الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر: الرياضة..ساحة للتدافع الجيوسياسي

غدا في وجهات نظر: الرياضة..ساحة للتدافع الجيوسياسي
28 مايو 2014 21:41
الرياضة.. ساحة للتدافع الجيوسياسي يقول باسكال بونيفاس: يبدو أن القرن الحادي والعشرين سيكون قرن الرياضة المعولمة بامتياز، فرغم ما ردده المفكرون والكتاب طويلاً من أن قرننا الحالي سيطغى عليه الدين، وسيشهد صعوداً لافتاً في المشاعر الروحية، يثبت الواقع أنهم جانبوا الصواب في توقعاتهم، فالرياضة، وليس الدين هي من تحولت إلى ساحة المواجهة الأولى بين الدول، وهي مواجهة تجري وفقاً لقواعد سلمية بعيدة عن الرصاص والنار، إذ لم يعد خافياً الدور الذي تلعبه المنافسات الرياضية المختلفة في رفع الأعلام الوطنية للدول، وتسجيل الحضور القوي والوازن في أعين الآخرين. وفيما يشتكي البعض من تباعات العولمة، مثل طمسها الهويات الخاصة، وتنميطها العالم والثقافات، وفقاً لمعايير موحدة تنفي الخصوصية والتميز، تأتي الرياضة لتعيد اللحمة الغائبة مجدداً إلى النسيج العالمي، وتُرجع للهويات الوطنية قيمتها على الساحة الدولية. وفي عالم ما زالت أوجه المنافسة بين الدول قائمة على أكثر من صعيد، والرغبة في التفوق وإحراز السبق موجودة، وإن ابتعدت عن الوسائل العنيفة لتحقيقها، وأيضاً في سياق عالمي لم تغب عنه الحدود الفاصلة بين الدول والكيانات، وإن كانت قد أصبحت أقل صرامة وتداخلت فيها الشعوب والثقافات، ما جعلها تخشى على كينونتها.. تحولت الرياضة إلى ذلك الحصن الأخير والقلعة المنيعة التي تسمح بممارسة لعبة الهوية والتعصب لها أحياناً دون تداعيات سياسية أو اجتماعية، كما في الصراعات الجيوسياسية. وقد باتت الرياضة أيضاً البديل عن القوة الصلبة التي سادت في القرن الماضي، باعتبارها وسيلة الصراع بين الدول، لتتحول اليوم إلى مجال القوة الناعمة التي تحتل فيها صورة البلد مكانة أهم، وتتبوأ فيها الرياضة رمزية خاصة، بوصفها أداة لتلميع الصورة وإبرازها. مصر.. وصية الشيخ زايد أكد عبدالله المطوع أن الإمارات كانت ولا تزال تحرص على مصر واستقرارها، فهذه وصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الذي رأى في مصر امتداداً للعروبة وسنداً لها، حين قال «نهضة مصر نهضة للعرب جميعاً وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائما بجنب مصر». فالتاريخ يذكر بكل فخر واعتزاز المواقف الشجاعة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الإمارات «طيب الله ثراه»، التي أعلنها صريحة في حرب أكتوبر 1973 عندما خرج على العالم وقال بأن البترول العربي ليس بأغلى ولا أثمن من الدم العربي، وسخَّر كل إمكانياته وثرواته تحت تصرف الجيوش العربية في تلك الحرب ليتحقق النصر ويفرح زايد كما لو كان هو من خاض الحرب. كيف لا، والإمارات هي ابنة الأمة العربية وهي ثمرة من ثمرات أمة تدعو إلى الاتحاد والتعاون وتحارب التفرق والتشتت. ولذلك يذكر التاريخ أن الإمارات بقيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كانت أول دولة عربية تعيد علاقاتها مع جمهورية مصر العربية بعد المقاطعة العربية عقب اتفاقية كامب ديفيد. «حكيم العرب» وقف مسانداً قوياً لأبناء «أم الدنيا»، وانتقلت هذه المحبة إلى أبنائه حتى أصبحت مصر في قلب كل إماراتي. والآن بعد أن خرجت مصر من النفق المظلم ونبذت الجماعات الظلامية التي تسلقت السلطة، عادت بقوة إلى الحضن العربي، وسرعان ما قامت الإمارات بأداء الواجب تجاه الشعب المصري كي يعبر إلى بر الأمان. الشيخ زايد والانتصار للإنسان يقول أحمد أميري إن أهالي العين في خمسينيات القرن الماضي على حادثة نادرة الوقوع في تلك المدينة المنزوية بعيداً وسط واحات النخيل. كانت جريمة قتل عمد، الجاني فيها رجل من أبناء البلد، والمجني عليه هندي هندوسي. لم تكن هناك محاكم آنذاك أو تشكيلات قضائية، وإنما شيخ دين يقضي بين الناس وفق النصوص الشرعية وآراء أئمة المذاهب الفقهية، وكان الحاكم - باعتباره صاحب ولاية القضاء والقاضي وكيله عليها- يؤدي دوراً قريباً من الدور الذي تقوم به محاكم النقض في زماننا هذا، فكان يحيل الأمر إلى قاضٍ آخر إن رأى أن القاضي الأول قد جانب الحق والعدل في حكمه. أُخذ القاتل إلى القاضي الذي لم يلزمه إلا بأن يسدد تكاليف نقل جثمان القتيل إلى بلده، فأحال المغفور له بإذن الله الشيخ زايد -رحمه الله- وكان حاكماً للمنطقة الشرقية آنذاك، الأمر إلى قاضٍ آخر، فأقر حكم القاضي الأول، فأحال الشيخ زايد الأمر إلى قاضٍ ثالث، فأصدر حكمه العادل بالقصاص من القاتل. وقد يعتبر بعضهم أن الأمر عادي، فالقاتل يُقتل بكل بساطة، لكن القضية أكبر من ذلك، إذ للفقهاء في مسألة قتل المسلم بغير المسلم (من غير المحاربين بطبيعة الحال) ثلاثة آراء، الأول يرى أن المسلم لا يُقتل بغير المسلم أبداً، والثاني يرى أنه يُقتل به إن كان القتل غيلة (يعني بالاغتيال أو بالخديعة)، والثالث يرى أن المسلم يُقتل بغير المسلم. ومن دون الخوض في أدلة أصحاب كل رأي، فإن الرأي الثالث -وهو الذي يأخذ به القضاء الإماراتي حالياً- هو الأقرب إلى مفهوم المساواة بين الناس، والذي تستقيم معه أمور البلاد والعباد، والذي يحقق مقاصد الشريعة في صون الدماء وتحريم إراقتها بلا مسوغ شرعي. لذلك، حين يتحدث الإماراتي عن إرث التسامح، والذي من شروطه بالبداهة المساواة بين الناس، فإنه لا يتكلم من فراغ، ولا يقول عبارات إنشائية جميلة ليكون مقبولاً في عالم اليوم الذي يكافح التمييز بين البشر على أسس دينية أو غير دينية. أعني أن الإماراتي غير معني أصلاً بالذهاب إلى حفل التسامح العالمي، ليلتقط صوراً مع المتسامحين الجدد أو المتسامحين بشروط. نحن نتحدث عن فترة الخمسينيات، وعن جريمة وقعت في مدينة بعيدة ترقد في وسط الصحراء، وعن ضحية لا ينتمي إلى أهل البلد، وليس له فيها أهل ولا ولد، وعن قاتل له قوم وعشيرة، من الصعب عليهم أن يتقبّلوا القصاص من ابنهم، وكان أمام الشيخ زايد -رحمه الله- مخرج شرعي، أعني الرأي الذي يقول إن المسلم لا يُقتل بغير المسلم، وكان يمكن أن يمر القاتل من خلال ذلك المخرج الفقهي ويعود إلى أهله، ويذهب دم ذلك الهندي البريء هدراً، ويذهب جثمانه إلى ذويه على نفقة قاتله! انتخابات أوكرانيا والخروج من الأزمة تقول تردوي روبين: عندما صوت الأوكرانيون يوم الأحد الماضي لانتخاب رئيسهم الجديد، كان رينو دومينيكو (من «ساوث جيرسي») مراقباً لعملية الاقتراع في مدينة «خيرسون» على الحدود مع شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا. وكانت أولونا مازوركيفيتش، والمقيمة في منطقة «فيلادلفيا» حيث يوجد أكبر تجمع للجالية الأوكرانية في الولايات المتحدة، تراقب الاقتراع في مدينة «أوديسا»، بينما تابعت مارتا فيدوريو (من «ألينتاون» في فلاديفيا) الانتخابات في مدينة «دنيبيربتروفيسك» الأوكرانية. والثلاثة متطوعون دفعوا تكاليف سفرهم وإقامتهم، واتفقوا جميعاً على أن الانتخابات الرئاسية يوم الأحد الماضي كانت ضرورة ملحة، إذا كان مقدراً لأوكرانيا أن تتحمل الضغوط القوية التي تمارسها روسيا. وأوضح دومينيكو، الذي أجرى دورات تدريبية نظمها «الكونجرس الأوكراني في أميركا» لـ222 مراقباً أميركياً للانتخابات الأوكرانية، أن أوكرانيا في أمس الحاجة إلى نجاح هذه الانتخابات. وإذا كانت هذه الانتخابات ذات مصداقية، مثلما يؤكد المراقبون الدوليون، فإنها ستقطع الطريق على جهود روسيا الرامية إلى تقطيع أوصال أوكرانيا، وستجبر الكرملين على الاعتراف بالرئيس الأوكراني المنتخب. وهؤلاء المراقبون الثلاثة من منطقة فيلادلفيا كانوا جميعاً على الجبهة الأمامية في المدن الحدودية القريبة من المناطق التي يسيطر عليها موالون لروسيا. وبدأ اهتمام دومينيكو بأوكرانيا عندما كانت جزءاً من الاتحاد السوفييتي السابق، بعد أن أسس برنامج تبادل طلابي طويل الأمد بين مدرسة «سترلينج» في «سوميردال» بولاية نيوجيرسي وإحدى المدارس الأوكرانية الثانوية. وعندما تقاعد في عام 2006، انتقل إلى كييف وفتح «كلية ستيرلنج للتجارة»، بالتعاون مع جامعة «روان»، ويهدف البرنامج إلى تدريب المديرين، وقد شارك في الإشراف على الانتخابات منذ الثورة البرتقالية الأوكرانية في عام 2004، والتي أقصت رئيساً فاز عن طريق أعمال تزوير فجة. لكن الثورة الأوكرانية الثانية في غضون عشرة أعوام، والتي أججت ضغوطاً روسية على كييف للتخلي عن العلاقات التي كان مخططاً لها مع الاتحاد الأوروبي، أدت إلى شلل الحياة الاقتصادية في أوكرانيا. وأشار دومينيكو إلى أنه إذا كانت أوكرانيا ستحصل على بداية جديدة، فستكون بهذه الانتخابات، مضيفاً القول: «أشعر أننا كأميركيين ملتزمون بفعل شيء ما، لما نتمتع به من خبرات في مراقبة الانتخابات». وتابع: «لدي خبرة أربعة عقود في النشاط السياسي في مقاطعة كادمين، ولا توجد ألاعيب انتخابية إلا وأعرفها». ولفت دومينيكو إلى أن مواطني القرم الذين يريدون ويتمتعون بالشجاعة الكافية للتصويت في أوكرانيا، يمكنهم عبور حدودهم الجديدة التي فرضتها الحكومة في موسكو إلى أقرب مدينة أوكرانية للتصويت. مواجهة روسيا: الأبعاد الأخلاقية الغائبة أشارت بولا دوبريانسكي إلى أن ه بتعامله مع العدوان الذي شنته روسيا على أوكرانيا باعتباره مشكلة منفصلة ومعزولة، تغاضى الغرب عن الأبعاد الاستراتيجية والأخلاقية الأساسية لسلوك موسكو. وعليه، فهناك حاجة ماسة وعاجلة اليوم لاستراتيجية غربية جديدة تشمل هذه الأبعاد وتستفيد من دروس الحرب الباردة. وذلك لأن استراتيجية من هذا القبيل فقط -يوضح خطوطَها العريضة خطابٌ رئيسي وتصريحات المسؤولين الغربيين لاحقاً- يمكن أن تحشد الدعم الداخلي اللازم وأن يُكتب لها النجاح والاستمرار. لقد كان لدى الغرب، خلال الحرب الباردة، خطاب أخلاقي قوي يشرح لماذا كان السلوك السوفييتي خاطئاً وما الذي كانت ترمز إليه الولايات المتحدة وحلفاؤها وتدافع عنه. ومثال ذلك خطاب وينستون تشرشل في فالتون، بولاية ميزوري الأميركية، عام 1946، والذي أوضح فيه أن السوفييت يسعون لإخضاع بلدان أخرى في حين أن الغرب يتطلع لنشر الحرية وإقامة الديمقراطية. وقد عبأ هذا الخطاب السياسات الغربية على مدى عقود، وشملت الجهود الغربية الرد على المبررات السوفييتية المعلنة للأعمال التي تقوم بها موسكو؛ فكانت مزاعم موسكو تُدحض وأكاذيبها تُفضح. وإذا كانت روسيا لم تعد دولة ماركسية لينينية، فإن الرئيس فلاديمير بوتين يسعى إلى وقف نتائج تفكك الاتحاد السوفييتي الذي وصفه ذات مرة بأنه «كارثة جيوسياسية كبرى». وفي هذا الصدد، يُعتبر عدوان موسكو على أوكرانيا مكوناً من مكونات هذه الرؤية الاستراتيجية، وليس سلوكاً معزولاً. وقد أوضح بوتين الخطوط العريضة لهذه الرؤية في خطاب له في الثامن عشر من مارس سمّته وسائل الإعلام الروسية «خطاب فالتون الجديد». فبوتين يرفض شرعية النظام الدولي الحالي ويصوّر روسيا على أنها ضحية للمؤامرات الغربية، وبالتالي لديها حقوق خاصة عند الدول المجاورة لها. رئيس أوكرانيا الجديد.. ومهمة «لَمّ الشمل» تقول سارة ميلر لانا : سكان شرق أوكرانيا غالبا ما يقولون إنهم يفكرون بأسلوب مختلف عن نظرائهم في غرب البلاد وهم لا يعرفون أنفسهم كروس ولكن كسوفييت! يعلم رئيس أوكرانيا المنتخب «بيترو بوروشينكو» أن مواجهة الصراع الجيوسياسي الذي أثارته بلاده سيمثل تحدياً– لذا من المرجح أن يقوم قريباً بزيارة لكل من بولندا وموسكو. غير أن الرئيس يقول: إنه توجه أولاً إلى منطقة «دونباس» التي تشتهر باستخراج الفحم في محاولة لرأب الإنقسام الداخلي الذي أودى بالفعل بحياة العشرات من الأرواح في معارك مع الإنفصاليين الموالين لروسيا. وبينما من المقرر أن يبدأ «بورشينكو» عمله هذا الأسبوع، قام المتمردون بإغلاق مطار مدينة «دونيتسك»، ما دفع الدولة للرد بطائرات وقوات مظلات والتراجع عن أي احتمالات بالتوصل إلى سلام فوري. وذكرت السلطات أن نحو 40 شخصاً قضوا في يوم واحد، كما ذكر وزير الداخلية «أرسين أفاكوف» أن الحكومة استردت المطار، على الرغم من عدم تأكيد هذه المعلومات. قد يكون هناك أقلية من الانفصاليين– فالأرقام غير واضحة– هم الذين بثوا الفوضي في شرق أوكرانيا، وأجروا استفتاءين في موقعين خلال شهر مايو، معلنين السيادة في كليهما، ورافضين السماح بإجراء الانتخابات الوطنية التي جرت يوم الأحد الماضي. والعديد من الأوكرانيين على قناعة أنه لولا الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، الذي قام بضم شبه جزيرة القرم في إجراء قوبل بالإدانة في جميع أنحاء العالم، كما أنه متهم الآن بتأجيج الإرهاب في الشرق، لما كانت هناك حرب أهلية على الإطلاق. ولكن بعد ستة أشهر من الصراع، الذي بدأ كاحتجاج ضد الرئيس السابق «فيكتور يانوكوفيتش»، نما شعور بعدم الثقة، الأمر الذي كان يهدد بتمزيق أواصر أوكرانيا. وغالبا ما تفهم الأمور باعتبارها تُقسم الشرق عن الغرب، لكنها لا تزال بعيدة عن الوضوح، حيث تنقسم الآراء في أوكرانيا مع اختلاف العمر والمستوي الاقتصادي بقدر ما تختلف بسبب الجغرافيا. يقول «هيريهوري نيمريا»، عضو البرلمان الأوكراني الذي يرأس لجنة التكامل الأوروبية، أن «أوكرانيا وصلت لاختبار حاسم حول ما إذا كانت ستحيا كدولة ديمقراطية داخل حدودها الحالية أم أنها ستأخذ شكلًا جديدا». وأضاف أن «أهم شيء أن يشعر جميع المواطنين بأنهم شركاء في الدولة الأوكرانية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©