إسرائيل: حرب جديدة محتملة ضد «حزب الله»

أكد وزير إسرائيلي أمس أن حرباً جديدة تلوح في الأفق بين الدولة العبرية و”حزب الله” بعد الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان في صيف 2006 مستهدفة الحزب. وقال يوسي بيليد الوزير من دون حقيبة في كلمة في بئر السبع “إننا نتجه نحو مواجهة جديدة في الشمال لكنني لا أدري متى ستندلع، مثلما كنا نجهل في أي وقت كانت حرب لبنان الثانية ستندلع”. وقال بيليد “مع أن حزب الله عضو في الحكومة اللبنانية، إلا أنه ليس لديها أي نفوذ عليه. وإن ضرب العنف شمال إسرائيل فسوف نحمل سوريا ولبنان المسؤولية”. وكان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أعرب في 20 يناير عن خشيته من “عملية إسرائيلية” تستهدف لبنان، مشيراً إلى تكثيف الطلعات الجوية الإسرائيلية فوق الأراضي اللبنانية في الفترة الأخيرة. وفي 12 يناير حذر وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك لبنان و”حزب الله” من مغبة الإخلال بـ”الهدوء” الذي يسود الجبهة بين لبنان وإسرائيل. من جانبه عزا مسؤول رفيع في “حزب الله” ازدياد التهديدات الإسرائيلية للبنان خلال الفترة الأخيرة إلى خشية إسرائيل من اقتراب الذكرى الثانية لاغتيال القائد العسكري البارز للحزب عماد مغنية والذي هدد الحزب بالانتقام له. وقال مسؤول منطقة جنوب لبنان في “حزب الله” نبيل قاووق في احتفال محلي “إن التهديدات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان تعكس ارتفاع مستوى الهلع والرعب الذي يجتاح الإسرائيليين مع اقتراب الذكرى السنوية لاغتيال القائد الحاج عماد مغنية”. وأضاف “إن العدو يعلم بأن دماء الشهيد مغنية ستبقى تلاحقه حتى هزيمته الكبرى”. واعتبر قاووق أن ازدياد التهديدات الإسرائيلية للبنان “يضع كل المنطقة على طريق الخطر والعدوان”. في هذه الأثناء دوت صفارات الانذار الاسرائيلية اكثر من مرة في المستوطنات الشمالية المحاذية للخط الازرق في جنوب لبنان، في اطار المناورات العسكرية الواسعة النطاق المستمرة منذ 3 ايام وتنتهي غداً الاثنين، وسط استنفار عسكري واسع النطاق على طول الخط الممتد من الناقورة غرباً وحتى سفوح جبل الشيخ شرقاً. وافادت مصادر امنية لبنانية بان اصوات الانفجارات سمعت بوضوح في معظم بلدات الجنوب، جراء استخدام الجيش الاسرائيلي القذائف الحية في مناوراته وسط تحليق كثيف لطيرانه الحربي والمروحي والاستطلاعي في اجواء المنطقة الجنوبية. واعلن بيان لقيادة الجيش اللبناني بان طائرة استطلاع اسرائيلية معادية اخترقت الاجواء اللبنانية من فوق بلدة علماً الشعب الحدودية ونفذت طيراناً دائرياً فوق منطقة الجنوب ثم غادرت من فوق بلدة الناقورة. إلى ذلك هاجم “حزب الله” بشدة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير واتهمه بأنه “يشجع إسرائيل على الإمعان في اعتداءاتها” على لبنان. وكان كوشنير قد قال في ختام لقاء عقده مع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في باريس رداً على سؤال حول المخاوف من حصول هجوم إسرائيلي على لبنان “حتى الآن يبقى الأمر محصورا في إطار التهديدات ولا نرى عملا إسرائيلياً في هذا الإطار الآن”. إلا أنه أضاف “لكني أود أن أقول بشكل بسيط وواضح إن الوضع في إيران قد يؤدي الى تحركات للهروب الى الأمام من قبل عدد من المسؤولين الإيرانيين، وهذا أمر خطير لأن حزب الله يملك السلاح وقد تحصل بعض الأحداث التي قد تكون مؤسفة للغاية ومدانة”، في اتهام غير مباشر لحزب الله بأنه قد يعمد الى فتح المواجهة مع إسرائيل في جنوب لبنان في حال تدهور الوضع مع إيران بشأن ملفها النووي. وجاء في بيان لـ”حزب الله” غداة تصريحات كوشنير أن الحزب “يستنكر” هذه التصريحات “ويرى في ثناياها بصمات واضحة للصوت الإسرائيلي وتنكراًكاملا لتاريخ فرنسا وإرثها في مقاومة العدوان والاحتلال”. وأضاف البيان ان حزب الله “يستغرب أن يناقض وزير خارجية فرنسا بتصريحاته ما تؤكده تقارير قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان والتي تتمثل بلاده فيها حول الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على لبنان وخرقها لسيادته”. واكد أنه “يرى في هذا الموقف محاولة لتبرئة العدو الإسرائيلي وتغطية لانتهاكاته المتكررة للسيادة اللبنانية، وهو ما يشكل حماية للمحتل الإسرائيلي وتشجيعاً له على الإمعان في اعتداءاته”. وخلص البيان الى القول إن حزب الله “إذ يدين هذا الموقف المتواطئ وغير المتزن، فإنه يهيب بالسلطات الفرنسية أن تضطلع بدور يتناسب مع المسؤولية التي طالما ادعت تحملها بالحرص على سلامة لبنان وسيادته”.