السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مجلس التعاون: ظروف ومستجدات

14 مايو 2015 22:53
ماذا فعل «مجلس التعاون لدول الخليج العربية» خلال العقود الثلاثة الماضية لتجسيد أهدافه التكاملية على أرض الواقع؟ وهل اشتد عوده أم أن الأحداث الإقليمية والدولية حدّت من تطوره؟ يتساءل الدكتور عبدالرضا أسيري، عميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت، في كتابه «مجلس التعاون لدول الخليج العربية بعد 33 عاماً: الإنجازات والإخفاقات»، حول مستقبل منظومة المجلس بعد هذه المسيرة الطويلة، وفي ظل أحداث وأزمات تعيشها المنطقة. وقبل ذلك يقدم عرضاً حول الظروف والملابسات التي أحاطت بميلاد المجلس، الذي أُعلن عن قيامه في 25 مايو 1981 في مدينة أبوظبي، بحضور قادة دوله الست، وهي دول ذات أوضاع اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية وجغرافية متشابهة، ولديها روابط متبادلة كثيرة.. لذلك يمكن أن تشكل كتلة كبيرة. وإلى ذلك، يتناول الكتاب العوامل الخارجية التي أسهمت في تأسيس المجلس، ومنها: قيام الثورة الإيرانية عام 1979 وما رفعته من شعارات تتوعد بتصدير الثورة للمنطقة، الغزو السوفييتي لأفغانستان عام 1979 بغية الوصول إلى المياه الدافئة للخليج العربي، اندلاع الحرب العراقية الإيرانية في سبتمبر 1980 ودعم الدول الخليجية للرئيس العراقي صدام حسين، انقسام الرأي العام الخليجي حول الدعم لصدّام، ثم الأوضاع المتوترة على الحدود بين سلطنة عمان واليمن الجنوبي. كما أن هناك عوامل داخلية أسهمت في قيام المجلس، يذكر منها المؤلف: الخلل الديموجرافي (تركيبة سكانية يغلب عليها الوافدون)، والعامل الاقتصادي والاجتماعي (التداخلات المجتمعية والاعتماد على النفط كمورد أساسي)، وأخيراً العامل السياسي متمثلا في التشابه بين طبيعة أنظمة الحكم في الدول الست. ورغم ذلك، يقول المؤلف، فقد شهدت المنطقة في السنوات القليلة الماضية سقوط مصدر التهديد الرئيسي متمثل في نظام صدام حسين وقيام نظام آخر في بغداد، كما أن إيران تعيش حقبة جديدة في تاريخها متمثلة بمجيء حسن روحاني لسدة الرئاسة، هذا علاوة على أحداث «الربيع العربي» التي أطاحت أنظمة كل من تونس ومصر وليبيا واليمن، وما تشهده سوريا من عنف متواصل.. وبروز تحديات جديدة أمام المنطقة العربية تتمثل في تنامي قوى العنف والتطرف «الإسلامي». ومن منطلق تلك المتغيرات والتحديات يأتي تقييم الكتاب وتحليله لمستقبل مجلس التعاون الخليجي، كمنظومة إقليمية تسعى لرفع مستوى التنسيق والتعاون والتكامل بين دولها الأعضاء، وكدرع واقية ضد التهديدات الخارجية لدوله. وبعدئذ يستعرض المؤلف بعض التوجهات التي حاول مجلس التعاون تحقيقها في سياق العمل الخليجي المشترك، مثل: إنشاء المجلس الاستشاري الخليجي المشترك، إنشاء اتحاد جمركي، التنقل الحر بين أقطار المجلس لمواطنيها، توحيد مناهج التعليم ونظم الإدارة الحكومية، إنشاء قوة «درع الجزيرة»، محاولة الاتفاق على إصدار العملة الخليجية الموحدة، والاتفاقية الأمنية.. فهذه أهم التوجهات الاندماجية التي سعى المجلس لتحقيقها، لكن بعضها اصطدم بعوائق عدة، محلية وإقليمية ودولية. وهنا يلاحظ المؤلف أنه فيما مثلت الأوضاع الإقليمية خلال السبعينيات والثمانينيات قوة دفع لإنشاء المجلس وعامل تعزيز لتقويته واستمراريته، فإن أحداث العقدين الأخيرين لعبت دوراً سلبياً وأثرت بشكل مباشر على فاعلية التعاون بين دول المنظومة. وأخيراً يعتقد الدكتور أسيري أن تغير الظروف ونوعية التحديات وبروز تهديدات جديدة لم تكن موجودة في السابق، كل هذا يتطلب تصوراً جديداً للتكامل والتنسيق بين دول مجلس التعاون الخليجي يرتقي إلى مستوى طموح شعوبه التي بدأت تعيش حالة من الإحباط حيال المجلس وإنجازاته. محمد ولد المنى الكتاب: مجلس التعاون لدول الخليج العربية بعد 33 عاماً: الإنجازات والإخفاقات المؤلف: عبد الرضا علي أسيري الناشر: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية تاريخ النشر: 2015
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©