية البحوث والدراسات العلمية التي ناقشها المؤتمر بمشاركة خبراء عالميين، حيث تمثل إضافة نوعية لرسالة الجامعة وبرامجها العلمية، حيث كشف المؤتمر عن “مواهب وطنية سيكون لها مستقبل باهر في مجال البحث العلمي والابتكار” خاصة في القطاعات التي تتصدر أجندة السياسة العامة لحكومة أبوظبي ورؤيتها الاقتصادية 2030 وفي مقدمة هذه القطاعات الاتصالات وصناعة الطيران وأشباه الموصلات والعلوم الصحية والإلكترونيات الدقيقة.
وأشارت فاطمة طاهر الباحثة بجامعة خليفة إلى أهمية الدراسة التي قدمتها حول الاكتشاف المبكر لمرض سرطان الرئة باستخدام نموذج إلكتروني متطور، وذلك بالتعاون مع كلية الطب بجامعة الشارقة، وقدم الباحث أحمد راشد الطنيجي بجامعة خليفة دراسة علمية لتحديد مواقع الحساسات للشبكات اللاسلكية عن طريق منظومة تربط هذه الحساسات وتجعلها تحدد مواقعها بطرق فعّالة أكثر يسراً مما هو حاصل الآن.
عدد اليوم
