الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أكثر الشعوب تعاسة في العالم

أكثر الشعوب تعاسة في العالم
31 يوليو 2010 21:09
على الرغم من اعتراف معهد “جالوب” لاستطلاعات الرأي بأن قياس السعادة ليس مهمة سهلة إلا أن نتائج بحثه المسحي عن” أكثر الشعوب سعادة في العالم”، والذي نشرته مؤخراً مجلة فوربس” يحمل دلالات وقراءات عديدة لدى التمعن في تفاصيله. وأياً كان النقد الذي يمكن أن يطال طريقة عمل البحث والمعايير التي اعتمدها في ترتيب الشعوب السعيدة، ومدى تمثيل العينات التي اختارها لهذا الترتيب والفترة الزمنية التي غطاها (من 2004 إلى 2009) إلا أن مؤشرات ترتيب بعض الدول، وخاصة العربية منها، تبقى مهمة للغاية في ظل غياب مؤشرات رقمية أخرى تشير إلى ما يخالف نتائج بحث غالوب. وهنا بعض المؤشرات والمفارقات التي يمكن التوقف عندها: - احتلت إسرائيل المرتبة الثامنة ( مع كندا وأستراليا ونيوزيلندا). ورغم كونها الأكثر خوضاً للحروب والعدوان منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، إلا أنها أكثر سعادة من شعوب قوى عالمية غنية وعريقة بنظم تأميناتها، فقد تقدمت على جميع حلفائها الرئيسيين بعشرات الرتب، وعلى حليفتها الولايات المتحدة الأميركية ( التي جاءت في المرتبة 14) وعلى جميع الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، وحتى على الدول الأعضاء في مجموعة الثماني الأكثر صناعية وغنى في العالم (بينما احتلت اليابان المرتبة 81 والصين المرتبة 125) وعلى جميع الدول العربية، طبعاً. - احتلت “الأراضي الفلسطينية “ (Palestinian Territories ) المحتلة مرتبة متأخرة (96) ومعها تونس واليمن، إلا أن “سعادة” أهلها تزيد على سعادة شعوب 6 دول عربية (هي على التوالي العراق، مصر، المغرب، سوريا، السودان وجزر القمر). - باستثناء الأردن الذي تقدم على السعودية، وباستثناء سلطنة عمان التي لم يشملها البحث، تقدمت دول مجلس التعاون الخليجي، تلتها ليبيا، على باقي الدول العربية، وتصدرت الإمارات العربية المتحدة عربياً ( في المرتبة 20 عالمياً) وهو ما يتوافق مع أبرز نتيجة يرجحها تحليل جالوب ، وهي أن الشعوب الأكثر سعادة في العالم ترتبط أجمالاً بالثروة – الازدهار، إضافة إلى مدى توفير الحاجات الأساسية للشعوب (دول الرفاه والرعاية). - احتل لبنان المرتبة 73 عالمياً والسابعة عربيا (من أصل 16 دولة عربية شملها البحث)، ولأن البحث جرى خلال أبشع فترة اضطراب وبلابل وفتن مر بها لبنان (بعد 2005) وأضيف إليها حرب 2006، فإن “تعاسة” شعب لبنان بقيت أقل من تعاسة عشر دول عربية على الأقل. - إذا صحت نتائج البحث المسحي هذا فإن مقاربة ترتيب الدول العربية بالمعايير الديمقراطية والحريات، وضمنها حرية الإعلام، لا تفضي إلى علاقة واضحة، فبعض الدول قد تكون أكثر ديمقراطية وحرية بكثير من غيرها لكن شعوبها أكثر تعاسة، وبعضها قد يصنف عالمياً من الدول المعادية للحريات والإعلام (والانترنت ) وقد تكون شعوبها أكثر سعادة من كثير من الدول العربية الأخرى. وفي ضوء ذلك فإن النتيجة الوحيدة التي يمكن الركون إليها هي أن الدول الأكثر تعاسة في العالم هي التي لا تحرم شعوبها في آن واحد من نصيب أدنى من السعادة، ومن هامش من الحريات الآدمية.. وما أكثر تلك الدول عربياً. barragdr@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©