السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تمدد روسيا في حديقة أميركا!

17 نوفمبر 2008 03:32
يستعد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، خلال هذا الشهر، للقيام بجولة في أميركا اللاتينية، تحمله إلى فنزويلا والبرازيل وكوبا، بهدف تمتين العلاقات بين بلاده وتلك الدول، وهي جولة تبرز التحديات التي ستواجهها الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس المنتخب باراك أوباما في مجال السياسة الخارجية· وتأتي الزيارة التي سيقوم بها ميدفيديف إلى فنزويلا في وقت تسعى فيه روسيا وأميركا اللاتينية إلى توطيد العلاقات بينهما في القطاعين الاقتصادي والعسكري، لاسيما بعد التصريح الذي أدلى به الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز أمام الصحفيين في شهر يوليو الماضي وقال فيه إنه مستعد لشراء ما قيمته 30 مليار دولار من الأسلحة الروسية بحلول عام ·2012 وبالنسبة لشافيز الذي لا يفوت فرصة لانتقاد الإدارة الأميركية، تمثل العلاقات المتنامية مع روسيا تحذيراً موجهاً للولايات المتحدة ''بعدم التلاعب مع فنزويلا، أو محاولة زعزعة الاستقرار فيها''، كما يوضح ذلك ريكاردو سوكر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة فنزويلا في كراكاس· وقد دأب شافيز على التأكيد أمام مواطنيه أن مساعي التسلح ترمي إلى حماية البلاد من تدخل أميركي محتمل كثيراً ما حذر منه، لاسيما بعد انقلاب عام 2002 الذي أزاح شافيز من السلطة لفترة وجيزة قبل أن يسترد المبادرة ويرجع إلى الرئاسة، حيث وجه شافيز حينها أصابع الاتهام إلى إدارة الرئيس بوش التي زعم أنها تقف وراء الإنقلاب· واليوم، وفي ظل الزيارة المعلنة للرئيس الروسي إلى فنزويلا، تتزايد الضغوط على باراك أوباما للرد على رسالة شافيز التي بعث بها عقب الانتخابات الأخيرة ودعا فيها إلى تحسين العلاقات الأميركية الفنزويلية، دون صدور أي رد عن الرئيس المنتخب· ومع ذلك، فأمام أوباما اليوم فرصة سانحة لترميم العلاقات مع أميركا اللاتينية بعدما طالها الكثير من الإهمال على يد الرئيس بوش، فضلا عن الحاجة الملحة للتعامل مع التحدي الذي تطرحه التوجهات اليسارية للرئيس شافيز الذي سعى في الفترة الأخيرة إلى تطوير علاقات بلاده مع خصوم أميركا· ففي السنوات الأخيرة قابلت إدارة بوش الانتقادات اللاذعة التي اعتاد شافيز توجيهها إلى أميركا بنوع من اللامبالاة، كما أن الحظر الذي فرضته الولايات المتحدة على بيع السلاح لفنزويلا لم يؤدِ سوى إلى دفع شافيز نحو روسيا لشراء السلاح وتطوير الجيش· وهكذا اقتنى شافيز قيمة ثلاثة مليارات دولار من الطائرات المروحية والدبابات وأنظمة الصواريخ الروسية، بل يُعتقد أيضاً أنه مقبل على صفقة سلاح ضخمة يحصل بموجبها على تسع غواصات روسية تعمل بالديزل· وفي نفس السياق، من المتوقع أن تصل أربع سفن حربية روسية إلى المياه الفنزويلية في24 نوفمبر المقبل للانضمام إلى مناورات عسكرية مشتركة· ورغم أنه لم يعلن بعد عن تاريخ زيارة ميدفيديف المرتقبة، فإن التوقعات في كاركاس تشير إلى احتمال وصوله بالتزامن مع السفن الروسية، أو ربما بعدها بوقت قصير· وفيما يرى بعض المحللين أن التحرك الروسي باتجاه أميركا اللاتينية عموماً، وفنزويلا خصوصاً، يأتي في إطار الرد الذي اختارته موسكو على نظام الصواريخ الذي تسعى الولايات المتحدة إلى نشره في أوروبا الشرقية، وللانتقام من التأييد الأميركي لجورجيا··· يرى البعض الآخر أن هذا الانفتاح لا يخرج عن نطاق المصالح الاقتصادية المحضة· ويعبر عن ذلك إيجور دانشينكو، الباحث في معهد بروكينجز قائلا: ''إن الأمر مرتبط أساساً بالتجارة، لاسيما أن فنزويلا هي إحدى أكبر الأسواق العالمية لشراء الأسلحة الروسية· وفي ظل الأزمة المالية العالمية فإنه من مصلحة ميدفيديف الحفاظ على علاقات جيدة مع فنزويلا''· ويضيف الباحث قائلا: ''طالما أن شافيز مستعد لدفع المال مقابل الحصول على الأسلحة فإنه سيبقى صديقاً لروسيا''· كريس كرول - كولومبيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©