نظم شيوخ العشائر تظاهرات في عدة مدن عراقية كبرى أمس تأييداً لمطالبة رئيس الوزراء نوري المالكي بتعديل الدستور العراقي لتعزيز سلطة الحكومة العراقية المركزية وخطته لتشكيل ''مجالس الإسناد'' لحفظ الأمن في أرجاء البلاد· وكذلك احتجاجا على رفض حزب ''الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني و''الحزب الديمقراطي الكردستاني'' بزعامة رئيس إقليم كردستان شمالي العراق مسعود بارزاني تشكيل أفواج الإسناد في كردستان والمناطق المجاورة له المتنازع عليها بين الأكراد والعرب والتركمان وهي محافظة كركوك وأجزاء من محافظتي ديالى ونينوى·
ورفض شيوخ العشائر بشدة تهديد الحزبين الكرديين بمعاقبة من ينخرط في تلك المجالس أو يتعامل معها باعتبار أنه ارتكب ''جريمة'' و''خيانة'' ووصفوا ذلك بأنه إهانة لهم·
وتظاهر مئات العراقيين في تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين (180 كيلومترا شمال بغداد) يتقدمهم شيوخ عشائر· ورفعوا لافتات كتبوا عليها ''نريد من رئيس الوزراء إرساء دولة القانون وتعديل الدستور''، و''مع المالكي لضبط الأمن والقضاء على الإرهاب والميليشيات المسلحة''، و''التهجم على العشائر العراقية الأصيلة هو إهانة للشعب العراقي''، و''كركوك والموصل وديالى عراقية''·
وقال رئيس ''مجلس شيوخ عشائر صلاح الدين'' وعضو ''هيئة رئاسة إسناد تكريت'' الشيخ خميس الناجي جبارة ''نُظمت المظاهرة كتأييد للمالكي في مواقفه الوطنية ودعمه مشاركة العشائر العراقية في بناء دولة القانون· إن تعديل الدستور حق كفله الدستور نفسه ودعوة المالكي إلى تعديله لا تشكل تجاوزاً عليه ''·
وأضاف ''تمثل مجالس الإسناد صفوة أبناء العشائر العراقية وقد تمكنت من إحلال الأمن بعد أن عجزت كل القوات عن تحقيقه وليس من حق أحد التشكيك فيها''· وقال عضو ''مجلس إسناد محافظة صلاح الدين'' الشيخ أحمد رجا الدليمي ''إن الذين يعارضون خطة المالكي، إنما يريدون أن يبقى العراق ضعيفاً وأن يستمروا في مشروعهم التقسيمي''· وقال عضو مجلس النواب العراقي فرحان العوض ''إن العشائر العراقية مع مواقف المالكي الوطنية في الحفاظ على وحدة العراق وارساء سلطة القانون واعادة كتابة الدستور''· وأضاف ''أما الهدف من تنظيم التظاهرة فهو إرسال عدة رسائل إلى الذين لا يريدون أن يكون العراق قويا ومستقلاً ''· وتابع نقول لمن يؤكدون وجود مناطق متنازع عليها ويطالبون بها، إن العراق واحد بكافة طوائفه وقومياته ولا توجد مناطق متنازع عليها في دولة واحدة''·
وتظاهر زعماء وأفراد عشائر في الحلة عاصمة محافظة بابل (100 كيلومتر جنوب بغداد) تأييداً لتشكيل مجالس الإسناد· كما تظاهر مئات من شيوخ ووجهاء محافظة كربلاء في مدينة كربلاء (120 كيلومتراً جنوب بغداد) احتجاجاً على تصريحات القيادة الكردية·
وقال محافظ كربلاء عقيل الخزعلي، القيادي في ''حزب الدعوة الإسلامية'' بزعامة المالكي، لدى استقباله المتظاهرين ''ما هي المخالفة القانونية او الشرعية والعرفية حينما تحتضن الدولة العشائر العراقية لرسم مستقبل العراق الجديد؟''· ''هل يريدوننا أن نتحدث عن قائمة مخالفات للدستور؟ فهل ان تخصيص 71 % من ميزانية الدولة لإقليم كردستان دستوري؟ وهل أن البيشمركة (الميليشيا الكردية) تشكيل دستوري؟ وهل أن المطالبة برواتبها مطلب دستوري؟ وهل أن استخراج النفط في الإقليم واستثماره دستوري وهل ان جباية الرسوم الجمركية من مداخل العراق ومنافذه الحدودية مع سوريا وايران وتركيا دستورية؟''· وخلص إلى القول ''إن المسؤولين كلهم أبناء عشائر وسنقف بقوة امام أي توجه ضد العشائر ولن نتنازل حتى لو خسرنا مواقعنا''· وقال رئيس عشيرة الطرف في كربلاء الشيخ عزيز الطرفي ''إن عشائر العراق لها تاريخ وطني مشرف ونحن نرفض تصريح بارزاني ضدها''· وشهدت النجف عاصمة محافظة النجف المجاورة لكربلاء تظاهرة مماثلة·
وتظاهر نحو ألف من شيوخ وأفراد العشائر في السماوة عاصمة محافظة المثنى (370 كيلومتراً جنوب بغداد) مطالبين بتوسيع ودعم ''مجالس الإسناد''· وقال شيخ عشيرة الظوالم الشيخ ناجي كامل ''إن المجالس تهدف إلى تحقيق الامن والمصالحة الوطنية وفرض القانون''· وانطلقت تظاهرة مماثلة في الناصرية عاصمة محافظة ميسان المجاورة·
وطالب المتظاهرون بأن يقدم بارزاني اعتذاراً لعشائر الفرات الأوسط والجنوب عن إساءته لها·
وتظاهر مئات من أهالي الحويجة في محافظة كركوك (260 كيلومتراً شمال بغداد) دعماً للمالكي· وقال كبير شيوخ قبيلة العبيد خيري ناضم العاصي: ''إن مساندتنا لرئيس الوزراء نعدها موقفاً تاريخياً ووطنياً؛ لأ نه نجح في مواجهة الطائفية والتطرف''· وقال عضو مجلس محافظة كركوك الشيخ برهان مزهر العاصي: ''إننا كعرب، أثبتنا اليوم دعمنا للعملية السياسية وحرصنا على عراقية كركوك· إن أفواج الإسناد هي عامل استقرار وأمن لإعادة التوازن إلى مؤسسات الدولة والحفاظ على المكاسب الأمنية للشعب العراقي''·
عدد اليوم
