الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خدمات إلكترونية تغذي الفضول وتكشف الخصوصية

خدمات إلكترونية تغذي الفضول وتكشف الخصوصية
16 يناير 2014 22:07
نسرين درزي (أبوظبي)- لا يمكن لأحد أن ينكر التسهيلات التي توفرها وسائل التواصل الاجتماعي التي تربط الأفراد فيما بينهم لحظة بلحظة بأقل التكاليف وبأسرع الطرق وأكثرها تفاعلاً. غير أن هذه الرسائل والتسجيلات والصور تشكل في كثير من الأحيان عامل ضغط نفسياً على البعض ممن ينشدون الخصوصية ولا يفضلون أن تكون تحركاتهم مكشوفة إلكترونيا وتالياً اجتماعياً. وهم بقدر ما يرتاحون للمحادثات المجانية التي توفرها خدمات «الواتس أب» و«البي بي» و «المسنجر» وسواها، قد يشعرون بالإحراج بسببها. إذ إن هذه الوسائل توضح بفعل الهواتف الذكية متى يكونون على الخط (أون لاين) وتشير إلى توقيت آخر قراءة للبريد المرسل وتسهم مباشرة أو غير مباشرة في فضح معلومات قد يكون صاحب هذه الخدمات في غنى عنها. أحدثت وسائل التواصل الاجتماعي ثورة إيجابية على مختلف الصعد منذ انطلاقتها ومع العمل على تطويرها بما يفوق التوقعات. وقد لا يتصور اليوم مستخدمو شبكات الاتصال المربوط بالإنترنت، حياتهم من دونها. فهي تملكت وإلى حد كبير في يوميات الكثيرين من مختلف الأعمار ومختلف الطبقات الاجتماعية والدرجات المهنية والوظيفية. ولم يعد استخدامها يقتصر على فئة معينة تنشد التوفير من سعر المكالمات أو السرعة في التواصل، وإنما باتت ضرورة ملحة وانتقلت من خانة الكماليات إلى الأولويات. والمعضلة الأساس في خدمات التواصل الاجتماعي أنه بعدما انتشرت هذه الظاهرة عالميا، تنبه الأشخاص إلى الجوانب السلبية التي تلحقها على أنظمة حياتهم. وفي المجتمعات العربية التي تنشد الخصوصية عموما، أصبحت بعض الخدمات التقنية عبئا يُنظر إلى كيفية التحرر منه مع الإبقاء على التسهيلات الأساسية التي يوفرها. مواقيت «التشييك» بالإضاءة على خدمات «الواتس أب» و«البي بي»، التي توفر مجانية المحادثات، فإن العائق الذي تتسبب به أمام البعض تختصره مستخدمة الشبكة سامية حمود، والتي توضح أن وسائل التواصل الاجتماعي سهلت حياتها بشكل ملحوظ. وهي مع عدم نكرانها لأهميتها على صعيد تقليص قيمة الفاتورة الشهرية، تتمنى لو تلحظ التطبيقات التي يتم تحديثها حفظ خصوصية المشترك. وتذكر سامية أن أكثر ما يزعجها هي خدمة الكشف عن آخر موعد للاطلاع على الرسائل، والتي عند توقيفها يحرم المستخدِم من معرفة تحركات الأشخاص الآخرين الموجودة أرقامهم على هاتفه. وبحسبها يجب أن تكون هذه الخدمة اختيارية من جهة المتصل. والرأي نفسه تسجله بدور أحمد، التي تعترض على سلوك البعض وفضولهم، ولاسيما عندما يتتبعون تحركات الشخص من خلال رقم هاتفه المدون على مفكرتهم الهاتفية. وتقول: إن البعض يتقصد الاتصال بها عندما تكون حالتها: «على الهواء» أو (أون لاين)، وذلك لإحراجها بالرد. وهي في هذه الحال تضطر للرد على المتصل، حيث لا تملك القدرة على الاعتذار لاحقا والتبرير بأنها لم تسمع رنين الهاتف أو أن جهازها كان على الصامت وما شابه من الحجج. كما تشير بدور إلى أن تشغيل خدمة التعرف إلى مواقيت «التشييك» على الرسائل، من شأنه أن يستفز فضول البعض ممن يراقبون الحالات التقنية للآخرين ومقارنتها. وبالتالي وضع الافتراضيات حول إمكانية المحادثات بين فلان وعلان في وقت معين، ما يدخل الجميع في سجالات لاحقة ليس من حق أحد الاطلاع عليها أو حتى تخمينها. حق التواصل يسجل سمير عبدو اعتراضه على خدمة «فايبر»، التي يستعملها من وقت لآخر بالرد على المكالمات الهاتفية الواردة من أهله خارج الدولة. ويقول: إن المزعج فيها، أنه بمجرد تحميل التطبيق الخاص بها ترد رسائل عامة لكل الأرقام المدونة على الهاتف الشخصي تبلغ إلى أصحابها بأن صاحب هذا الرقم بات من مستخدمي الفايبر. وهذا برأي سمير أمر غير منطقي، لأنه شخصيا لا يرغب في استعمال الفايبر إلا مع عدد قليل جدا من الأشخاص المقربين منه، كما أنه بالتأكيد لا يفضل أن ترد رسالة من جهازه توضح للمرسَل إليه بشكل أو بآخر بأن رقمه كمتلق للرسالة مدون على هاتفه الشخصي (أي هاتف المرسِل). وكل ذلك يدخل في خانة كشف الأمور الخاصة والتي وإن كانت عابرة بالنسبة للبعض، فهي قد تكون دقيقة ومحرجة للبعض الآخر. وتؤكد الأمر نفسه نوال السعدي، التي تروي حادثة وقعت معها، حيث إنها بمجرد أن اشتركت في خدمة الفايبر بدأت الرسائل تردها على الخدمة نفسها من كثيرين. ومن بين النصوص الواردة رسالة اقتحمت جهازها من أحد الأشخاص ما أزعجها جدا ولم تقو على الرد لأن زوجها كان في تلك اللحظة إلى جانبها يعرفها إلى طريقة استعمال الفايبر. وتعتبر السعدي أن كل وسائل التواصل الاجتماعي فيها جوانب مزعجة لابد من التنبه إليها والحذر من تداعياتها وتوقع أي سلبية تنجم عنها. وهي شخصيا تتعجب من البعض الذين يعتقدون أن لديهم الحق بالتواصل مع أي كان ومن دون مقدمات، لمجرد أن هذا الشخص يمتلك الخدمة الإلكترونية نفسها التي يمتلكونها. تقول منى الشيخ، المستخدمة النشيطة لـ«تويتر»: إنها تحرص يومياً ومنذ أكثر من عام على التغريد والاطلاع على تغريدات الأصدقاء وأصدقائهم. وهي لم تتنبه يوما إلى أن عدد المتتبعين يسهم في رسم صورة عن مدى انتشار المشترك وشعبيته، وكانت تظن أن هذه المنافسة حكر على المشاهير. وبعدما اكتشفت أهمية الأمر بالنسبة للفضوليين من معارفها، بدأت تفكر جديا في إغلاق حسابها لأنه يضم عدداً متواضعا من المتتبعين. وبما أنها ترفض تجميع أسماء عشوائية ضمن حسابها، فهي لن تدخل نفسها في دوامة الحسابات الرقمية لأن الأمر بعيد عن هدفها. وتشير الشيخ إلى أهمية الخدمات التي توفرها أنظمة التواصل الاجتماعي، إلا أن تعامل الأشخاص مع الجوانب التفصيلية المربكة يشوش على الغاية الأساسية من هذه الخدمات ويشوهها. «تويتر».. ساحة معارك يلفت عمر طه إلى أنه أغلق حسابه على تويتر بسبب التعليقات السخيفة التي كانت ترده من وقت لآخر بالنسبة لمواقفه الخاصة من بعض القضايا. فهو في البداية كان متحمساً جداً لتدوين تغريدات عامة تدعو إلى التفاؤل والتسامح وعمل الخير، غير أن الأمر تبدل لاحقاً. وبات يجد نفسه مضطرا لتوضيح رأيه حيال بعض المجريات، مما من شأنه أن يستفز فئة معينة ويدفعها لنشر الشتائم في حقه وتشويه صورته وموقفه. ويؤكد عمر أن أكثر من حادثة عكرت مزاجه لعدة أيام بسبب عالم التويتر، ولاسيما أن أي فضيحة أو مشادة كلامية ترد تنتشر على حسابه وحسابات متتبعيه بسرعة البرق. والأسوأ أنه قبل أن يطلع عليها ويلغيها تكون قد وصلت إلى المئات ما يتسبب له بالإحراج والوقوع في حيرة من أمره ما بين السكوت والتغاضي، أم الرد والدخول في متاهة لا نهاية لها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©