الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

إذا قال زلاتكو فصدقوه

22 يونيو 2018 22:24
انشغل العالم بخسارة منتخب الأرجنتين بثلاثية نظيفة من كرواتيا، في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة لمونديال روسيا، ولعلي أتفهم ذلك، فالخاسر وبتلك النتيجة القاسية هو منتخب «التانجو» أحد أبرز المرشحين في كل نسخة، وأتفهم أكثر لوجود الأسطورة ليونيل ميسي على رأس الكتيبة الزرقاء، لكن ما يؤسفني أننا - معشر الإعلاميين- وحيث نتواجد على كل رقعة من العالم لا نميل لإنصاف الفرق الطامحة، حتى وهي تحقق ما يعجز عنه الكبار، إذ ننشغل بالخاسر في مثل هذه المباريات، وندير ظهورنا للفائز فيها. أتفهم هذا التوجه الإعلامي الذي ينطلق من الفلسفة الصحفية القائمة على مبدأ «عض رجل كلباً»، والتي يرى معتنقوها أنها النموذج للخبر الصحفي ذي القيمة المهنية، لكنها وأن بدت صحيحة في جانب، لكنها في ذات الوقت تحمل انتهاكاً لكثير من قيم المهنية الصحفية، فخسارة ميسي ورفاقه بتلك النتيجة، وإن كانت صدمة من صدمات المونديال، لكن يقابلها أيضاً أن لوكا مودريتش وزملاءه قالوا كلمتهم المدوية، ويجب أن ينالوا من التصفيق والتمجيد ما يصم الآذان. والأمر لا يجب أن يقف عن مودريتش ولاعبي المنتخب الكرواتي، بل يجب إنصاف قائد الكتيبة، وأعني المدرب الطموح زلاتكو داليتش الذي استطاع أن يثبت قيمته الفنية، ليس بالفوز على الأرجنتين، وإنما قبل ذلك بقدرته على قيادة منتخب «الناريين» إلى روسيا يوم أن استلم المهمة شبه المستحيلة في التصفيات بديلاً عن المدرب انتي تشاتشيتش، وأبواب العبور إلى المونديال تكاد تنغلق في وجه، غير أنه نجح في خلعها ليقود كرواتيا للتواجد في الحدث العالمي الأكبر. أجدني اليوم متعاطفاً مع زلاتكو لسببين، أولهما مهني كونه يستحق الإنصاف لدوره اللافت في حضور كرواتيا الباهر في مباراتيه الماضيتين أمام الأرجنتين ونيجيريا، والتأهل إلى الدور الثاني، وثانيهما أنني أعرفه جيداً منذ نحو ستة أعوام يوم أن تعاقد مع نادي الفيصلي السعودي، لينطلق من خلاله لوضع بصمة على مستوى الخليج عبر ناديي الهلال السعودي والعين الإماراتي. ثمة من استغرب من تصريحات زلاتكو في المؤتمر الصحفي الذي سبق مباراة الأرجنتين، حينما وصف المواجهة بأنها الأسهل له، ومن استغرب بالطبع لا يعرف زلاتكو الذي يعشق التحدي والرهان على النجاح، وهو الذي قال لي أكثر من هذا الكلام، حينما التقيته هنا في موسكو بعد قرعة المونديال التي جرت في ديسمبر الماضي، يوم أن قلت له إن القرعة لم تنصفه، حين وضعته أمام الأرجنتين، فإذ به يقول: «القرعة يا صديقي كعادتها عمياء، لكننا مبصرون، ولذلك كنت أتوقع ما هو أسوأ، وقد جهزت نفسي لمواجهة أصعب الاحتمالات، وكنت أقول إما أن أكون في مستوى التحدي، وإلا فالأفضل أن أجلس في بيتي وأشاهد المونديال عبر التلفزيون».. وها أنت تفعلها يا صديقي، وكأنني بك تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، وحينها سيلتفت إليك معشر الإعلاميين وسينصفونك شاؤوا ذلك أم أبوا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©