الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

آه.. يا عرب

22 يونيو 2018 22:19
بكل ما في الكلمة من صراحة نقول، إن الوجه الذي ظهرت به أغلب المنتخبات العربية في مونديال روسيا كان رديئاً بشهادة العارفين وحتى غير العارفين، وإلا بماذا نفسر خروج منتخب السعودية بعد كل ذلك الانتظار والتحضير والتحفيز و«احتراف» اللاعبين في «الليجا» الإسبانية، ثم ظهوره بذلك الوجه ليخسر بخمسة أهداف.. وبماذا نفسر سقوط «الفراعنة» بالضربة القاضية الفنية مرة أولى أمام أوروجواي ومرة ثانية أمام روسيا، ويستسلم للأمر الواقع، رغم مشاركة نجم في قيمة محمد صلاح.. كما لا يمكن أن نستثني منتخب تونس من هذا الوجه الكريه في المونديال، طالما هو أطل علينا في اللقاء الأول، ليُدافع بأظافره عن نقطة التعادل، وكان من الطبيعي أن يخسر اللقاء في دقائقه الأخيرة، بعد أن غفل عن ذئب كروي اسمه هاري كين، سدد له رصاصة الرحمة، ونقولها صراحة إننا لن ننتظر الكثير في اللقاء الثاني لـ«التوانسة» ضد بلجيكا، ليس لرداءتهم الكروية، بل لأن المجموعة التي أخذها معلول معه، تفتقد إلى مخلب كاسر مثل يوسف المساكني، أو طه ياسين الخنيسي، أو حتى أحمد العكايشي، بعد أن لاح التردد على صابر خليفة، ولم يستعد وهبي الخزري طاقته ونجاعته. المنتخب العربي الوحيد الذي غادر مأسوفاً عليه، هو المغرب الذي دوخ الإيرانيين الذين سرقوا الفوز في اللقاء الأول، ثم قدم درساً لن ينساه زملاء الدون رونالدو الذين بدورهم انتصروا عليه، بعد أن أغمض المغاربة أعينهم نصف ثانية، وغفلوا عن «أقوى» مهاجم فوق الكرة الأرضية، واستحق هذا المنتخب دمعتنا وأسفنا عليه، وهو يعود من حيث أتى، شأنه في ذلك شأن السعودية ومصر، ليبقى باب الأمل مشرعاً أمام «نسور قرطاج» لعلهم يطيرون بورقة الفوز على بلجيكا، ومنه يحلقون في سماء الدور الثاني، رغم يقيننا القاطع بأن الكرة العربية في مجملها تستحق أكثر من وقفة تأمل لمراجعة عديد الأمور بلا خجل ولا مكابرة، خاصة أن أكثر من نقطة بان بالكاشف أن الزمن تجاوزها مثل الاحتراف داخل فرق أوروبية بلا أثر حاضر ولا ماض ولا مستقبل.. كل ما تحمل من الاحتراف أن اسمها مكتوب بالحروف اللاتينية، وهي بالأساس أضعف من الضعف وأضعف من أنديتنا المتناحرة، محلياً بلا فائدة ولا تخطيط ولا هم يحزنون. على جناح الأمل طفا سؤال على سطح الأحداث من خلال هذا المونديال يقول: ماذا لو تجمع الدعم السعودي والقدرات اللوجستية مع الرغبة أو «القليب» المصري والفنيات المغربية والتكتيك التونسي.. ألم يكن بمقدورنا فتح نفق في أرض روسيا نطل منه على أحد الأدوار المتقدمة.. أم أن مجرد طرح هذه الأسئلة يشبه الحرث في البحر والتوغل في قحط الصحراء وملاحقة السراب على أنه ماء، ونحن الذين عجزنا عن غسل ذنوبنا الكروية بمياه الواقع على الأرض الروسية؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©