الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«التحالف»: خيارات الحديدة كثيرة وسلامة المدنيين أولوية

«التحالف»: خيارات الحديدة كثيرة وسلامة المدنيين أولوية
22 يونيو 2018 23:27
عمار يوسف، وكالات (الرياض بروكسل، صنعاء) رفض «التحالف العربي»، أمس، ما أعلنته ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، استعدادها لتسليم إدارة ميناء الحديدة إلى الأمم المتحدة، وقال «إن أي تنازل أو اقتراح بشأن الحديدة يجب أن يتم عبر المبعوث الأممي مارتن غريفيث». مؤكداً أن هناك خيارات كثيرة لمعركة الحديدة، بينها عملية عسكرية خاطفة، لكن سلامة المدنيين أولوية قصوى، متهماً الحوثيين باستخدامهم كدروع بشرية، والعمل على تحويل مساكنهم بالمدينة إلى تحصينات عسكرية. وقال المتحدث الرسمي باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي، في مؤتمر صحفي في بروكسل، إن أمام التحالف خيارات عديدة لتحرير الحديدة من احتلال الميليشيات، من بينها عملية عسكرية خاطفة، لكنه لفت إلى أن سلامة المدنيين اليمنيين تشكل أولوية قصوى لدى التحالف. وأشار إلى أن أي تنازل أو اقتراح من الميليشيات بشأن الحديدة، يجب أن يتم عبر المبعوث الأممي. موضحاً أن تحرير ميناء الحديدة سيؤدي إلى قطع الشريان الحيوي لتسليح الحوثيين. وأشار المالكي إلى أن التحالف يقدم التسهيلات كافة لدخول المساعدات الطبية والغذائية إلى الحديدة، لافتاً إلى أن الحوثيين يستخدمون المدنيين في الحديدة كدروع بشرية، وعملوا على تحويل مساكن المدنيين بالمدينة إلى تحصينات عسكرية. وأكد أن تحرير الحديدة من شأنه تأمين الملاحة البحرية في الممرات الدولية، مؤكداً استمرار عمليات التحالف لإعادة الشرعية اليمنية، بجانب مساهمة القوات المشتركة في إزالة الألغام. مضيفاً أن تحرير الحديدة من شأنه تأمين الملاحة البحرية في الممرات الدولية. وقال إن التحالف يقدم التسهيلات كافة لدخول المساعدات الطبية والغذائية إلى الحديدة، مؤكداً أن تحرير الحديدة سينعكس على اليمنيين كافة، وسيوقف الجباية غير الشرعية. وأضاف: نعمل على توزيع المساعدات على الأراضي اليمنية كافة دون أي تمييز، مؤكداً أن الحوثيين يفرضون قيوداً على العمل الإغاثي وموظفي الأمم المتحدة. وأوضح أن وتيرة العمليات العسكرية في صعدة تسير بشكل سريع، مؤكداً أن العمليات حققت تقدماً ومكاسب كثيرة على الأرض. وجدد تأكيده على أن الحل السياسي الدبلوماسي هو دائماً الأمثل للشعب. من جهته، قال المبعوث الأممي لليمن، إنه سيواصل المشاورات مع مختلف أطراف النزاع، لتجنب المزيد من التصعيد العسكري، في الحديدة. وأوضح في بيان أن التصعيد العسكري في الحديدة، يخشى أن يكون له عواقب خطيرة على الصعيدين السياسي والإنساني. وأضاف «أولويتي هي تجنب مواجهة عسكرية في الحُديدة، والعودة بسرعة إلى المفاوضات السياسية». وتابع «لقد شجعني انخراط الحوثيين في صنعاء، وأتطلع إلى لقاءاتي المقبلة مع الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومة اليمن، وأنا واثق من أننا نستطيع التوصل إلى اتفاق لتجنب المزيد من العنف في الحديدة». واختتم قائلاً «أكرر التزام الأمم المتحدة بالتوصل إلى تسوية سياسية يتمّ الاتفاق عليها، للنزاع في اليمن، وأرحب بالتزام واستعداد الأطراف للانخراط في عملية سياسية داخلية بتيسير من الأمم المتحدة». وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن جون سوليفان، نائب وزير الخارجية الأميركي، ومارك جرين، مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، التقيا مع وكالات دولية ومنظمات غير حكومية لبحث الصراع على الميناء. وأفاد بيان بأن سوليفان أبدى خلال الاجتماع تأييده لجهود جريفيث التي تهدف لتجنب تصعيد القتال من خلال التوسط في حل وسط بشأن إدارة الميناء، كما أكد التزام واشنطن بالحل السياسي. اتفق خبراء عسكريون واستراتيجيون سعوديون على أن العرض الذي تقدم به زعيم ميليشيات الحوثي، عبد الملك الحوثي إلى الأمم المتحدة للإشراف على إيرادات ميناء الحديدة، دليل على هزيمة الميليشيات التي سبق وأن رفضت لسنوات عرضاً مماثلاً، كونها تستغل الميناء لتهريب الأسلحة الإيرانية، وحذروا من أن الميليشيات سوف تراهن على عامل الوقت من خلال إطالة أمد العمليات العسكرية في الحديدة ودفع الوضع الإنساني إلى التفاقم بهدف حمل المجتمع الدولي للضغط على التحالف العربي والحكومة اليمنية لوقف المعارك. وقال المحلل السياسي اللواء المتقاعد حسين بن عبدالله الصفيان، إن زعيم الميليشيات شعر بذعر شديد مع سقوط مطار الحديدة وتوجه القوات المشتركة نحو الميناء. وأضاف أن العرض الذي قدمه الانقلابيون فات أوانه لأن الميناء سوف ينتزع من أيديهم خلال أيام قليلة ما يعني عملياً سهولة تحرير صنعاء، وبالتالي إنهاء وجودهم في المشهد السياسي كذراع إيراني. وأوضح أن زعيم الحوثيين عندما أعلن عبر قناة «المسيرة» استعداده بأن تشرف المنظمة الأممية على ميناء الحديدة فأنه يعلن بطريقة غير مباشرة عن هزيمته الوشيكة في المعركة، وأن خسارته للميناء تعني خسارته في اليمن بأكمله على اعتبار أن الميناء كان يمثل شريان الحياة للميليشيات يحصل من خلالها على إمدادات السلاح الإيرانية، وعلى أموال طائلة من الإيرادات ينفقها على قواته. ودعا إلى سرعة حسم معركة تحرير الحديدة وميناءها لتفويت تباكي الحوثيين والاستنجاد بضغوط المجتمع الدولي لوقف العمليات. وقال الخبير الاستراتيجي العميد متقاعد الدكتور عبد العزيز بن عبد الله المحيسن، إن إعلان الحوثي موافقته على وضع ميناء الحديدة تحت إشراف الأمم المتحدة هو دليل على هزيمة الميليشيات في المعركة، ونوع من المراوغة لكسب الوقت والظهور أمام المجتمع الدولي بأنها تقبل بالحلول السلمية. وأضاف أن هناك مخاوف من أن تسعى الميليشيات إلى حرب شوارع خاصة مع انتشارها على سطوح المنازل، وهي حرب يتفادى التحالف وقوات المقاومة الدخول فيها خشية وقوع ضحايا من المدنيين، مشدداً على أن التحالف استطاع حتى الآن أن يقود معركة نظيفة في الحديدة حالت دون سقوط ضحايا من المدنيين، فضلاً عن تنظيم عمليات إغاثة إنسانية بالتوازي مع العمليات العسكرية. وأكد الخبير والباحث في شؤون التنظيمات الإرهابية إبراهيم بن علي التركي على ضرورة سرعة حسم العملية العسكرية الخاصة بتحرير الحديدة وميناءها من براثن الحوثيين الذين سيعمدون إلى المراوغة السياسية مثلما فعل زعيمهم عبد الملك الحوثي عندما أعلن عن عرض قدمه للمبعوث الدولي بأن تشرف الأمم المتحدة على إيرادات الميناء. وقال إن هناك مخاوف حقيقة من قيام الميليشيات بجرف الشوارع وقطع المياه وتدمير شبكة الصرف الصرف الصحي في أحياء الحديدة في محاولة لتكريس المعاناة الإنسانية واستغلالها لأهداف عسكرية، مشيراً إلى ضرورة تحرير ميناء الحديدة من خلال عملية خاطفة وسريعة تجنب المدنيين أي أضرار. وأضاف أن ميناء الحديدة سيتم تحريره خلال الأيام القليلة القادمة رغم مخاوف المجتمع الدولي الذي لم يستطع حتى الآن التذرع بأي حجج إنسانية للضغط على القوات اليمنية المسنودة بالتحالف لوقف العمليات، وهو في حد ذاته انتصار دبلوماسي ودليل على احترافية القتال النظيف الذي ينتهجه التحالف والمقاومة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©