الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حصون الإمارات شهود شوامخ

حصون الإمارات شهود شوامخ
17 نوفمبر 2008 01:12
يروي المكان الصامت أبجدية الزمان! يستحضر حكايات الأمس البعيد، المفعمة بالشجن حيناً، والموغلة بشقاء العيش وقسوة الصحراء حيناً آخر·· وكلما كان المكان صامداً؛ جاءت شهادة جدرانه وزواياه، سامقة كالحصن· والحصن كان أكثر الأمكنة أماناً، قبل قيام دولة الإمارات فهو الحصن الأكبر والأمان الأكثر· فقد انتشرت قديماً في مناطق الدولة حصون كثيرة، يرجع تاريخها إلى عقود سابقة، ما يزال معظمها باقيا إلى يومنا هذا· يشير الباحث التاريخي ناصر حسين العبودي- في ''دراسات في آثار وتراث دولة الإمارات العربية المتحدة'' إلى أن أجدادنا كانوا يستمدون قوتهم وتحصين دفاعاتهم من خلال تلك الحصون، يقول: ''تتخذ معظم الحصون في الدولة الشكل الدائري، ويسمى باللهجة المحلية ''بري'' أي البرج، وكان يستخدم للحراسة والحماية، لأنه لم تكن هناك مبان عالية قديماً، وكان الحصن يؤدي الغرض كوسيلة أمان، حيث كان الناظر يطلق الصائح (صافرة إنذار) لتحذير الناس، لذلك كان يتعين على من يقوم بالحراسة أن يكون قوي الصوت والنظر''· ويضيف العبودي: ''يبنى الحصن عادة من الأحجار المرجانية والجص والخشب، بارتفاع يتراوح بين 10 إلى 15 متراً، ويتألف من باب سفلي داخلي يقود إلى سلم يؤدي إلى عدة طبقات، يتواجد فيها الحرس من أجل المراقبة والدفاع، حيث تحتوي جدرانها على فتحات ضيقة (مزاغل) موزعة على محيط جدرانها من أجل الرمي، وكذلك للقيام بأعمال الاستطلاع والاستكشاف للدفاع عن المنطقة من جميع الجهات''· حصون الإمارة بدوره يشير علي محمد راشد، مؤلف كتاب ''الحصون والقلاع في دولة الإمارات العربية المتحدة'' إلى أهم الحصون في إمارة أبوظبي: ''يعتبر الحصن الأبيض في أبو ظبي أشهر الحصون في الإمارات، فقد بني عام ،1793 ويتكون من بناء ضخم يغطي مساحة 6400 متر مربع تحميه أربعة أبراج، وطوال سنوات كثيرة كان يقف وحيداً بين الخيام وبيوت سعف النخل، وشهد الحصن أعمال ترميم وتجديد كثيرة ليأخذ شكله الحالي· أما مدينة العين فهي الأكثر نصيباً من الحصون في الإمارات، وأكبرها هو حصن الجاهلي الذي بني عام ·1898 وهناك الحصن المربع ويسمى حصن الشرطة لأنه كان منذ وقت طويل مقراً للشرطة· والحصن الشرقي الذي بني عام 1910 وهو المكان الذي ولد فيه -المغفور له- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان· وهناك حصن الرميلة يقع شمال المدينة· وحصن المويجعي· وحصن الهيلي، وكل منهما يقع وسط واحة نخيل خضراء· وحصن المقرب الذي يتكون من مبنى رئيسي وحصن أصغر ببرج مراقبة· بينما يقع حصن مزيد عند سطح جبل حفيت· وهناك حصن حتا وبرجان منفصلان بنيت كلها في العقد الأول من القرن ،17 وحصن بثنة المبني وسط واحة خضراء ترتفع خلفها جبال حجرية''· صروح تاريخية للمستشرقين والباحثين في التراث كلمتهم أيضاً حول حصون الإمارات، فوفقاً لـ ماريجكي جونغبلود ''تنتشر في الإمارات حصون كثيرة، يقف القديم منها كصروح تاريخية· وتستحوذ مدينة العين على كثير منها، كحصن الجاهلي، والشرقي، والرميلة، والمويجعي، والهيلي·· وفي العاصمة أبوظبي هناك ''الحصن الأبيض'' يقع في وسط المدينة· وفي دبي نجد حصن الفهيدي الذي بني عام ،1800 وحصن نايف الذي أصبح مقراً للشرطة· وهناك حصن الشارقة الرئيسي بني عام 1820 ويشتمل على طابقين ببرجين· وكذلك حصن دبا· أما حصن رأس الخيمة فبني عام ·1749 وفي ذات العقد بني حصن الفجيرة الذي يرتفع بطوابقه الثلاثة قبالة الساحل· وكذلك حصن الحيل في الفجيرة أيضاً· وحصن عجمان الذي يغطي مساحة2500 متر مربع· أما حصن أم القيوين فيعود تاريخ بنائه إلى عام ·''1876 جماليات فنية لا تقتصر أهمية تلك الحصون على الجانب الدفاعي لها، إذ تتميز معظمها بعناصر معمارية وجماليات فنية تلفت إليها إسراء أيوبي- مهندسة معمارية قائلة: ''تتسم الحصون في تأثيرها البارز في التكوين العمراني والتاريخي لمناطق الدولة، حيث تميزت بإحتوائها على عناصر جمالية ومفردات فنية عالية القيمة، مستلهمة من العصرين الأموي والعباسي، مما أعطاها دوراً تاريخياً مهماً وجعلها أقرب إلى الآثار، بخاصة وأنه استخدم في بناء بعضها الحجر المرجاني والجص وأخشاب الصندل وجذوع النخيل· واستخدم في بناء بعضها الآخر؛ الأحجار الصدفية والطين''· وتضيف أيوبي: ''بينما اختفت معالم رئيسة في بعض الحصون نتيجة تداعي جدرانها القرميدية، بفعل الرياح والأمطار، صمدت في حصون أخرى العديد من التفاصيل الجميلة كالسقوف المصنوعة من الحجر وزخارف فتحات الرماية''· تبقى الإشارة إلى أن الوعي بأهمية التراث الوطني، وحماية آثار الدولة، دفع المسؤولين إلى ترميمها وتجديدها، وتحويل بعضها إلى متاحف تضم في حناياها مجموعات كبيرة من التحف والأسلحة والعملات والطوابع والصور والأدوات القديمة، ومستلزمات الحياة اليومية لأجدادنا، وهي تفتح أبوابها للسياح والزوار في أوقات محددة· إضاءات يوجد في الإمارات أكثر من 33 حصنا (في مدينة العين وحدها يوجد 13حصنا)· أقدم حصن في الإمارات ''حصن الفجيرة'' بني عام 1670 فوق تلة مرتفعة· شهدت أعوام الثمانينات بداية ترميم العديد من الحصون الأثرية المنتشرة في أنحاء الدولة· تزين مجسمات الحصون مداخل بعض المؤسسات الرسمية، مثل''نادي تراث الإمارات''، و''القرية التراثية''، وكذلك ''المقهى الشعبي'' في كاسر الأمواج على كورنيش أبوظبي· تعتبر مجسمات الحصون أحد أشهر وأجمل دوّارات مدينة العين· تحولت بعض الحصون إلى متاحف ومكتبات ومقار رسمية (الحصن الأبيض بأبوظبي، تحوّل إلى ''المجمع الثقافي'' مقر هيئة أبوظبي للتراث والثقافة)· تشرف هيئات رسمية وتراثية على تنظيم زيارات سياحية للراغبين بالاطلاع على الحصون· تحرص المناطق التعليمية على اصطحاب طلاب وطالبات المدارس في زيارات ميدانية إلى حصون الدولة·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©