مشاهير مواقع التواصل.. يحتكرون «بيزنس» الإعلانات

هناء الحمادي (أبوظبي) في لمح البصر، باتت الإعلانات التجارية عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأكثر تأثيراً في المتابعين، فقد سحبت البساط بشكل كبير من وسائل الإعلام بمختلف أنواعها معتمدة على مشاهير السوشيال ميديا الذين استطاعوا بطريقة إبداعية التأثير في متابعيهم لعرض منتجات مختلفة عبر حساباتهم والترويج لها مقابل مردود مالي. ولم يعتمد مشاهير السوشيال ميديا في تقديمهم المنتج، الطريقة التقليدية كما تقوم وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، بل أبدع الكثير منهم في لفت انتباه متابعيهم بتسليط الضوء على المنتج من خلال عبارات جميلة وفيديوهات قدمت بكل حرفية من حيث التقديم لجذب المشاهدين منذ الوهلة الأول للمنتج. فبمجرد سماع المتابعين بهذا المنتج أو ذاك لدى أحد المشاهير يتهافت الكثير من كل حدب وصوب لشراء المنتج والالتقاء به مع هذه الشخصية المشهورة، وتعتبر هذه الطريقة جديدة وذكية نوعاً ما لدخول حياة المتابعين بسلاسة وبساطة. أسلوب جذاب بالاقتراب من إحدى هذه الشخصيات المشهورة عبر السوشيال ميديا، نراه قد استطاع بأسلوبه الجذاب الدخول إلى قلوب الكثير من متابعيه، حيث يقدم الكثير من المواضيع الاجتماعية المفيدة والجميلة عبر حسابه ولم يغفل الجانب الإنساني في تقاريره التي يتابعها الجميع، ومع نجاحه أصبح مطلب الكثير من المعلنين الذين لديهم الرغبة في الترويج لمنتجاتهم، بطريقة إبداعية ومغايرة عن الشكل التقليدي، عبر هذه الصفحات الشهيرة على مواقع التواصل. يعترف منذر المزكي بأن دخوله هذا المجال ليس من باب الشهرة أو المردود المالي، وإنما إظهار المنتج بطريقة أكثر مصداقية بعد التأكد من جودته وتوفر الأوراق المعتمدة ذات المواصفات العالمية، ويقول عن تجربته: «تعودنا الإعلانات التجارية التقليدية التي ليس فيها أي إبداع أو ابتكار، ودخولي هذا المجال كان بسبب حبي له، وتقديم منتج مبتكر وجديد ومميز يظهر عبر حسابي الشخصي بطريقة جميلة تحمل الكثير من الحرفية في التقديم من حيث التصوير والكلمات المنتقاة للمنتج». ويضيف: «قدمت مجموعة من الإعلانات في صورة سيناريوهات بطريقة الفيديو، وتعرض في دقائق معدودة لتصل إلى أكبر عدد من المتابعين بطريقة جذابة». طريقة مبتكرة ولا يختلف الوضع مع خبير السفر إبراهيم الذهلي الذي تميز بتقاريره المفيدة والتي تنوعت ما بين الاجتماعية والإنسانية، وطرح الكثير من التغطيات الجميلة عن إمارة أبوظبي، فقد دخل عالم الإعلانات التجارية في مواقع التواصل بأفكار جديدة لترويج المنتج، وعن ذلك يقول: «تصلني الكثير من الإعلانات التجارية ولكن ليست كلها تصلح للإعلان عنها، لكن صاحب المنتج يريد تقديمها عن طريق مشاهير مواقع التواصل من أجل تحقيق الربح». ويضيف: «لا أقبل بالإعلان عن المنتج إلا بعد معرفة ردود أفعال الناس عليه، ومدى مصداقيته وآثاره، وبالطبع طريقة تقديمي المنتج لابد أن تكون جديدة ومبتكرة». ويبين الذهلي، أن الإعلانات على صفحات المشاهير تصل بسرعة البرق ويمكن مشاهدتها في أي وقت وأي مكان، وهي الأسرع والأسهل عندما تكون في قلب الحدث. معترفاً أن هناك صراعاً من أجل البقاء، بتوجه العديد من الشركات والمؤسسات التجارية إلى الإعلان عبر مواقع التواصل، الذي بدأ ينافس «الإعلان التقليدي» بقوة. «متسوق سري» ويلفت أحمد الشرياني صاحب حساب «الدكتور أوفر» على «السناب شات» إلى أن الإعلانات التجارية في الوسائل التقليدية انخفضت بنسبة كبيرة، ويفضل المعلن الإعلان عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تمتلك نسبة مشاهدة عالية، مؤكداً أن الكثير من الشركات تبحث عن الحسابات الأكثر شهرة والتي يمتلك أصحابها أعداداً كبيرة من المتابعين تتخطى حاجز المليون. مشيراً إلى أن كلفة الإعلان عبر هذه الحسابات لا تتجاوز الـ50 في المئة من كلفة الإعلان في الوسائل الأخرى، إضافة إلى انتشار الإعلان بشكل كبير. وقال الشرياني إن الكثير من المعلنين وجدوا ضالتهم لدى هؤلاء المشاهير، ويقول: «عن تجربة شخصية من جانبي، عندما يلجأ إليّ المعلن للإعلان عن منتجه، أترك الرد عليه بعد فترة، حيث يكون لديّ «متسوق سري» يقوم بمراقبة المنتج والتعرف إليه عن قرب، واكتشاف مدى إقبال الجماهير عليه ومدى تقبلهم أو رفضهم المنتج، كما أنني لا أقبل بالإعلان عن منتج لشخصية ذات سمعة غير جيدة، حتى لا يسيء إلى مكانتي ومتابعيّ عبر حسابي، ودائماً أبحث عن المصداقية في المنتج المعلن عنه أكثر من الشهرة». ويضيف: «الإعلانات التي تقدم في الصحف أو التلفزيون لا تحقق الأرباح بقدر الإعلانات التي تقدم من قبل مشاهير مواقع التواصل، الذين لهم أساليب مختلفة في جذب المتابعين». تجربة شخصية أما أسمهان النقبي التي تعتبر أول وجه إعلاني إماراتي والإعلامية في قناة أبوظبي والتي لها باع طويل في تقديم الإعلانات، فتقول: «هناك من يهتم في المقام الأول بتقديم الإعلان دون النظر إلى جودة المنتج، فالمهم لديه في نهاية المطاف أن يحصل على المبلغ المتفق عليه بينه وبين المعلن». وتضيف: «من تجربتي لا أقبل بأي إعلان إلا بعد تجربتي الشخصية له، وفي حاله عدم جودة المنتج لا أقدمه ولا أتفق مع المعلن عليه، لأن لديّ شريحة كبيرة من المتابعين بجميع الأعمار يشاهدون ما أقدمه، وليس من اللائق تقديم شيء ليس فيه مصداقية». فوائد كبيرة ويقول سالم البلوشي «طالب جامعي» من متابعي الكثير من مشاهير مواقع التواصل، إنه يكون لديه ولاء لمن يتابعه فهو يجد فيه المصداقية في تقديمه المنتج. ويضيف: «الشركات حين تلجأ إلى أحد مشاهير مواقع التواصل للقيام بالإعلان عن منتجاتها، فإنها تجني من خلال ذلك فوائد كبيرة مثل تحسين الصورة الذهنية للعلامة التجارية وزيادة المبيعات». خداع يقول راشد أحمد الرحومي «موظف»: حين ترتبط العلامة التجارية بنجم رياضي أو فنان شهير، يظهر في الإعلان عنها، فإن ذلك يزيد من قيمة هذه العلامة التجارية. ويضيف «لكن في حال تجربة منتج قام به أحد هؤلاء المشاهير بمواقع التواصل بالإعلان عنه وفشل في جذب الزبائن، فإن هذا النجم قد يخسر الكثير من متابعينه، وذلك لعدم مصداقيته في الترويج لهذا المنتج، ويكون في هذه الحالة قد خدع محبيه. وضوح ومصداقية وتقول الإعلامية أسمهان النقبي: «الصراحة والوضوح والمصداقية، من الصفات التي أتمسك بها، في حال الإعلان عن أي منتج، لأن كل من يتابعني في مواقع التواصل لهم الحق علي، فالمصداقية في الإعلان عن المنتج تأتي على رأس أولوياتي مهما قدم لي المعلن من إغراءات مادية. وتضيف «الإعلانات التقليدية باتت محدودة في الوقت الحالي بيد أن الوضع يختلف بشكل جذري في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تتيح للمستهلك التفاعل مع الإعلان التجاري ومشاهدته بشكل جيد. رفيق متنقل يوضح منذر المزكي: «بالفعل استطاع مشاهير مواقع التواصل خلال الفترة الأخيرة سحب البساط من الإعلانات التقليدية، لما في تلك الإعلانات من المصداقية والردود الكثيرة التي تصل بعد تقديم المنتج، وكل تلك الإعلانات تنوعت ما بين الجمال والموضة والمقتنيات الضرورية». ويضيف: «أصبح الهاتف في متناول الجميع، ولم يعد المشاهد أثناء تنقله يشاهد التلفاز أو يقرأ الجريدة أثناء قيادته، بل أصبح الهاتف الرفيق المتنقل الذي يمكن من خلال كبسه زر مشاهدة الكثير من مشاهير «السناب شات»، وهم يقدمون الكثير من الإعلانات التجارية عبر حساباتهم.