الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شح المياه

30 يناير 2006

مما لا شك فيه ان العلاقة بين الإنسان والمياه هي علاقة الكون منذ أول نشأته وعلاقة الإنسان بهذا المصدر الحيوي هي علاقة وطيدة ولكن ما يثير القلق فعلاً الآن هو هذا الجفاف الكبير والشح المتعاظم كل يوم في مصادر المياه نظرا لقلة المخزون المائي والاستنزاف الكبير لها وقلة التغذية المستمرة لها نظرا للشح الواضح في نسبة هطول الامطار بالوطن العربي ومنطقة الخليج العربي على وجه الخصوص·
وتأخذ مشكلة شح المياه بالوطن العربي اليوم منحى خطيرا جدا على مسيرة التنمية خاصة وان هذا الوطن المترامي الاطراف يشهد ومنذ عقود طويلة قلة سقوط الامطار هذا اذا ما أدركنا في الوقت نفسه ان طبيعة الوطن العربي برمتها ككل هي طبيعة ومناخ صحراوي حار قليل الأمطار·
إذاً فالوطن العربي بأكمله مقبل على مواجهة صراعات مريرة مع الماء في المستقبل هذا في الوقت الذي يصر فيه الفرد العربي على اهدار هذا الكم الهائل من المياه يومياً في عمليات الغسيل المختلفة وفي عمليات البناء والتطوير والأكل والشرب والاستحمام والمستلزمات الأخرى للمياه التي يتعامل معه الانسان في حياته اليومية·
ونتيجة لهذا الشح الكبير في توفير عنصر الماء بالوطن العربي ومنطقة الخليج العربي على وجه الخصوص التي تفتقر الى الموارد الطبيعية مثل الانهار وشح المياه في الآبار الجوفية والتي بدأت هي بدورها كذلك في جفاف مياهها للاستنزاف الهائل فقد سعت هذه الدول وبكل طاقتها الى توفير المياه من خلال اقامة محطات تحلية المياه من البحار والمحيطات لتأمين النقص الكبير والشح العميق في هذا الجانب وحتى تصل الى المستهلك سواء الفرد العادي أو المؤسسات والشركات والمصانع وحتى في بعض منها تم توصيل هذه المياه المصفاة للانتاج الزراعي لتأمين ذلك وهو الجانب المهم من المياه النقية الصالحة للاستخدام وهي من الخيارات اللازمة التي لجأت اليها دول مجلس التعاون الخليجي قد انفقت في هذا المجال الحيوي الأموال الطائلة في سبيل توفير مثل هذه المياه العذبة لأبنائها المواطنين والمقيمين على حد سواء سعياً الى توفير الاستقرار السكاني للمجتمعات الخليجية·
ولكن ما نجده للأسف بأن هذا الذي تقوم به دول المجلس من جهد عظيم في توفير المياه العذبة لكل المقيمين على أراضيها نجد بأن هناك قلة ثقافة وقلة وعي بين شريحة كبيرة من الناس بأهمية هذه المياه في حياة الانسان وكيف انها أخذت طريقا طويلا وشاقا حتى وصلت اليهم بهذا المستوى من الجودة والنقاوة من مياه عذبة صالحة للاستهلاك هذا يأتي من خلال التصرفات السلبية اليومية التي تقوم بها تلك الشريحة من الناس في عملية إهدار هذه المياه بدون وعي وبعدم مبالاة ان صح التعبير لهذا الاستنزاف العشوائي والاهدار الكبير لهذه المياه خاصة اذا ما علمنا بأن هناك أناسا في أماكن أخرى من العالم لا يجدون هذه المياه النقية ويعيشون في حالة جفاف تام لا يجدون نقطة من المياه ترتب عليها الكثير من حالات الفقر والتشرد والامراض والوفيات من سوء التغذية الناتجة من سوء المياه المستخدمة وندرتها· فأين الوعي والفهم الاجتماعي السليم من هذه التصرفات العشوائية في إهدار مثل هذه الطاقة الحيوية المهمة في حياة الإنسان لذا لا بد علينا جميعاً ان نحسن استغلال هذا المورد الحيوي المهم·
حمدان محمد
كلباء
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©