الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الفنادق الاقتصادية في دبي تتصدر خيارات المستثمرين في قطاع الضيافة

الفنادق الاقتصادية في دبي تتصدر خيارات المستثمرين في قطاع الضيافة
13 أغسطس 2017 18:02
مصطفى عبد العظيم (دبي) تتصدر الفنادق الاقتصادية والمتوسطة خيارات المستثمرين والمطورين في قطاع الضيافة في دبي للسنوات الثلاث المقبلة بعد أن حققت الفنادق التي دخلت السوق خلال العامين الماضيين طفرة كبيرة على صعيد التشغيل، حسب خبراء في القطاع. وقال الخبراء إن التوسع الذي شهده قطاع الضيافة في دبي خلال العامين الماضيين في مجال الفنادق المتوسطة أسهم إلى حد بعيد في سد فجوة كبيرة في السوق، وأتاح فرصاً وخيارات أوسع أمام شرائح جديدة من السياح من مختلف أنحاء العالم، مشيرين إلى استفادة القطاع من الحوافز التي قدمتها حكومة دبي قبل عامين للمستثمرين في هذه الشريحة من الفنادق، وتوقع الخبراء أن تواصل دبي زيادة أعداد الفنادق الاقتصادية، خاصة بعد التركيز في السنوات الأخيرة على الفنادق الفخمة من فئة الخمس نجوم حيث بات المعروض من هذه الشريحة كبيراً للغاية مقارنة مع المدن السياحة الأخرى حول العالم، الأمر الذي يرى فيه محللون فرصة لتوليد الطلب من شرائح السوق الأخرى. وتشكل فنادق الخمس نجوم في دبي أكثر من 30% من إجمالي الغرف الفندقية المتوفرة في الإمارة، في حين تصل هذه النسبة إلى 10% في المدن السياحية الأخرى، بحسب سانجي شيماني العضو المنتدب في شركة «ريناي آند هور»، التي تخطط للاستثمار بقطاع الفنادق الاقتصادية من فئة 4 و3 نجوم، في الإمارات والمنطقة، بالتعاون مع شركة «ليمون تري» الهندية. ويشير شيماني إلى أن موقع دبي في قلب منطقة تشرف على نحو ثلث سكان العالم، ويتم الوصول إليها خلال 7 ساعات طيران فقط، يزيد جاذبيتها لأعداد ضخمة من المسافرين من الشرائح الاقتصادية والمتوسطة، مشيراً إلى أنه على سبيل المثال تتضمن طائرة الإمارات «إيه 380» نحو 12 مقعداً للدرجة الأولى و54 لدرجة رجال الأعمال، فيما يزيد عدد مقاعد الدرجة الاقتصادية عن 300 مقعد، مشيراً إلى أن دبي تحتاج بشدة إلى سد النقص في الفنادق المتوسطة لتلبية هذا الطلب. وأشار شيماني إلى أن العجز في الفنادق الاقتصادية يمثل تحدياً للعديد من الأسواق في آسيا خاصة في أسواق الهند والصين التي لم تدرك أهمية هذه الشريحة حتى السنوات العشر الماضية، وذلك مقارنة بالدول الغربية التي تنشط فيها الفنادق الاقتصادية والمتوسطة منذ عقود عدة. من جهته، أشار ماركو فوشونيك نائب أول الرئيس والرئيس التنفيذي الفنادق والضيافة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة «جي إل إل»، إلى أن العدد الضخم من الفنادق الفخمة من فئة 5 نجوم في المنطقة، يعكس الاهتمام التقليدي للمستثمرين بالتركيز على المناطق الرئيسة في المدن السياحية التي ترتفع فيها أسعار الأراضي، لكن مع انخفاض كلفة الطيران في السنوات العشر الأخيرة وتوسعات شركات الطيران وزيادة عدد السياح القادمين إلى المنطقة بدأت تبرز ملامح النمو في الطلب على سوق الفنادق المتوسطة. إلى ذلك قال فيل ريست، المدير الشريك في مؤسسة «سي بي آر إي» الشرق الأوسط، إن قطاع الضيافة في الإمارات يشهد تحولاً تدريجياً باتجاه الفنادق الاقتصادية والمتوسطة ما شأنه أن يسد فجوة كانت موجودة في السوق خلال السنوات العشر الماضية، مشيراً إلى الحوافز القوية التي منحتها حكومة دبي للمطورين والمستثمرين في هذا القطاع. وكانت دبي أعلنت في السابق إعفاء المستثمرين الراغبين في بناء فنادق من فئة 3 و4 من رسوم البلدية المفروضة بواقع 10% على سعر الغرفة لكل ليلة إشغال خلال الفترة الممتدة بين 1 أكتوبر 2013 و31 ديسمبر 2017، ما ساهم في ارتفاع عدد الطلبات من السوق المحلي أو من خارج الدولة للاستثمار في قطاع الفنادق الاقتصادية. ويشير ريست إلى أنه وحتى نهاية الربع الأخير من العام الماضي بلغ إجمالي الطاقة الفندقية في دبي نحو 102.845 غرفة بحسب بيانات دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، التي أشارت إلى أن نحو 21% من هذه الغرف يندرج تحت فئة الفنادق الاقتصادية من شريحة النجمة إلى ثلاث نجوم، فيما تستحوذ الفنادق من فئة الأربعة والخمسة نجوم على 79% من الإجمالي، مشيراً إلى كلفة الإقامة لليلة واحدة في فنادق دبي تبدأ من 99 درهماً لتصل إلى 12 ألف درهم، ما يشير إلى وجود فجوة كبيرة في السوق للشريحة الاقتصادية التي يقدر متوسط سعر الإقامة الفندقية لليلة واحدة بما يتراوح بين 99 درهماً و425 درهماً. ويلفت ريست إلى قيام العديد من العلامات الفندقية الدولية بالتوسع في سوق الضيافة بالإمارات مثل هوليداي إن وايبس وايبس ستايل وهيلتون جاردن إن وبارك إن وبرايمير إن، وغيرها من العلامات المحلية الإقليمية الأخرى على غرار سينترو من روتانا وفينو جميرا وروف من أعمال للضيافة وميراس، لافتاً إلى افتتاح أول فنادق روف قبل 10 أشهر، والآن تمتلك العلامة 4 فنادق في داون تاون دبي وديرة ومدينة دبي الطبية، ومركز دبي التجاري العالمي، مع وجود 5 فنادق أخرى لعلامة روف يتوقع افتتاحها تباعاً خلال السنوات المقبلة في دبي مارينا ودبي باركس، وكذلك في إسبانيا. وفي هذا السياق يقول أوليفييه هارنيش، الرئيس التنفيذي لـ«مجموعة إعمار للضيافة»، إن الفنادق التي تصممها الشركة تهدف إلى توفير تجربة جديدة في مجال الفنادق الاقتصادية بدبي التي تلبي احتياجات الجيل الجديد من السياح، مشيراً إلى أنه في الوقت الذي يمكن لنحو ثلثي سكان العالم الوصول إلى دبي جواً خلال مدة لا تتجاوز 8 ساعات، فإن ذلك يمنح القطاع السياحي في الإمارة مؤهلات نمو استثنائية يمكن الاستفادة منها عبر تعزيز خيارات الضيافة ضمن المدينة بما ينسجم مع المتطلبات والاحتياجات المتغيرة للزوار من مختلف أنحاء العالم. وأضاف هارنيش: «في ضوء النمو الكبير الذي يحققه قطاع المعارض والمؤتمرات في دبي، خاصة خلال هذه المرحلة التي تتواصل فيها الاستعدادات لاستضافة معرض إكسبو دبي 2020، تبرز الحاجة لتلبية احتياجات أعداد متزايدة من الزوار الذين يتطلعون إلى تجربة إقامة مميزة تحقق لهم قيمة عالية في الوقت ذاته، مشيراً إلى أن فنادق روف مؤهلة لاستقبال الضيوف القادمين لغرض الأعمال أو السياحة، وتقديم مختلف المزايا التي تنفرد بها «رو? للفنادق» من خلال الإقامة في فندق يوفر لهم الخدمات المميزة والتقنيات الحديثة، وفي مواقع حيوية في المدينة». من جانبه قال محمد جاسم الريس، نائب الرئيس التنفيذي لشركة الريس للسياحة والعطلات إن التوسع في بناء الفنادق الاقتصادية والمتوسطة في دبي من شأنه أن يساهم في تنويع الخيارات الفندقية أمام السياح، ويزيد فرص استقطاب شرائح سياحية جديدة من مختلف الأسواق العالمية، خاصة أن نحو 80% من السياح حول العالم يمثلون الشرائح المتوسطة والاقتصادية. وأضاف الريس أن الطلب على هذه الشريحة من الفنادق في تزايد مستمر، منوهاً بجهود حكومة دبي ممثلة في دائرة السياحة والتسويق التجاري لتسهيل الاستثمار في الفنادق الاقتصادية من خلال منح محفزات وتسهيلات كبيرة للمستثمرين، مشيراً إلى أن الطلب على هذه الفنادق يشمل كل الأسواق ومنها الأسواق الخليجية التي يتطلع نسبة منها للإقامة في فنادق اقتصادية لفترات أطول عوضاً عن الإقامة في فنادق فخمة لفترات قصيرة، موضحاً أن السكن يشكل العنصر الأعلى كلفة في الرحلات السياحية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©