الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

إذا النسور أرادوا التأهل

22 يونيو 2018 22:08
كيف لا نرثي لحال «نسور قرطاج»، وعلى عاتقهم تقع مسؤوليات كثيرة كل واحدة منها تشيب شعر الرأس، مع أنه لا شيء إطلاقاً يقول، إن أبناء تونس ليسوا أهلاً لأداء هذه الرسالات مجتمعة، عندما يلاقون اليوم منتخب بلجيكا في ثاني مباراة لهم بعد الأولى التي خسروها أمام الإنجليز. يقبل منتخب تونس على مباراة اليوم، وقد انحصرت فيه آمالنا كعرب، لمشاهدة منتخب عربي على الأقل يعبر للدور الثاني، وقد تهاوت ثلاثة منتخبات عربية من أول دور، بعد خسارتها لأول مباراتين لها، ويدرك «نسور قرطاج»، أن أكثر شيء يقربهم من تحقيق هذا الحلم، حلم تخطي الدور الأول للمرة الأولى في تاريخ مشاركاتهم الخمس بنهائيات كأس العالم، هو الفوز على منتخب بلجيكا المرشح ليس فقط لتصدر هذه المجموعة، ولكن أيضاً للمنافسة على اللقب العالمي. وبالارتكاز على ما شاهدته من المنتخب البلجيكي في مباراته الأولى أمام بنما، وما انطبع في الذاكرة من صور النزال الذي خاضه «نسور قرطاج» أمام منتخب إنجلترا، ولم ينالوا منه أي نقطة، يظهر جلياً أن المنتخب التونسي سيحتاج لنسبة توفيق عالية ولرباطة جأش، وأيضاً لانضباط تكتيكي كبير في إطار منظومة لعب تنزع بالأساس لتحقيق الفوز، لكي يتمكن من عبور الجبل البلجيكي ليطل على الدور الثاني. صحيح أن الذي انطبع في الذاكرة من صور ومشاهد القوة في الأداء الجماعي لمنتخب بلجيكا، يجعلنا نتصور أن «نسور قرطاج» لا يتوافرون على الأسلحة الفنية وحتى التكتيكية لتعطيل الآلة البلجيكية، إلا أن هذا التصور قد يصبح لاغياً بالمرة لو أتى «نسور قرطاج» بما يلغي هذه النمطية في تقييم الحظوظ، وأيضاً لو تحلوا بكثير من الجرأة في تدبير أزمنة المباراة الصعبة، وأيضاً لو كانت لهم نسبة توفيق غير عادية. وأعتقد أن المنتخب التونسي خطا الخطوة الأولى على طريق إنجاز المهمة الصعبة والشاقة، عندما تحلل من كل الآثار النفسية السلبية التي خلفتها الخسارة الموجعة أمام المنتخب الإنجليزي، وأيضاً عندما صمم خطاب التفاؤل ورفع سقف الثقة بالقدرة على هزم بلجيكا لمستويات عالية جداً، ما يعني أن النفسيات هي الآن معالجة ومعبأة التعبئة الكاملة، من أجل أن تحفز الفريق التونسي جماعياً للاستجابة لموجبات الفوز الإستراتيجي على الشياطين الحمر، وفي ذلك يستمد الإرادة القوية على قهر المستحيل، من شاعر تونس الخضراء، أبوالقاسم الشابي الذي يقول بيتين من قصيدته الخالدة، «إذا الشعب يوماً أراد الحياة»: أبارك في الناس أهل الطموح، ومن يستلذ ركوب الخطر، وألعن من لا يماشي الزمان ويقنع بالعيش، عيش الحجر. حظ موفق لـ «نسور قرطاج».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©