الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

ماهي العقبات أمام الرحلات إلى المريخ؟

29 سبتمبر 2016 17:57
تتجه أنظار وكالات الفضاء والشركات الفضائية الكبرى إلى كوكب المريخ لإرسال مهمات مأهولة إليه. فإضافة إلى المشاريع، التي أعلنتها وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» وشركة «مارس وان» الهولندية، انضمت مساء الثلاثاء شركة «سبايس إكس» الفضائية الأميركية الخاصة لهذا الركب مع إعلان مؤسسها الون ماسك نيته إرسال رواد فضاء إلى الكوكب الأحر منتصف العقد المقبل. إلا أن عقبات كبيرة ما زالت تحول دون ذلك، وهي عقبات مالية أكثر منها تقنية، بحسب عالم الفيزياء الفلكية فرانسوا فورجيه، وهو متخصص في كوكب المريخ. س: هل مشروع الذهاب إلى المريخ هو مشروع ريادي أم مجرد ترهات؟ ج: مزج الون ماسك في إعلانه الثلاثاء بين مشاريع طويلة الأمد، وهي ستبقى لوقت طويل قيد التفكير فقط، مثل بناء مدينة على سطح المريخ، وبعض الأمور الأخرى القابلة للتحقيق. فحين تحدث مثلاً عن بناء أكبر صاروخ فضائي في التاريخ، أظهر عناصر تشير إلى أن الأمر جدي جدا. هناك مشاريع أخرى تنطوي على قدر أكبر من الهذيان، مثل مشروع «مارس وان» الذي يريد أن يرسل بشراً إلى كوكب المريخ في رحلة ذهاب من دون القدرة على العودة. وقد أثار المشروع ضجة كبيرة لكنه في الحقيقة هراء. أما في مشروع الون ماسك، فهناك أمور طموحة جدا. وهو يعلن، منذ سنوات، عن مشاريع نحسبها غير منطقية ثم يحققها. س: ما هي العقبات الواجب تخطيها للذهاب إلى المريخ؟ ج: تم تحديد العقبات أمام مشروع إرسال رواد فضاء إلى المريخ، يجب بناء مركبة فضائية أكبر من تلك التي نعرف صنعها، وأن ننفذ الرحلة إلى المريخ، وأن نهبط على سطحه وهي مهمة صعبة، ثم بعد ذلك تأمين الحياة هناك للرواد، ومن بعدها جعلهم يقلعون من المريخ في صاروخ تجمع أجزاؤه هناك، ليعودوا إلى الأرض. كل هذه المراحل صعبة، لكن ليس هناك أي شيء عصي على التحقيق، فنحن لا نتحدث عن رحلة عبر الزمن، أو عن رحلة إلى كوكب خارج المجموعة الشمسية. العقبة الكبرى ستكون مالية، الأمر يتطلب ملايين ساعات العمل، بالتالي إمكانات هائلة، مئات مليارات الدولارات، أي أكثر بمئتي مرة من ميزانية مهمة «روزيتا» الأوروبية (التي استكشفت المذنب «تشوري» وبلغت نفقاتها ملياراً و400 مليون دولار«)، الأمر يحتاج إلى تعاون عالمي. أما مشروع الحياة على كوكب المريخ فلا شيء يعيقه، لكنه عبث من الناحية الاقتصادية، لماذا علينا أن ننفق كل هذا المال؟ س: هل هناك جدوى علمية من الرحلة إلى المريخ؟ ج: رواد الفضاء يمكنهم أن يكونوا أكثر فاعلية هناك من الروبوتات، الإنسان يمكنه أن يحفر ليبحث عن البكتيريا (وغيرها مما قد يدل على وجود حياة) في الطبقات العميقة، وهي أمور مهمة علمياً، لكن أهميتها لا تبرر قيمة المال الذي سينفق لتحقيقها، بهذه الأموال يمكن أن نفعل أشياء مهمة أكثر، لكن الذهاب إلى المريخ يمكن أن يكون مبرراً لرغبة البشرية في خوض هذه المغامرة. هكذا كان الحال مع مهمات «ابولو»، فقد قال المستشار العلمي الرئاسي لجون كينيدي «أريد أن نحقق هذه المهمة، ليس من أجل العلم»... هكذا سيكون الحال مع المهمات المأهولة إلى المريخ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©