السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شيماء المرزوقي.. موهبة إماراتية انطلقت من «مكتبة منزلية»

شيماء المرزوقي.. موهبة إماراتية انطلقت من «مكتبة منزلية»
29 سبتمبر 2016 20:28
هناء الحمادي (أبوظبي) منذ الصغر وهي تعشق القراءة والكتابة، ولعل أحد الأسباب التي دفعتها للكتابة هي القراءة المستمرة، وإنْ كانت منذ سنوات الدراسة الأولى حظيت باهتمام من والديها، وعلى وجه الخصوص من الوالدة التي لم تتأخر يوماً من السعي خلف نجاحاتها، بل استمرت على تشجيعها على القراءة والمشاركة في الدورات والمحاضرات والورش، فهي تؤمن بأن العلم والمعرفة يصقلان موهبة الطفل منذ الصغر حتى يتوسع ويتطور مع الزمن، كذلك معلماتها كان لهن دور بارز في تشجيعها بمختلف المراحل الدراسية لخوض عالم الكتابة. لكن يبقى أستاذها في الجامعة له الفضل الكبير في نشر أول مؤلفاتها، وهو كتاب يتحدث عن التحديات التي تواجه اللغة العربية في العصر الحالي. «أدب الطفل» الروائية شيماء المرزوقي، مؤلفة وكاتبة، قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 25 قصة حتى الآن، ونشرت روايتين واحدة لليافعين بعنوان «ريانة»، وهي من أدب الخيال العلمي، والأخرى بعنوان «زعفران»، كما قدمت ورشاً عدة ودورات تدريبية عن الكتابة الإبداعية بشكل عام والكتابة للطفل بشكل خاص، تخصصت في التربية، خاصة لمرحلة الطفولة المبكرة ورياض الأطفال والمرحلة الإبتدائية، حيث لاحظت نقصاً وعدم اهتمام في العالم العربي بعالم «أدب الطفل»، والكتابات الإبداعية الخاصة به، من هنا عشقت الكتابة والتأليف منذ الصغر، واتجهت لكتابة القصص. حب القراءة القراءة بالنسبة لها مساحة لا تحكمها أية قيود، لكنها ليست الطريقة الوحيدة التي تقود نحو الكتابة والتأليف، فالكاتب بحاجة إلى خبرات وتجارب متنوعة وعديدة تؤهله ليكتب ويعبر ويسرد. وعن ذلك تقول المرزوقي، «الكتابة هي عالمي الخاص، وهي من أمتع الأنشطة التي أمارسها، والتي أحبها من أعماق القلب، وأعطيها الأولوية في الجدول اليومي، فعلى المؤلف أن يبحث دائماً عن المحيط الإيجابي والأشخاص المحفزين. والكتابة لها حق من وقتنا، وإنْ أردنا أن ننجز ونحقق، فلا بد أن نخصص لها من وقتنا الثمين، ونعززها بالقراءة المستمرة لنوسع من دائرة معرفتنا، ونطور من قدراتنا ومهاراتنا». صعوبات وتحديات لكن تبقى في عالم الكتابة والتأليف الصعوبات والتحديات المتعددة والمتنوعة، ومع ذلك ففي مجال الكتابة للطفل على وجه الخصوص هي حاضرة بقوة، ومتنوعة حتى وصول المنجز لأيدي القراء الصغار. وعن تلك التفاصيل، تذكر المرزوقي «تجهيز ونشر كتاب للطفل يختلف تماماً عن أي كتاب آخر، حيث له مواصفات ورسوم متماشية مع القصة، فضلاً عن الكتابة نفسها لها معايير، من تبسيط اللغة وتكثيفها وسهولتها، مع وصول الفكرة للعقل الصغير بأقل قدر من الشرح والوصف، وبشكل مشوق وجذاب، وهذه هي بعض من التحديات التي تواجهني في هذا المضمار، ولكن بالخبرة والعمل يتم التغلب على مثل هذه الجوانب». رسالة إنسانية وعن مراحل تأليف الكُتب، فإن ذلك يحتاج إلى الكثير من المهارة والخبرة، وهنا توضح المرزوقي «أولاً يجب أن نعرف وظيفة الكتابة والحاجة لها، فأنا أكتب لنفسي، وأجد راحة نفسية في الكتابة والتأليف، وأشعر بأني أحمل رسالة إنسانية فاعلة في الوسط البشري، كما أن الكتابة ترفع من الروح المعنوية لدى كل من يقوم بهذا الدور، لأن المؤلف هو منتج للمعرفة ويسعى لترويجها للآخرين، وهذا دافع قوي نحو الكتابة، فالآخر الذي يتلقى نصوصك وكتاباتك سيشعر بإنسانيتك وتأثير كلماتك عليه». وتضيف «كوني كاتبة، فأنا أخاطب العقول، ولهذا أقرأ باستمرار في جميع المجالات، والكتب التي أقرأها تختلف من حيث الفكرة والمضمون والفئة العمرية، فأشعر بأني في عالم جديد، ولا بد من أن استكشف وأتعمق أكثر في هذا العالم. وكما قال الأديب جون درايدن الذي يعد من أشهر الأدباء والشعراء في انجلترا في عصره: (بقراءة الكتب تزور العالم وأنت في بيتك). لذا وظيفة التأليف والكتابة لها التأثير الإيجابي على المجتمع، وهي رسالة عظيمة وسامية، تسهم في تعزيز الشخصية وتنمية الفكر، ومساعدة القراء على النظر بإيجابية للحياة، وأعتقد أن كل منجز قدمته هو بطريقة أو أخرى يحمل هذه المضامين ويحاول الترويج لها». تغذية الوجدان شيماء نتيجة عشقها للأطفال، تحب أن تشاركهم همومهم وأحلامهم وتطلعاتهم وخيالهم، لذلك تستهدف جوانب معرفية عدة، وفي المقام الأول تنمية ثقافة ومعارف الجيل القادم من الأطفال واليافعين، ومحاولة تغذية وجدانهم وخيالهم بالمفيد والإيجابي، وفي إطار التأليف للطفل، تتطلع أن تكون الكتابة مثمرة ومفيدة، لتصل لأكبر عدد من القراء الصغار، وفي هذه الصدد تعمل المرزوقي حالياً على قصص تعزز مفهوم الوطنية، وتحيي قيم التراث والأجداد. نجاح الإماراتية وترى شيماء المرزوقي، أن الفتاة الإماراتية حققت ذاتها، بالثقة بقدراتها وبفكرها وعقلها، وهذا لم يكن ليتحقق لولا الدعم والرعاية والاهتمام بها وبتعليمها، وتذليل الصعاب التي تعترضها، وهذه السياسة الناجحة بعيدة المدى التي انتهجتها القيادة الرشيدة منذ فجر التأسيس، هي التي منحت المرأة الإماراتية حقوقها، ومكنتها من إثبات ذاتها. أبرز المؤلفات تستعد الروائية شيماء المرزوقي حالياً لإصدار أكثر من قصة للطفل، وأيضاً مجموعة قصصية للكبار، وصدر لها في معرض أبوظبي للكتاب الماضي كتاب بعنوان «منذ متى تطير الخفافيش تحت الشمس»، بالإضافة إلى عدد من القصص الجديدة الموجهة للأطفال وباللغتين العربية والإنجليزية، كما تقوم حالياً بكتابة رواية جديدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©