المنصوري: إعداد خطة للحفاظ على الموارد المائية المستديمة في أبوظبي

أعلن ماجد المنصوري الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي أن الهيئة تعمل على إعداد سياسة للإدارة المستدامة للموارد المائية في إمارة أبوظبي، تتضمن الخطة الأساسية لإدارة قطاع المياه، وأسس المحافظة على الموارد المائية، والتشجيع على استخدام أنظمة فصل المياه الرمادية عن السوداء· وأضاف المنصوري خلال افتتاحه أمس أعمال ورشة عمل المدارس المنتسبة لشبكة اليونسكو بمشاركة 75 منسقاً من عشر دول عربية، أن الهيئة تعمل على وضع وتطبيق دليل ممارسة (كود) موحد لشبكات توزيع المياه والصرف الصحي واستخدام أنظمة ترشيد الاستهلاك في المناطق الحضرية· وذكر أن برنامج التوعية حول المياه، والذي سيتم تنفيذه ضمن المدارس المنتسبة لشبكة اليونسكو تحت إشراف مكاتب منظمة التربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) الإقليمية في المنطقة، يعتبر من المبادرات الإقليمية الهامة التي تسعى الهيئة من خلالها إلى تعزيز التنمية المستدامة على مستوى الوطن العربي، آملاً أن يتمكن البرنامج من تحقيق أهدافه والتي تتماشى مع أهداف الألفية التنموية وتعزيز التعليم من أجل مستقبل مستدام· وقال المنصوري إنه ومن خلال هذه الورشة ''سنبدأ باتخاذ الخطوات العملية الأولية لتنفيذ البرنامج بعد الاتفاق على الوثيقة بصيغتها النهائية، حيث سيتم تطبيق البرنامج في بعض المدارس الحكومية والخاصة في الوطن العربي كمرحلة تجريبية''، مشيراً إلى أن الوثيقة تتضمن أساليب تعليمية ومواد فعالة للتوعية حول المياه في المنطقة العربية لرفع وعي الطلبة والمعلمين حول قضايا المياه· وناقشت ورشة العمل التدريبية التي تختتم أعمالها اليوم الملاحظات التي قدمتها الدول المشاركة حول الدليل الإرشادي الذي تم إعداده باللغتين العربية والإنجليزية ليتم تطبيقه في المدارس الحكومية والخاصة· كما تم خلال ورشة العمل استعراض جهود التعليم والتوعية المبذولة في مجال المحافظة على المياه في الدول المشاركة· وتهدف الورشة التي تستضيفها هيئة البيئة - أبوظبي بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم إلى تدريب المنسقين الوطنيين والمعلمين من الدول المشاركة على التطبيق الأمثل للدليل الإرشادي الخاص بالمشروع الإقليمي للمياه في المنطقة العربية· وأكد المنصوري في الافتتاح أن ندرة المياه في الدول العربية من أكبر المشكلات البيئية العربية، لاسيما في الدول التي تواجه حالياً نقصاً في المياه التي يتم توفيرها عن طريق استغلال المياه الجوفية، مشيراً إلى أن هناك حاجة ملحة إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات والتدابير في مختلف المجالات وعلى مختلف الصعد· وقال إن تقارير المنظمات الدولية تشير إلى أن ندرة المياه ستؤثر على جميع القارات مما سينعكس على أكثر من 40% من مجموع سكان الأرض، حيث سيجد نحو 1,8 مليار نسمة أنفسهم بحلول عام 2025 في بلدان تعاني نقصاً أو ندرة مطلقة في المياه، ونحو ثلثي سكان العالم أجمع قد يعانون من أوضاع تصل إلى حد الإجهاد المائي· ويبلغ معدل استهلاك المياه في إمارة أبوظبي 26 ضعفاً لمستوى الإمدادت المتجددة، وتتدهور مستويات ونوعية المياه الجوفية في العديد من المناطق، نتيجة السحب العشوائي غير المنظم، خصوصاً للاستخدامات الزراعية ولري الغابات، والتي تمثل حوالي 58% و18% على التوالي من الاستهلاك الكلي للمياه في الإمارة· ويقدر الاستهلاك اليومي للفرد من المياه في إمارة أبوظبي بحوالي 550 لتراً من المياه وهو ما يعد من أعلى المعدلات العالمية، وفقا لاستراتيجية البيئة للإمارة للأعوام 2008-·2012 وذكر عوض صالح، الأمين العام للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم أن المشروع يركز على دعم التوجهات البيئية حيث يعتبر التعليم البيئي من أجل التنمية المستدامة أحد أهم أولويات الأمم المتحدة التعليمية التي تتبناها اليونسكو· وأشار إلى أن القمة العالمية للتنمية المستدامة (جوهانسبرغ أغسطس 2002) اعتمدت خمس أولويات تحتاج إلى عمل سريع، وهي: المياه وصلاحيتها للشرب والطاقة والصحة والزراعة والتنوع البيولوجي، مؤكداً على أهمية المياه في مجال التنمية البشرية المستدامة· واستعرضت سيغريد نيادمير المنسق الدولي لشبكة المدارس المنتسبة لليونسكو في مكتب المنظمة في باريس التعليم البيئي ودور المدارس المنتسبة لليونسكو التي تمثل شبكة من المؤسسات التعليمية تكون معنية بتنفيذ استراتيجية محددة ذات أهداف عالمية، ومن أهم أهدافها دعم أعمدة التعليم الأربعة (تعلم لتعرف، تعلم لتعلم، تعلم لتكون، تعلم للعيش معا)، إلى جانب العمل على تحسين نوعية التعليم، وتعزيز ثقافة السلام، والاهتمام بالبيئة والتراث الثقافي· وأشارت إلى أن عدد المدارس المنتسبة لليونسكو زاد من 33 مدرسة من 15 دولة في عام 1953 إلى 8 آلاف مدرسة في 178 دولة، حيث تصل نسبة الدول العربية منها إلى 8%· وكانت هيئة البيئة - أبوظبي قد اختيرت من قبل اليونسكو، لتكون المنسق الدولي الرئيس للمشروع·