الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

رواية «جوع» لمحمد البساطي إلى الألمانية

رواية «جوع» لمحمد البساطي إلى الألمانية
31 يوليو 2010 21:59
صدرت حديثا عن دار لينوس في بازل، الترجمة الألمانية لرواية "جوع" للكاتب المصري محمد البساطي وقام بترجمتها هارتموت فندريش، والذي سبق له أيضا ترجمة رواية "بيوت وراء الأشجار" لمحمد البساطي. ووضع المترجم هارتموت فندريش في كلمة التعقيب على "جوع"، الرواية في سياق الأعمال الأدبية العالمية المعروفة التي عالجت الموضوع ذاته، والتي حملت أحيانًا العنوان نفسه. ونوه إلى أوجُه الاختلاف في رواية محمد البساطي عن هذه الروايات، فالراوي كان معنيًا بـ"قضية اجتماعية شاملة"، وكان تركيزه "على أحلام الناس وعلى أمانيهم التي لم تتحقق" فأنتج روايةً مقتضبةً تستحوذ بصوتها الخاص على القراء. وفي الرواية يقدم محمد البساطي عــرضاً موجزاً للواقع الاجتماعي، الذي تعيش الأسرة في إطاره، حيث يسود التخلف على غير صعيد، وتنعدم فرص العمل أمام رب الأسرة زغلول، لذلك يقضي معظم الوقت في المنزل، وإذا أتيح له القيام ببعض الخدمات وكسب منها بعض القروش، تسارع زوجته إلى إعداد الخبز فتسدد ما استعارته من أرغفة من الجيران، وتحاول أن يستمر ما بقي من الأرغفة لأيام قليلة أو إلى أن يحظى زوجها بعمل ما، وإذا طال بقاؤه في البيت تعود مرة أخرى لاستعارة الأرغفة من الجيران أو ينام الأربعة بدون طعام بعد أن اعتادوا على تحمل الجوع. زغلول ماهر وعندما يعزم على الشغل يجد في أغلب الأحيان عملاً، لكنه غالبًا ما يسرح غائصًا في أفكاره، فيكون على عائلته أن تجوع في هذه الفترة، إذ لا يمكن ردُّه من حالة الشرود هذه. هنا تصبح المسؤولية واقعةً على كاهل سَكِينة بمفردها. سَكِينة التي تستجمع كل قوتها وبراعتها لتحصل على شيء تأكله هي وأولادها، ومن هنا تقوم رواية "جوع" بلا تشنج وبحساسية عالية على أسئلة الكفاح من أجل البقاء والصراع اليومي من أجل الكرامة. وذلك بلغة بسيطة مقتضبة، كما تأتي بعض الفقرات فيها بصيغة المضارع، لكن معظم أجزاء الرواية تأتي بصيغة الأنا الراوية للشخوص أنفسهم، حيث يتم استعراض حياة سكان الريف الفقراء. يكرس محمد البساطي نفسه في روايته "جوع" لأجل قضية "راهنة مهيبة"، كما ورد في التعقيب الختامي النبيه والمفعم بالمعلومات. إن "قضية الجوع" لم تعد تقتصر اليوم على الدول الفقيرة مثل مصر، بل تطال باضطراد الدول "الغنية" أيضًا التي يتزايد عدد سكانها "الذين يعانون من الفقر أو البطالة أو الأجر غير الكافي".
المصدر: برلين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©